الفصل التاسع
“منذ فترة وأنت تعيش بلا مأوى،أعتقد أن هذا الوضع يسبب لك الكثير من الآلام، هل يمكن أن تخبرنى كيف تتعامل مع هذه الآلام؟"
"أؤجلها" أجبت بسرعة، "نعم أحاول أن أؤجل آلامى إلى وقت آخر”
صموئيل شمعون, عراقي في باريسبعد ان اطلقا عليها النار ... انطلاقى في سيارتهما على غير هدى اول الامر ثم سرعان ما اتجها الى شقتهم .. والغيض بينهما يشتد بالجدل لفشل المهمه التي لم يفهم شراره منها شيء حتى الان ...
بعد مرور ساعتين .. كان يجلس في شقتهم وهو ينحي الى الامام يضع سلاحه امامه .. السلاح ذاته الذي اطلق النار منه ... ينظر اليه بعينين قاتميتين وداخله يموج برعب وحالة هياج .. رغم سكونه الظاهري .. بينما شراره يحوم حوله بذعر مولولاً
" مالذي فعلته .. لما قتلتها ... ؟
لم يلقى ردا بل استمر الاخر على جموده ..
توقف شراره عن حركته وهو يشد شعره بكفيه هامسا بأهتياج
" يا الهي مالذي فعلته .. كيف طاوعتك .. "
" لقد حصل ما حصل .. توقف عن اضطرابك هذا .. "
نظر اليه شراره وفي عينيه شك مريب
" مالذي كنت تريده منها ... ما نيتك معها … "
" يكفي "
صاح شريف بغضب وهو ينهض عينيه تتقدان شرا .. كان يعاني من صدمة فشل خطته .. فتاة امكنها الهرب من قبضته ... تابع شراره وهو يقف بمواجهته لا يخفي الذعر الذي يتلبسه
" نحن نهدد .. نهجر ... نبيع الممنوع ... لكن لا نختطف ولا نقتل .. لا نعتدي على اعراض الناس كانت هذه نيتك .. "
اشار اليه بكفه اشاره الاهمال والسخريه " اعفني من تشذيب صورة نفسك .."
جمدت عيني شراره عليه وهو يقول
" اذكرك بامر نسيته انت .. وبدى انك تعرفها او تعرف اسرتها حين سالتها عن المدعو سيف لذا هي توقفت .. "
" اخبرتك ان لا تحقق معي .. افهمت "
اشار الاخر له بسبباته والجو مشحون بالاتهامات
" هل نسيت اني كنت معك .. قلت لي اني ساعرف كل شيء بعد ان ننفذ المهمه ... "
استدار شريف حول الطاوله مهتاجا ليشد الاخر من ملابسه مهددا
" المهمه فشلت وقتلت تلك الفتاة .. لا تولول كالجبناء "
امسك بكفيه وابعدهما وهو ينظر في عينيه
" بل الجبان من يقتل امراءه .. وبرأيك كيف سيكون رد فعل قائد ان علم بالامر ... "
هنا فقد شريف اخر ذرة سيطره حسب نفسه يمكلها .. اخذ المسدس ووضعه في راس رفيقه مهددا بغضب اعمى
" لن يعرف قائد .. وان علم اقسم اني سأقتلك انت الاخر ..."
لم يكن الرعب الا ليمسك بتلابيت شراره .. ويهد ثباته وهو يهز راسه علامة الأيجاب والاخر يتابع
" ستنسى ما حصل تماما ونحن لم نذهب لأي عمل من دون معرفة قائد ... هل فهمت "
" لكن .... "
شد شريف على اسنانه بملامح شرسه .. وهو يضغط فوهة السلاح اكثر على رأس الاخر
" لا وجود لهذه الكلمه .. ستنسى تماما.. لا أدري كيف اصبحت جزء من عملنا وانت بهذا الضعف ورقة القلب .."
تراجع الاخر عن مرمى رفيقه دون كلمة اخرى ... كان اضعف من ان يستمر بالمواجهه ... حتى وهو بدءها
لم يكن هناك مبدا كل شيء في حالة فوضى ...…………..
لم يستغرب رضا الصغير وجود سيف بينهم وقد اعتاد رؤيته قبل ان يصبح اباً لعائلتهم .. فقضى نصف الامسية يرفض ان ينام متمسكاً بوجود سيف قربه تعلق الطفل بضيف يحبه .. حتى سقط نائما على صدره
كان هذا الاحساس .. شيء لم يتخيله سيف يوما ... كرجل نذر عمره ليبرء صورته و نسي كيف يعيش .. هذا جزء يسير مما نسية .. ولعل هذه فرصته ليعرف قيمة ما يفقدة .. جعله ينتشي بمعنى عائلة له ..
مكدودا بكل ما حملة لسنوات والان رضا في احضانه وحنة بجانبة بدى كاالحلم قد يفيق منه في اي لحظه ..
لم تمهله حنة الكثير .. بعد ايام فقط تخبره انها ستعود للعمل .. بقرب انتهاء اجازتها
ما جعل سيف يقول دون مواربه وبثقة مفرطه
- ايام فقط تزوجنا يا حنه ... كيف يفترض ان اشعر امام اهانتك .
هتفت بدهشه ورفض
- اهانة ... كلا انت تبالغ يا سيف ..
كان يرفع كفيه الى خصره ويقف على مسافة منها .. ادار وجهه عنها يتنفس بعنف ثم التفت اليها
- ابالغ حين اقول لك انا من يتكفل برعايتكما انت ورضا .. ابالغ حين اريدك ان تكوني امنه ومستقرة .. ابالغ حين ارفض عملك بحجة حاجتك للمال ... وانتِ زوجتي
كانت عينيها شاخصة عليه مشوشة من رد فعله .. وما ان اتم حديثه حتى قالت بتلقائيه
- هذه الواجبات عليك تأتي مع زوجة حقيقيه .. وانا لستُ بزوجتك .
تذكيره بموقعه الفعلي اتى بنتيجة .. يتلقاها كصفعه .. هل عليه توقع ذلك في كل مره يواجه حنة بقرار يمس حياتها ..
لاذا لم م تفهم ان عليها تأخذ هذا الزواج بابعاد اكثر احتواء لأسمه ... اخفض وجهه لحظتين ثم تقدم .. اقترب بمواجهتها
- اعرف ما انا وما انتِ ... وان لم تكوني زوجتي بعلاقة كامله .. انت ِ تنتمين ألي ...
انعقد لسانها .. وهي تنظر اليه بعينين واسعيتن يشوبهما الذهول ..
كان هذا كلام مباشر .. هطل على سمعها بكل عنفوان معانيه .. ما الذي يجري لها ..لن تقحم المشاعر في هذا .. هزت راسها تنفض مما تفكر به
- انا لا احاول اقصاءك ...
قاطعها بنبرة متأنية
- بل تفعلين ...
- - كلا لا افعل ...
عاندته .. وهي متفاجئة بنفسها .. لم تكن يوما بهذا القدر من التزمت ... أ لأنه يعطي بلا مقابل .. وهذا يربكها .. يستحوذ عليها عفوياً ..
اخفضت وجهها تخفي هشاشتها التي تتمايز امام اهتمامه وهي تضيف
:- انت تمنحنا الكثير منك .. وقتك .. بيتك وأسمك ... كيف سأرد صنيعك معنا يوماً .
مسح وجهه كفيه يائسا لتفهمه نافذ الصبر لتحتويه
- لا تردي شيء .. لا تفعلي .. فقط دعيني اشعر ان لا حواجز بيننا
كان ذلك كثير يعرف .. ولعلها فهمت ذلك ايضا ،، لما ارتسم في عينيها البراقتين .. فتهربت .. تضع قدمها بعيدا وقلبها ابعد
- اذن عليك احضار سرير للغرفة الاخرى لن تنام في غرفة المعيشة على الدوام .
عقد حاجبيه باستغراب لهذه المداخله التي لا تمت لحديثهما ب صله
" مالذي تقولينه … "
" اقول حسنا لن ارد شيء … فقط اعتني بنفسك كما تعتني بنا .. "
يكاد ينطق قلبه لكنه راوغها بالكلام
" اه حسبتك قلت ذات يوم انك لا تهتمين … "
" انا الان اعرفك اكثر … "
صمت محدقا بها .. يتضخم في صدرة رغبته ان يصارحها .. فهو لم يتوقع ان يصل الحال بهما الى ما هم عليه الان .. ومع ذلك بالنسبه اليه حنه .. لا تزال تضع خط احمر .. تخفي اسرار لا يعرفها
رنين هاتفها جاء في الوقت الذي تحتاجه لينقذها من رهبة الشعور بأثر كلماته على حواسها .. فتحركت بابتسامة عفويه .. تاركتا اياه يحدق في اثرها متجهما .. غافله عن تحفزه وهو يسمعها تهمس باستغراب : انه هشام .. ثم التفتت نحوه ..
اجابت وعينيها شاخصه عليه ... بين كلمة وثانية كان الوهن يتسبد بها .. فتمسكت بظهر الاريكه مخطوفة الانفاس مهدودة همست
" مالذي تقوله يا هشام ... ؟
اصبح سيف عندها يحاول استيعاب مالذي هدها وسرق لونها فنظرت نحوه برعب واضح " ثريا يا سيف ... "
لم يكن سهلا ل تتم كلامها .. وهي تكاد تنهار امامه اخذ الهاتف منها بسرعه
" هشام انا سيف ما بها ثريا ... "
الايجاز الذي تلقى به الخبر افقده رباط جأشة وهو يقول بانفعال
" ثريا اختي الصغرى .. ما الذي تقوله يا هشام ...
لم يملك الآخر ليقول شيء وهو الذي اتصل ليطمئن بطريقة ما .. ليعرف شيء .. انتهى به الحال لينقطع الخط عنه
بينما سيف يهم بالخروج دون وعي يبغي الوصول الى عائلته ... تاركاً حنة تنظر في اثره .. وهو شبه مغيب عن نداءها ...

أنت تقرأ
رواية فى ظل نجمتين لكاتبة اسماء سالم
Romantikحدقت فيه ملياً .. واحست بأن الشحوب اعتراها.. ونظراته ثاقبة غامضه لم تستطع فهمها فأجابته بسؤال اخر " كغريبين في بيت واحد " " ما يرضيكِ انا لن ارغمك على شيء ترفضيه " " انت تجعل الامر يبدو بسيطاً " " افهم ذلك .. ليس بسيط بالنسبة لك .. لكن لا ضير من الم...