الفصل الثامن عشر

60 1 0
                                    

في ظِل الفصل الثامن عشر

" واعجب كيف يغريني طريقي وموتي فيه اقرب من نجاحي "

قبل شهر

التنقل بين الممرات الباردة لم يطفي شيء من لهيب عزيمته عزيمة شخص رهن كل شيء من اجل شيء واحد وهو التخلص من إحسان ، بضع خطوات اخرى وجد سيف نفسه بعد سنوات في مواجهة سعيد العاني هو احسان لا غير، كان يولية ظهره متطلعا من خلف زجاج النافذة ثم التفت بقيافه تكاد تنشزعن حقيقته.. نظر اليه نظرة واحده ثم اطلق ضحكة سمجه مستمتعه وخطى نحوه فاتحاً ذراعيه
- يا صديقي العزيز لم تتغير لا زلت شابا بل في عنفوان شبابك .
ظل سيف يقف ناظرا اليه بتعابير مشدودة .. بينما يعانقه احسان بفرط من الفضاضه والفجاجه ابعده سيف عنه قائلا بسخريه
-استقبالك مرحب جدا لصديقك وهم يأخذون مني كل ما يخصني .. سيارتي .. هويتي .. هاتفي وسلاحي ..
عقد حاجبيه يدعي عدم الفهم ثم زم فمه قبل أن يبتسم بفخر
- رجالي .. انهم يخفون الأدلة .. تحسباً .. هز رأسه بتجهم
- تحسباً لو قررت التخلص مني .. اذن يجب ان اكون شاكرا لانك وافقت على لقائي
رفع كفيه يوميء بالتفضل
- ارى عرضك اولاً يا صديقي، ثم انت من لاحقني وتربص بي مذ عدت الى العراق .
تشنج سيف بالغيض ورغماً عنه مرت حنة في عقلة فأوجعت وقلبه ، فتنفس بصعوبة لوهله يتذكر كلماتها وهي تنصحه ان لا يتربص به ويترك ثأره .. تأخر الكلام في هذا
تقلصت ملامحه كمداً وهو ينظر حوله بتجهم ثم يعود ناظرا الى ماضيه
- مستعد ان انسى كل خيانتك وغدرك إلا محاولتك النيل مني باختطاف اختي ... لم اتوقعك بهذه الدنائه
رفع الأخر سبابته في وجه سيف ونظر اليه من تحت اهدابه
- لا ..لا .. لا سأغضب هكذا .. بل لحسن حظك اني كشفت هذا الامر مؤخرا .. ان ذلك التعيس كان يتابع اختك المصون حتى بعد فشل محاولته لإختطافها .. لم يكن بأمر مني بل كان طامعاً بها ..
هدر سيف وقد انفلتت سيطرته على اعصابه
- إحسان لا تتلاعب بي
كتم سيف اختلاجاته بصعوبة بالغه يحاول ان لا يفسد خطته
- انا لا اتلاعب بك ، وسأخذك بنفسي اليه وتحقق معه، لكن ليس قبل ان تجيبني بصراحه على سؤال حيرني ..
نظر اليه سيف نظرة بارده لم يهتم بها الاخر وهو يتابع
- لما تربصتني انت وصديقك المصرفي ذاك ... مالك اتذكر اسمه جيداً
كان قد اخذ قراره الحاسم في عدم التراجع حتى ينهي هذا التاريخ الاسود من حياته .. فأما ان ينجح او يقلته احسان وتنتهي لعبته القذرة في التربص به
- لقد طرت من العائلة وانا احمل تهمة السرقه .. كبريائي امام والدي فقط ما اردت استردادة وبعدها لا شيء يهم .
رفع احسان حاجبيه ثم ابتسم نصف ابتسامه ساخره
- هل تخيلت انك ستنجح في هذا حقا
هنا حان الوقت لتنفيذ خطته فأجابه يمثل دور الرجل مهدور الكرامه الممتلأ غيضاً وغضب
- كلا ،كان شيء عبث ، لذا اخذت قراري ب ترك كل شيء
صمت لحظه وتابع بنبرة مؤكده
- سأكون رجل مخلص لك ان منحتني ذلك النذل اقتص منه لتجرؤه على شرفي ومحاولته قتل اختي .
إلتمعت عيني الأخر بالمكر والاستحسان لهذا العرض ..
- اذن تعال للقاء غريمك الحقيقي ..
لم يتوقع سيف ان يستجيب احسان بسهوله فراوده الشك .. خرجا معا بخطوات ثابته يتبعهما احد رجاله خطوة بخطوه الى قبو حيث وجد شريف يتوسد الارض بفراش قليل نهض ما ان فتح الباب واطل عليه وجهان اصابه الذهول لرؤيتهما معاً
قال له إحسان دون مقدمات
- يا شريف، سيف يبحث عن القصاص لتجرؤك على شرفه …
تلعثم الأخر وتغضنت ملامحه بذعر واضح .. سرعان ما تحول الى ذهول حين وضع احسان سلاحه في رأس سيف وهو يهمس بغل
-سأثق بك فقط ان وثقت ب كلمتي …

رواية فى ظل نجمتين لكاتبة اسماء سالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن