-3- اللقاء

26 12 11
                                    

خرج العجوز روي من تلك القرى المحتضِرة و هو لا يفكر في غير المخاطر التي عليه إجتيازها أو الاستسلام للموت المحتوم، لكن نداء أحدهم قطع حبل أفكاره قائلا من بعيد:

- أيها العم روي... انتظرني أيها العم روي... أرجوك انتظر...

و حين إلتفت إلى الوراء، تفاجأ برؤية فتاة تركض خلفه حاملةً حقيبة قديمة على ظهرها، فكانت تناديه تارةً و تستنشق قِسطًا من الهواء تارةً أُخرى.

بقي العجوز مستغربًا إيّاها و متعجبًا من وجودها أمامه في مثل هذه الحالة، كان سيُبادِر بالسؤال حين منحها فرصة لتلتقط أنفاسها لكنّها قاطعته قائلة باختصار شديد:

- أيّها العم روي... أريد مرافقتك إلى شجرة الحياة لإنقاذ القُرى.

بدت ملامح الخيبة واضحة على محيّاه، فكيف لفتاة أن ترغب في التضحية في سبيل شيء هان أمامه كل الرجال؟ لذلك أدار ظهره إليها ملتمسًا طريقه قائلا:

- سأعتبركِ لم تقولي شيئًا.

- لكنني قُلتْ. أردفت بِعِنَاد.

- عودي إلى قَريَتِك أيّتُها الشّابة، يبدو أنّك لا تُدرِكين خطورة الموقف.

- بل أُدرِكُهُ تمامًا. قاطعته مجددًا. ما كنتُ لِأُقدِمَ على المجيء لو لم أَتَلَق وصيّة.

- وصيّة؟ تساءل مندهشًا ثمّ أردف: من الذي يُقدِمُ على التضحية بابنته مستخدمًا عُذرَ الوصيّة؟ صدّقيني يا آنسة، لو كنتُ مكانك لما اعتبرتُه فردًا من العائلة.

- لقد كان كلَّ عائلتي، -حدّثَتهُ غاضبةً- و ليس هذا فحسب، لقد كان "الحكيم الثاني"...

- الحكيم الثاني؟ هل تقصدين...

- نعم، إنّه السيّد" سوزوكي رينإنّه جدّي، طلب مني أن ألحق بك بعد أن أخبرني أنك صديقه منذ الطفولة.

شجرة الحياة و التحديات المميتة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن