الفصل العشرون

73 1 0
                                    

في ظِل الفصل العشرون

الحياة مقامره والمواجهه خيارها الوحيد ..

بكتفين منحنين جلست امام والديها ، بعد خروج هشام واجماً يختصر تحيته بغرابه ، يريدان توضيح كامل لما يجري مذ خمسة ايام وليس اليوم فقط .. ولم يكن للهرب سبيل لترد بحزن لا يدارى
- اخبرت هشام للتو بموضوع اسلام حنة ورفض عائلتها لها .. و.. و اخر مكاله بيني وبين عائلتها طلبوا مني عدم الأتصال مجدداً

صمت مربك اعقب كلامها
بينما تلاحقها نظرة الشعور بالذنب التي اطلت من عيني هشام حين اطلعته على وضع حنه.. كانت كالسكين في صدرها موجعه قاتله ، هزت روحها
رغم انها خيار حقيقي ل هشام لكنه لم يسعدة كفايه بعد ما حل بحنه
كيف تداخلت حياتهم ببعضها الى الحد الذي اصبح يصعب النظر لعيني هشام دون ان ترى شعور الذنب هذا
لم يقتنع مناضل بهذا الكم من التوضيح - وما ذنبك انتِ في هذا
ارتجف نبضها وجف فمها ها هنا وصل الى بيت القصيد
- ثريا ا ا
أجفلت حين هتف بها والدها بخشونه
- أ .. أن قدسي والد هشام يلومنا لسفر حنه واختفاءها مع ابنها .
القت بكلماتها كشخص يتخلص من عبأ ويخشى ان يثقل على غيره ، وكان مناضل بالفعل يشعر انه خذل ابنه في اخر حديث بينهم كان كرجل ذاهب للهلاك ولم يمنعه .. بل اخبره ان يواجه تبعات خطئة
صمت هنينه تغوص في اعماق وجعه وعينيه تشرد الى الفراغ لحظتين قبل ان يقول
- وتلك هي الحقيقه .. قدسي محق .. حنة مسؤليتنا حين فقدت زوجها ..
انتفضت والدتها تلوي سكين الوجع في صدروهم
- نحن لم نفقد سيف .. انا اعرف ,احساسي وقلبي يخبرني انه سيعود ويعيد زوجته اليه كالسابق .. ويعمر بيته من جديد وسأقيم عندة وافرح به .. اعرف ذلك وس ترون بأُعينكم ..
انهت حديثها لاهثه ودموعها تتسابق على وجنتيها الشاحبتين ، هبت ثريا تجلس عندها تحتضن وجعها وتربت عليها بتلطف
- ان شاء الله يا امي ان شاء الله ..
التفتت والدتها اليها ومن بين دموعها نظرة لا تخطأ وهي تقول بحده
- كل هذا فهمناه .. لكن لما هشام غاضبا منك !
جمدت ثريا امام سؤالها .. اشعرتها بانه عارية من مواقفها المتصلبه التي اخذتها وفقدت معناها فجأة .. ترقب والديها كان يحاصرها حتى همست بتلكؤ
- أظنني أسأت التصرف مع السيد قدسي ووصفته بعديم الرحمه ..حين اشار لنا بالتقصير واهان اخي سيف ..
شهقت والدتها بالدهشه جعلتها تتلكأ متوثبه وهي تنقل نظرها بين والديها
- متى حصل هذا ..
- حين علم باختفاء حنه
- لربما كان غاضبا ..
صمتت, انعقد لسانها ، لطالما كان والدها رزينا ألا مع الخطأ لا يعرف الرحمه تابع يسألها بصوت هادي يخفي تأثره العرضي
- وهل اعتذرتِ !
ذاهله بإستنكار هتفت - ابي ..
ترامى صوته بالغضب - اتتجاوزين على من هو اكبر منك سناً يا ثريا..
بعد ان هزها وارجف قلبها بغضبه حتى دمعت عينيها نهض منهياً الحديث وهو يستغفر ربه مراراً ثم القى اوامره دون نقاش
- ستعتذرين ..

يتبع

لما يحصل هذا واين هي الحقيقه تساؤلات تضمحل امام اليأس ..
كانت تلك حالة عماد حين التقاه مالك في مركز احتجازه .. عينيه تنبض باليأس وهو يقص عليه ما جرى
- الامن الاقتصادي يتهمني بإدخال مواد منتهية الصلاحية .. وانا ابريء نفسي من هذه التهمة يستحيل ان افعل هذا ..
يشعر بشعوره حين يحشر المرء في زاوية التكذيب رغم صدقه
بعد نصف ساعه
استعاد مالك اوراقه الثبوتيه وضابط الشرطه الاقتصاديه يرتدي قناع الحده بعد الاوامر التي جاءت اليه من قيادة عليا ان يخلي سبيل الشخص المذكور فقد تمت تبرئته..
لربما عدم معرفته بكيفية تبرئته هي ما تزعجه فعلا ..
بعد بضع دقائق كان عماد يشكره بحرج شديد ليفاجئه الاخر بشيء غير متوقع
- لم يكن بواسطتي المباشره .. اخي حمزه كان صاحب اليد هنا
كان عماد مدركاً لعدم استطاعت احد من عائلته مساعدته ، وان ل صهرهم مالك وعائلة نفوذ ينقذة من هاته الورط .. مختزلا في الكفه الاخرى مشاعر البغض التي يسكبها اياد وابيه عليهم ..
وربما بعد هذا الامر عليهم اعادة النظر في حقيقة اننا كلنا نمر في يوم ما بخيبة وانكسار وشعور بالظلم .. ليس من حقنا ان نرى انفسنا كبار على الاخرين فالحياة عادلة بطريقتها الخاصه.. فقط علينا تقبل ما هو طبيعي .

رواية فى ظل نجمتين لكاتبة اسماء سالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن