نبضة - 30

4.3K 178 71
                                    

__________________________________

بعد عدة أيام كنتُ للتو قد أنتهيتُ من العمل ، أقوم بأغلاق الملفات الموضوعة أمامي لأتركها على جهة ، مُتحركاً بجسدي نحو الأريكة حيثُ المعطف خاصتي لأنتشله بين يداي ناوياً الذهاب

المطف كان على وشك أن يعانق جسدي قبل أن يُطرق الباب ، وأذا بي ما قلتُ بصوت مسموع
" أدخل ! "

وأذا بجونغكوك الذي دخل ، ولم أكن متعجباً لوجوده ، فهو ومنذ أيام يقوم بلحاقي أينما ذهبت ، يشكو لي ألم حبه لي ، ويحاول بكل ما يملك من جهد ، عيناي نظرت نحوه لأقوم بأرجاع المعطق لمكانه

تحرك جونغكوك يقوم بأغلاق الباب ، عينيه تنظر نحوي بينما يتقدم ، أخذتُ أتكأ على سطح المكتب بجسدي ، ناظراً نحوه عندما وقف أمامي صامتاً وفقط ينظر نحوي بكل هدوء ، مما جعلني أتحدث بهمس متأكد بأنه قد سمعه
" ما الذي تريده ؟ "

بدى الأنزعاج واضحاً في كلماتي ، وكأنني أخبره بكم بتُ لا أهتم له ، لقد كنتُ حريصاً على أن أجعله يشعر بذلك الشعور السيء ، شعور بأن أكثر شخص تحبه هو أكثر شخص لا يطيق وجودك

لقد تعلمتُ كثيراً من جونغكوك ، وياللعجب فقط ولكنني حقاً تعلمتُ بأن أكون قوياً لأجله ، ولأجل أن أثبت له بكم أنني لا أحتاجه ، لقد تعلمتُ بأن أسيطر على مشاعري

ذلك لا يعني بأنني لا أحبه ، حاشى والرب بأن لا أحب جونغكوك ، فالكون أجمع يشهد على مقدار حبي له ، ولكنني تعلمتُ بأن لا أجعل حبي له يسيطر عليّ بأكملي وعلى قراراتي وعلى حياتي ومصيري وكل شيء

لقد تعلمتُ أن أكون قوياً وأن لا أحتاج لأي شخص ليساعدني في أدارة أعمال أبي ، وليس لأنني لم أعد أثق بجونغكوك ، فأنا لازلتُ أثق به أكثر من نفسي حتى ، أكثر من أي شخص في الكون وأئتمنه على حياتي وعلى كل غالي أملكه

ولذلك ها أنا ذا أديرُ مصنع أبي ، ولوحدي ، الجميع أصبح يهابني بعد أن جررتُ ذلك الكلب المسعور من مكتبي أمام الجميع وطردته ، ومن حينها والجميع أصبح ينزل رأسه فور أن يراني ، أنا لم أعد ضعيفاً بعد الأن

لقد خضتُ العديد من المصاعب في حياتي ، وكل ما كنتُ أعتقده بأن مواجهة المصاعب هي كل ما أحتاجه

ولكنني والأن أكتشف بأنه لا بأس بالهروب أحياناً ، لا بأس بعدم ذرف الدموع أحياناً ولا بأس بأن ننهض مرة أخرى وكأنه لم يكن هناك جرح أصلاً ، وكأننا لم نحزن أبداً ، ولم نفقد أعز أشخاصنا وأعز ما نملك

أفكاري ذهبت بعيداً بينما لازلتُ أقف مكاني ، أتكأ على المكتب وأنظر نحو جونغكوك الذي وضع يداه في جيب بنطاله ذو القماش البالي ، ينظر نحو الأرض بتوتر قائلاً
" أريد الحديث معك تايهيونغ ؟ "

نبضة tkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن