كان يوماً عادياً جداً و أنا جالس وسط المطبخ أتصفح هاتفي و أحشر فمي بأرز والدتي الشهي و غير مستمع لثرثرة أختي الصغيرة
فجأة ظهرت رسالة.. و قد كانت منها ..بعد غياب قرابة نصف عام ، لم أكن قد عددت أيام رحيلها ..فكل ما أذكره أننا إفترقنا ببداية الخريف و ها هي ترسل ببداية الربيع
إعتلت إبتسامة على محياي و لم أدري أكانت سخرية أم فوزاً أم حباً ؟
" أتستطيع ملاقاتي عن قريب ؟ "
عقدت حاجباي للحظات إن ما يفصلنا من كليومترات يستلزم ساعة بالسيارة أو ساعتين بالقطار إلا أن أكثر ما حيرني هو سبب لقائها ..
"في المكتبة ؟"
أرسلت و أنا أهز رجلي أنتظر رسالتها
"نعم " ..أرسلتْ
"لماذا ؟" أرسلتُ ...
"لأخبرك أمراً .." أرسلتْ
"غداً ...هل يمكن ؟ " كتبتْ ..فكرتُ قليلاً ..لكنني أرسلتُ
"نعم كثيراً ..بأي وقت ؟ " سألتُ
"فورما أصل صباحاً سوف أراسلك .." أعلمتها
"حسناً "
و إنتهى حديثنا ،إعتلت الرجفة أوصالي و لا أظنها كانت إلا من التحمس ..
"لا بأس" همست بها لنفسي و أنا أرتب حاجياتي ماذا أحتاج و ما لا أحتاج ليوم طويل ..أمسكت حقيبة رياضية و بدأت بحشوها ...
هذا شاحن، هذا وشاح إذا إسلتزم الأمر ، و بعض المال
لن يدوم حديثنا الكثير ..سأحادثها لساعتين على الأكثر و أجول بأرجاء العاصمة ..لم أنتبه لعيون أمي المستفسرة حتى آخر لحظة فأجبتها دون إكتراث و أنا أبعد الحقيبة بإهمال
"سأذهب للعاصمة غداً .."
إنعقد حاجباها و هي تردف
" ألم تعتزم الذهاب بعد أشهر ؟ "
رددت بثقة كاذبة
"أريد إقتناء ملابس جيدة أماه لفصل الصيف و تغيير بعض الجو.."
لم تقتنع ..و لكنها أدارت ظهرها عني و ذهبت ..بقي والدي ..
و نجحت! ها أنا جالس ..التذكرة بيدي ،و حقيبة بظهري ،و الهاتف بجيب بنطالي ..أخرجته و كتبت ..
"ساعتين على الأكثر و أكون بالمكتبة "
إعتلى رنين وصول رسالة ففتحتها
"إن شاء الله .."
رفعت رأسي عن شاشة الهاتف لشباك القطار و أنا أسترجع ذكرياتنا ..علاقة إلكترونية أدت إلى كثير من الحب لي ..لم أراها قبلاً و لم تفعل بالمثل ..و تبادلنا الكثير من الأحرف ما جعلها تراهن بأحد الليالي أنها ستعرفني لو تلاقينا ..يا ترى هل ستفعل ؟
أنت تقرأ
قصص
Actionمجموعة من القصص المبعثرة ..تشكلت بأكثر من معاناة ..و اكثر من مأساة ..و ربما حتى تكون سعادة اجتمعت لتتمركز بكتاب توجه الله و من بعده العبد بـ" قصص مبعثرة " لتصطدم عينا كل قارئ بتشكيلة الحروف اللذيذة امامك اتمنى ان تنال اعجابكم مع خالص حبي آنسة فستق