في ظل الفصل التاسع عشر ..
“أي امرأةٍ تلك التي ستكفيني بعد أن رفعتِ أنت سقف الكفاية إلى حد تعجز عنه النساء؟”
محمد حسن علوان, سقف الكفاي- هشام ينتظر في غرفة الضيوف ..
تجمدت فاغرة الفاه تنظر الى والدتها التي وقفت عند باب الغرفه .. خمس ايام تجاهلت كل محاولاته للتواصل معها.. ضائعه في حقية ما جرى تتلبسها رهبة ما قيل ..
اعادت نظراتها الى شاشة الكومبيوتر تتصفح احدى المدونات وهي تهمس ببرود زائف
- لا اريد لقاءه
شهقة والدتها بإستنكار وملامح منزعجه بينما تقدمت تفاجئها بحركه مستفزه .. اغلقت شاشة الكومبيوتر بحده اجفلتها وهي تصيح بصوت مكتوم
-يا غبيه .. كنت محقه في رفض هذه الزيجه.. عرفت انها ستأتي بالمشاكل .. لكنك ستذهبين للقاء خطيبك ك ابنة ناس محترمه، وتحلان أي خلاف بينكما افهمتي …
مبهوته نظرت اليها وهي تهمس - امي
اشارت لها براسها وعينيها تلتمعان بالحده
- هيا امامي تحركي وغيري ملابسك بشيء مناسب .. وإلا يا ثريا اقسم انك ستواجهين والدك للتبرير له .. اتظنين انني لا الاحظ حالتك مذ ايام مضت .. لكني اثق بتربيتي وبأبنتي
رقص الالم على جرح قلبها هل تراها والدتها تشعر .. هل قلب الام اخذ نصيبة من التنبأ ان شيء يجري بسبب غياب سيف واختفاء حنه … وثقتها تلك بتربيتها ما شُكك بها
المصير هل المصير ما ربطها ب هشام ..
ذلك اليوم حين اعادها بنفسه الى منزلها كان الصمت سيد الموقف وبنفس الصمت نزلت من السياره .. ناداها ولم ترد ..
فامسك بذراعها يتسوقفها ..عند باب المنزل فكان لديها من الإراده والكبرياء ان تنظر اليه رغم شديد سواد الحزن الذي يدور في مقلتيها .. همس اسمها بيأس لعل شيء من ملامحها يلين .. كل همسة منه يوازيها لمسة ذكرى
حين جرها خلفه- ثريا ...
كان هشام يدخل غرفة المعيشه فجاءت صيحتة بذهول وتهديد اخذت بتركيزها اليه .. تسارع نبضها مجنوناً وهي تنظر الى عينيه ينفثان غضب بركاني
تحت انظار والديه تقدم اخذ بكفها وجرها خلفه ب فجاجه احرجتها بينما تسمع نداء والديه خلفه وهو يدخلها الى غرفة الضيوف ويغلق الباب خلفهما، سحبت كفها منه وابتعدت الى الجانب الاخر تهتف ب الم
- أزعجك ما سمعته م..
- اخرسي ..
قاطعتها كلمته الحاده وهو يلتفت اليها ،فجمدت نبضاتها مع كلماته كرصاصة اصابه قلبها ..وشعورها بالإهانه والظلم يتعمق .. تطلعت اليه بعينين لا تريان إلا وجهه المظلم بقسوة وهو يقترب منها .. ليقف بمواجهتها يمزج نبرته بالغضب والسخريه
- تقتصين ل أخيك ب أهانة ابي يا ثريا ...
ورغم ذعرها .. رفضت ان يرهبها ، رفضت ان يهان اخيها فتظلمه هي بالصمت ايضا ،رفعت ذقنها تقول بهدوء
- لا اقتص بل ارد على قسوة والدك .. وهو يلوث سمعة رجل لا نعرف ان كان حياً او ميت .. رجل ليس بحاضر ليستطيع الدفاع عن نفسه ..
هتف بغضب صفع كبريائها
- وهل ما قاله ابي إلا الحقيقه ..
استل انفاسها بكلماته واصبحت الغصه تزاحم الحروف .. ذهولها امام عينيه لم يشفع لها فيلطف من قسوته وهو يضيف
- كيف تتجرأين وتقللين احترامك لوالدي يا ثريا .. اهذه هي تربيتك ...
فغرفت فاها غير مصدقه لما سمعته همسها المبهوت بإسمه ترافق مع ضربات قلبها التي باتت مؤلمه للغايه
- هشام ..
فما كان من هشام إلا ان أدار وجهه عنها .. يعتريه الدم كان مجحفا ما قاله .. رغم كل شيء الخطا كان متبادلا ووالده من افرط في قسوته .. تابع بلهجة جافه
- لن نستمر بهذا الحديث ، ما جرى يغضط علينا.. سأعيدك لمنزل والديك ..
- ولن تعتذر عن اهاناتك
كأنه لم يسمعها اقترب يلمس ذراعها يحثها على السير .. فابعدت نفسها عنه بأشمئزاز للمسته وهي ترد بقلب مرتجف
- و تتجاهلني .. اتركني انا لن اذهب معك ..
- مع من ستذهبين ...
ساخرا غاضباً منفلت الاعصاب كل شيء يضغط على صدرة فلا يحتمل حتى النفس الذي يجره الى رئتيه … الفجوه بينهما تتسع غابت لحظات الانس ببعضهما قبل ساعات وحل محلها فوضى موجعه
لسعت الدموع مقلتيها وترفض ان تجلعها تستلم .. اجابته بصوت متحشرج
- هل تتوقع ان ارافقك حقا بعد كل ما قيل .. تربيتي لا تسمح لي
هدر بها بعنف - ثريا
كان يعرف انه زاد الطين بلِة .. يعرف انه اذاها فوق احتمالها ، ورغماً عنه لم يعد يحتمل .. ثريا لم تسعف صبره حتى يمر جنون هذا اليوم ويهدأ .. لم يتخيل ان يقف يوما في موقف كهذا .. ويشار اليه بالأنانيه .. وانه شخص فضل نفسه وفرط بأسرته .. ثم يسمعها تنطق كلماتها دون تهيب ..وهو الذي يسعى بكل جهد لسد فجوة ما جرى
- راقبني يا هشام انا لست ضعيفه او ذليله ..
تحركت لتنفذ تهديدها ، يراها تحاول تجاوزه فامسك ذراعيها بقوة جعلتها تنتفض ألماً بينما يجذبها اليه بشده يخبرها ان خيارها جنى عليها
- أذن ستبقين هنا الى ان تتعقلي ..
تلوت بين ذراعيه بعنف تجاهر بالغيض وتقاوم نفسها ان تستلم لهزة بكاء عنيفه تكاد تجتاحها
- أتركني ..
اقسم يا هشام اقسم ان اجبرتني .. لن ترى وجهي مرة اخرى يكفي ما رميته في وجهي حتى الان من اهانات .
هدر في وجهها منذهلاً - هل جننتي
- ليس بعد ...
ارتجفت بين ذراعيه ورغماً عنه يشعر بذلك فيرتعد قلبه رأفتاً بحالها ويخالفه غضبه
- اذن جُني وافعليها وسأُقحمن في عقلك حقيقة انك زوجتي شرعاً وقانوناً ولن اتراجع عن حقي بك حتى اخر عمري ..
ثم نفض ذراعيه منها وهو ينفث مستعرا كالبركان .. تهدده بها .. فهددها بما بينهم ، بينما تطلعت ثريا اليه حتى كادت لا تصدق انه الرجل نفسه الذي احتضنها بين ذراعيه اول النهار مهدهداً احزانها بدى كشخص اخر لا تعرفه

أنت تقرأ
رواية فى ظل نجمتين لكاتبة اسماء سالم
Romanceحدقت فيه ملياً .. واحست بأن الشحوب اعتراها.. ونظراته ثاقبة غامضه لم تستطع فهمها فأجابته بسؤال اخر " كغريبين في بيت واحد " " ما يرضيكِ انا لن ارغمك على شيء ترفضيه " " انت تجعل الامر يبدو بسيطاً " " افهم ذلك .. ليس بسيط بالنسبة لك .. لكن لا ضير من الم...