حبست انفاسي و انا اقوم بأغماض عيناي على اقصى درجات الانكماش استشعر خوفا اكبر اعدائي
" لو تسترخين سيكون احسن "
فتحت عيناي على مصرعيها احرر نظري للمكان لأتكلم متدمرة من كل هذا الضغط
" تغرسين انبوبك بمنتصف عروقي لتأخدي دمي الغالي الذي لن يعوضني به احد و تطالبين مني ان اهدأ ؟!"
لم تكن ردة فعلي تعبر عن أي نوع من اللباقة،انا التي لم تهتم بأعصابي التالفة فبدأت انزع ذلك الخيط بغضب و قد قررت الهرب لولا دخول فارع الطول ذو البشرة القمحية، اعتلت القشعرية جسدي بدلوفه بشعور لم افقه و ارتاح له
" انها فقط حقنة ! "
انفجرت حتى الممرضة من اسلوب الطفولي الذي اخد منها قرابة النصف ساعة تصارع فكري ان تلك الإبرة لن تسبب موتي او الم و ضرر جم بيدي
ارتفع حاجبه من ردة فعل الممرضة الساقم فأثريت الصمت كما فعل هو و هو يخط اتجاهها و يأخد الحقنة من بين يديها و هو يومئ لها انه سيتكفل بباقي
" اتستطعين الجلوس امامي آنستي ؟"
نبرة اللباقة التي اكتست حديثه الهادئ جعلتني كالقطة المروضة و هو يضع الحزام متحدثا
" كم سنك ؟"
بدل ان ارده بوقاحة وجدت نفسي انغمس بحديثه و ابادله
" ثماني عشر سنة "
اعتلت شفاهه ابتسامة ساخرة و هو يعلق
" لازلت طفلة "
تحسست انعدام لباقة حدثيه فعقدت حجباها متطرفة القول
" كم عمرك انتٓ؟"
"ثلاث و عشرون "
تكلمت محتجة
" خمس سنوات فقط ! "
زفر في اخر كلماتها و هو يقول
" انتهينا "
انعقد حجباها اكثر مستفهمة
" ماذا ؟"
لوح لها بأبرة المملوءة بدماء بين يديه، فبدأت التقلب فوق السرير بدرامية حتى نهضت غاضبة و هي تحمل سترتها خارجتا من تلك العيادة و لا علم لها سببا في غضبها ..خدعوها و فقط !
كأنها طفل و اشربوه الدواء حلو المذاق الذي ظنه عصيرا
اعتلت منصة هاتفها رسالة مفادها
' لا تنسي تصفيف شعرك '
ضربت جبينها بحركة درامية جعلت اكثر من شخص ينظر لها متعجبا و ضاحكا على حالها فلم يكن لها الا ان تتحاشهم و هي متوجهة لصالون التجميل
نفس الصالون الذي ابدع بتصفيف شعرها و انسابه بتموجات رائعة من اللون المدرج للأبيض حتى الأسود متعجب اخرون من صبغة جديدة
قررت ارتداء فستان يماثل لون شعرها فأخترات رماديهم و هي تصاحب صديقتها بسيارتها التي سبقتها فور نزولها من السيارة سبقتها بدلوف بعد ان رأت احد معارفهم المعجبة به
احست نبرة بنوع من الحزن المفاجئ لم تدري ما سببه، اهو تراكمات الماضي ؟ او حدس مستقبلي ينبه بخطر ؟ ام احد تقلباتها المزاجية ؟
حتى لاقت رجليها يقودنها لطريق معاكس لقاعة الزفاف ككل ..طريق لم يعلم نهايته الا نبرة
أنت تقرأ
قصص
Aksiمجموعة من القصص المبعثرة ..تشكلت بأكثر من معاناة ..و اكثر من مأساة ..و ربما حتى تكون سعادة اجتمعت لتتمركز بكتاب توجه الله و من بعده العبد بـ" قصص مبعثرة " لتصطدم عينا كل قارئ بتشكيلة الحروف اللذيذة امامك اتمنى ان تنال اعجابكم مع خالص حبي آنسة فستق