و بعد مرور بضع ساعات قضاها أبطالنا في الراحة، أشرقت الشمس و حان وقت إكمال الرحلة من جديد.
مشى الأقوياء عدة أميال وجدوا أنفسهم بعدها أمام بُحَيرَة ضخمة من الأوحال الرملية تتخللها صخور راسخة.
- ما هذه؟ -تساءلت ميران-
- إنه التحدي الأول. -أجاب روي-
- و لكن كيف سنجتازه؟ -أردف ساكي-
- أظن أن البُحَيرَة تنتهي من هذه الجهة. -أجابت ميران و هي تشير إلى يمينها-
بدى لون البُحَيرَة مُختلفًا عن لون الرمال التي يمشون عليها، لم تكن ميران تتخيل بل كانت حقًّا نهاية البُحَيرَة.
- ياله من تحدٍّ! -تعجب ساكي- لم أكن أعلم أن الأول سينتهي بهذه السهولة، أمُتأكد أنت من أنه أحد التحديات أيها العجوز؟
- نعم متأكد. -أجابه روي مُستغربًا و هو يفكر- هذا غريب... يستحيل أن تكون هذه البُحَيرَة تحديًا لِوحدها... هناك المزيد بالتأكيد.
- لِنبتعد عن الضفة قدر المُستَطَاع. - أردف ساكي-
بالتأكيد لم يُدركوا أنه وهم... فتلك الضفاف التي يمشون عليها جزء من البُحَيرَة أيضًا، و ساكي الذي كان يتقدمهم انتبه إلى أن الأرض الرملية بدأت تلين و تميع كلما تقدم أكثر؛ فتوقف، و توقف رفيقاه.
- ما الأمر؟ -سألت ميران-
- ألم تُلاحظا أننا نغوص؟ -تساءل ساكي مُجيبًا إياها-
- بلى، أظن أننا نتقدم إلى الأسفل... -أردف روي و هو يشعر أن الأرض تبتلعه بِبُطء-
- إذًا لِنَعد بسرعة فنحن نمشي داخل البُحَيرَة -أسرعت ميران مُحَذِّرَةً-
و عاد جميعهم إلى نقطة البداية بعد أن استطاعوا تخليص أقدامهم من تلك الأوحال.
- إذًا هي لم تكن الضفة كما كنتُ أظن -قالت ميران بِحزن- أعتذر لأنني أوقعتكما في الخطر معي.
- لا عليك يا ميران -أردف ساكي- نحن أيضًا كنا نظن أن لِلبُحَيرَة حافة.
- علينا أن نفكر الآن في طريقة أخرى للعبور -روي-
دام الصمت لِلحظات ثم قال ساكي:
- ما رأيكما في تلك الصخور؟ أليس عبورها هو الطريق الوحيد؟ أرى أنها قريبة من بعضها لِنستطيع القفز من واحدة لِأخرى.بقي روي و ميران ينظران إلى تلك الصخور الكبيرة التي تتخلل البُحَيرَة و هما يفكران:
- ميران: لا أظن أنني أستطيع العبور فوقها لأنها بعيدة عن بعضها.
أنت تقرأ
شجرة الحياة و التحديات المميتة
Fantasíaفِي مَكَانٍ بَعِيدٍ عَن الإِنْسَانْ حَيْثُ لَا يَصِلُ كَائِنٌ أَوْ حَيَوَانْ بَيْنَ الفِخَاخ وَ الكَمَائِنْ حَيْثُ تَجُولُ الكَوَابِيسُ وَ الأَوْهَامْ تُزْهِرُ شَجَرَةٌ كُلَّ خَمْسِينَ عَامْ قَاتِلَةٌ لِمَنْ يَهْذِي بِالأَحلَامْ ثَلَاثُ زَهَرَاتٍ...