في الممر

3 0 0
                                    

"ما هذا الالم الفظيع ! "

همست بها لنفسي و انا اتئك بمرفقي على الطاولة منزعجا لدرجة اغمضت بها عيناي بقوة، اتذكر اين انا و لما انا بهاته الحالة

"ستيفن ..."

استدرت فازعا للهمس الذي سمعته ينادي بإسمي ! ...ما هو ؟ ..لحظة ! ..هل لازلت بالمدرسة !

نقلت عيناي نحو الساعة المشيرة للسادسة مساءا ..المدرسة مغلقة بهذا الوقت ! يا الله ماذا افعل ؟!

نتفت شعيراتي الناعمة المنسابة على وجهي كحركة دائمة الفِعل عندما اتوتر ..و لم ألبث طويلا حتى اعتزمت الخروج من المدرسة ..

جمعت اغراضي ..وضعت نظاراتي ، و ازحت شعيرات طويلة على وجهي ..

و انا اتمشى بالرواق الطويل ..لم اظن انني سأهابه  لسبب مختلف عن السابق ...سببا لا يتعلق بتنمر التلاميذ علي و قذفي بعلب الحليب و الضحك على حالتي الانطوائية، و شعري الحريري الناعم ..المشابه للفتيات ، و كم كرهت من كان ينظر فقط، بعيدا عن المتنمرين

قفزت من مكاني اداري حجمي الكبير وراء خزانة المدرسة الصغيرة، و الرجفة تعم أوصالي، بحق الجحيم ما الذي جلب كلبا للمدرسة و يوم نمت بها متأخرا على الخروج !

للحظة غاب علي كل هذا النباح المفزع ..

ما استطيع تذكره كأخر مرة هي تناولي لقنينة الماء المرصوصة فوق طاولتي بعد ان وجدتها مفتوحة و لم ابالي

"اللعين جاك ! " شتمت تحت انفاسي بثقة مهزوزة و انا ادعو ان تمر هاته المرة على خير

بدأت بالمشي على اصابع قدمي بعد ان توقف النباح و انا استدير في رواقات لم احفظها بسبب كوني منتقلا جديدا

لو لا اغلاقي لفمي و انا اصرخ تلك الصرخة المكبوثة ..لتفظن صاحب الظل امامي انني هنا و لا شك انني سأكون عشاءا لكلبه ، ودون ان افكر حتى مرتين انطلقت عدوا لطريق معاكس و انا ارى ورائي مرة على مرة

حتى ارتطمت بشئ ضخم، و كالعادة بتأكيد سيكون هو ، بدات الزحف رجوعا و انا اصرخ

"ارجوك ! لازلت صغيرا ! ارجوك ! لم ارى شيئا ! "

هامته الفارعة بلباسه الاسود و ذاك القناع الملطخ بالدماء جعل قلبي ينفطر في خوف كدت ابلل سروالي به ، و ما زاد الطين بلة هي ضحكته الخافتة

عم صمت للحظات في الرواق الا من ضحكته  و هي تبعث البرودة بأوصالي ..حتى فرقع بأصابعه

" يا ألهي " انطلقت عدوا مثلما استمعت لعدو الارجل الصغيرة المتسابقة و اللسان اللاهث و كما حدثني حسي كان الكلب منطلقا ورائي و نحن نجري

و يا لطول الرواق وقتها حتى اصل للباب المنشود ابكي له حالي ..و بدون ان ادري اخرجت بكل عضلة بساقاي ذاك اليوم و انا استذكر نصائح المعلم البدني

كان كلبا كبيرا مخيف الحجم له شق بوجهه و انياب تنم عن الافتراس و لو عضني سيقدد لحمي

" ما هذا القفل اللعين! "

بدأت اشتم كما كان يفعل جاك طول الوقت دون ان اراعي الاخلاقيات و انا اضرب تلك السلاسل اللعينة بكل قوتي حتى نزف الدم من يداي و تفصلني لحظات على وصول الكلب لي

فاعلنت انهزامي و انا اقرفص احمي بيداي وجهي علهم يعرفون على الأقل من صاحب الجثة

قصصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن