الخاتمه
ما تراكمت الا لتمطر
اسوء ما تندم عليه هو ان تكتشف الحياة متأخراً .. فبعض من الجنون والمجازفه يمنحنا شجاعة الأخذ بالفرص ..
زينب كانت تخشى المجازفه .. وان اعادت هديل التفكير الف مره بأختها كانت لتقول ما عرفت شخص يحب الحياة مثلها
لذا الان تتفق سرا مع مالك في كل كلمة يقولها لها على الهاتف حتى لا تكشف خطتهما زينب المشغوله في تفحص خزانة ملابس اختها
-امنعيها من المغادره لتبقى معنا هذه الأمسيه بأي عذر كان .
- لماذا ..؟
-لان حمزه يريد ان يتحدث اليها وزينب تتهرب منه مذ شهرين .
-اعرف ذلك ..؟
-ما دمت كذلك.. اذن هل تعرفين ان حالة اخي تذكرني بحالتي معك حين ارسلت والداي لخطبتك .ضحكت وكتمت ضحكتها لكن لم يفت زينب ان تنظر اليها بأبتسامه ثم تعود لما يشغلها .. سرعان ما انهت هديل المكالمه متنهده
فقالت زينب بابتسامة مكتومه
-شعرت بنفسي متطفله وانتي تتحدثين باقتضاب
ضيقت هديل عينيها تنظر الى اختها بصمت .. تقنع نفسها ان ما ستفعله هو لمصلحتها .. ولا ضير ..؟
لكن لن تخمن رد فعل اختها ؟
بدى عليها التفكير العميق ما جعل زينب تقول مشككه
- مالذي في عقلك اختي ..
-خير يا اختي خير .. ماذا هل اخترتي لي بشيء
اشارت لها بأحد الفستاتين .. ووقفت امام المرأة تشاهد انعكاس لونه على بشرتها .. فراقبتها هديل بصمت .. كانت تسميها حمامة السلام .. دوما ساكنه هادئه.. فيها وفي شخصها شيء من الجمال المميز يثير الدهشه
للمرة الأولى ترى اختها ببعد اخر انها تسحر الألباب
هل سيكون حمزه قادرا على اقناعها لتكون له .
- ماذا الان هديل اين سرحت ما رايك انت من سيرتدي الفستان وليس انا ؟
- الا تظنين انه فاضح قليلاً
ضحكت زينب ساخره وهي تضعه بين يدي اختها
- اشعر احيانا ان زوجك مالك لم يكتشف كلك بعد .
- زينب كيف تجرؤين ؟
زجرتها هديل بدهشه .. حين نطقت الحقيقه الساطعه .. انها لا زالت بين الظهور كلها وبين الاختفاء تحت عباءة التردد
تبادلاتا النظر بصمت احداهما مبتسمه والاخرى تسبر اغوراها حتى قالت الصغرى وهي تتحرك لتخرج
تجملي اختي واجعلي قصائد الحياة تغني .
خرجت ثم عادت تطل برأسها قائلة
- سوف اتاخر معك لنعد سفرة العشاء لحمويك .. هل اتصل باخي عماد ليعيدني الى المنزل بعدها.
-لا داع سيوصلك مالك او حمزه
اجفلت على صوت اختها المعترض وهي تقف بتشنج
-حمزه ولما حمزه .. لا داع سأتصل بعماد .
بتقيمم نظرت اليها هديل متعمده .. فكل رد فعل يفضح مشاعرها
-هل هناك شيء لا اعرفه .. هل تخافين لقاء حمزه مرة اخرى .
ضحكت الاخرى ضحكة زائفه تخفي اضطرابها
-ما هذا السؤال .. ولما اخاف ..
ثم سارعت تختفي عن عيني اختها ونظرتها المشككه .. تلعن سرها الذي يهتز كلما ذكر اسمه .يتبع
أستفاقت قُبيل الفجر .. تحركت بثقل وجسدها يتلائم مع حنايا جسد هشام قربها تنفست رائحته وهي تفتح عينيها ... تشعر بثقل وحرارته المنبعثه حولها .. انفاسه رتيبة .. لا يزال في عميق نومه
رفعت نفسها تنظر اليه ثم ابتسمت وهي تلامس وجنته بخفه بالغه ..
هشام ومذ زواجهما
كانت تغوص في اعماقه في عالمه الخاصة ..
دافيء حنون رغم ظاهره الجليدي .. كان شيء اخر في الحقيقه تارتاً طفل صغير يملك عالمه الخاص ضمها اليه حتى شعرت بنفسها ككائن ملائكي يتعايش معه بقدسية بالغه
واخرى يجبرها على التعاملومع طباعه الصعبه بحنان وصبر ..
حنان يليق به .. حين يظهر جانبة النائي هذا لها
وفعل ذلك ليلة زفافهم ..
ثم ضحكت ضحكة مكتومه على الجنون الذي اوصلها اليه فرط ارتباكها تلك الليله ..

أنت تقرأ
رواية فى ظل نجمتين لكاتبة اسماء سالم
Romansaحدقت فيه ملياً .. واحست بأن الشحوب اعتراها.. ونظراته ثاقبة غامضه لم تستطع فهمها فأجابته بسؤال اخر " كغريبين في بيت واحد " " ما يرضيكِ انا لن ارغمك على شيء ترفضيه " " انت تجعل الامر يبدو بسيطاً " " افهم ذلك .. ليس بسيط بالنسبة لك .. لكن لا ضير من الم...