استيقظ روي من استراحته القصيرة و واصل الثلاثة طريقهم إلى الأمام. و بعد ثلاثة أيام تقريبًا، اتضحت في الأفق جبال شاهقة تمتد على طول الصحراء، و كلما اقتربوا منها أكثر تبيّن لهم أنها ناطحات سحاب... فركض ساكي على طولها لعله يجد نهاية لامتدادهها من الجهة اليمنى و لكنه لم يستطع أن يلمح أي فراغ بين تلك الصخور المتطاولة.
- طريق مسدود... هل تنتهي رحلتنا هنا؟ ربما نهايتها من الجهة الأخرى، سوف أرى -أردفت ميران و هي تسير نحو شِمالها-
- لا داعي لذلك... -تكلّم روي-
- هل تظن أن هناك كهفا أو مدخلا عجيبا عبر هذه الجبال؟ -قاطعه ساكي-
- لا، بل أظن أن تسلقها هو باب أول العوائق. -أجابه بجدية-
- لم أكن أعلم أن للعجائز أمثالك طبع المزاح الذي لديك أيها الزعيم -أردف ساكي مُمَازِحًا-
- لا أظن أنه يمزح، -خَيَّبَته ميران- تمعّن ملامح وجهه يا ساكي، إنه جاد حقًّا.
- ليس لدينا خيار غير التسلق -أضاف روي- إلا إن أردتُما أن تعودا أدراجكما فهذا لا يهمني.
- ألا ترى أنك تُبالغ؟ -تدّخَل ساكي مُعاتِبًا- تحسب أن بإمكانك تسلق ناطحة سحاب، قد يستغرق الوصول إلى القمة أسبوعًا، هذا إن كانت هناك قمة و تحملت أجسادنا التسلق لساعات فقط.
- جبان! -أجابه روي غاضبًا- تتذمر كالطفل و نحن لم نصل بعد إلى التحدي الأول، إذا كنتَ لا تثق بنفسك و تعتقد أنك لا تقوى على المجازفة فلا تتعب نفسك... لأنك ستلقى حتفك حتمًا.
- كنتُ أعنيك بكلامي -أضاف ساكي بِسُخرِيَة-
فالعجائز عادةً يطلبون مني حمل مشترياتهم فكيف تظن أن واحدًا منهم سيصمُد أمام هذا الجبل أيها العجوز؟!
أنت تقرأ
شجرة الحياة و التحديات المميتة
Fantasiفِي مَكَانٍ بَعِيدٍ عَن الإِنْسَانْ حَيْثُ لَا يَصِلُ كَائِنٌ أَوْ حَيَوَانْ بَيْنَ الفِخَاخ وَ الكَمَائِنْ حَيْثُ تَجُولُ الكَوَابِيسُ وَ الأَوْهَامْ تُزْهِرُ شَجَرَةٌ كُلَّ خَمْسِينَ عَامْ قَاتِلَةٌ لِمَنْ يَهْذِي بِالأَحلَامْ ثَلَاثُ زَهَرَاتٍ...