-5- مصائبٌ مُتتالية

20 10 10
                                    

     لم يقل كل من ميران و روي شيئا، لكن الشعور يالغربة راود ثلاثتهم بعد انفصال المجموعة، و بعد مدة قصيرة من تواري ساكي عن الانظار خلف الجبال الرملية هبت رياح قوية أدت إلى تناثر الرمال على وجهي روي و ميران ولكنهما لم يهتما بها و تابعا الرحلة، كانت ميران تشعر انها اخطات في حق ساكي بعدما قالت له ذلك الكلام الجارح فقد كان الحزن والندم واضحا على وجهها، و مع ذلك ابتسمت بلطف عند شروق الشمس، النجم الذي يوحي ببداية يوم جديد مليء بالاثارة و المغامرات و تفاءلت بقدوم الصباح بحلة اجمل رغم عتمة الليل.

     و لكن ليس هذا اليوم بالتحديد، فهبوب الرياح العاتية أدى إلى تشكل إعصار قوي في تلك الصحراء، و في ذلك الوقت كانت الرياح الخفيفة لا تزال تنثر الرمال على ميران و العجوز روي حين قال:

- احم احم...ألم يحن وقت الإفطار بعد؟

- انتظر بضع ساعات يا عم، لن يكفينا الطعام إذا تناولنا ثلاث وجبات في اليوم، فقط وجبة واحدة لنكسر بها جوعنا.

     لم يُرِد العجوز -أو الفتى- روي أن يجادل ميران في أمر الطعام حتى لا يزل لسانه و يُكتَشَف أمرُه، و لذلك أكمل المسير صامتًا حتى انتصف النهار و بلغت الحرارة أشُدَّها، حينها اتجه مع ميران نحو سلسلة تلال ليستندا إليها و يأكلا الوجبة الواحدة. أخذ روي قيلولته في حين بدأت ميران تتوتر من الصحراء كعادتها، و كان معها حق للمرة الثانية، ففي تلك الصحراء كل شيء عملاق... حتى الأفاعي.

     هبت رياح قوية و انتثرت الرمال من فوق الأفعى الكبرى من فصيلة "فيدي" الأسطورية، كانت الأفعى التي إتكأ الرفيقان عليها.

     و قبل هذا بقليل، غلب النعاس ميران التي أمست تحلم أنها فوق سرير ناعم، و عندما بدأت تستيقظ لاحظت أن نعومة السرير لم تزل ففتحت عينيها و هي تلتمس جلد الأفعى، ظنت في البداية أن حلمها تحول إلى كابوس و لكنها حين استعادت كامل وعيها كانت الصدمة؛ لم تصدق انها تتكئ على جلد ثعبان بعدما أغمضت عينيها و هي ترى لون الرمال الذهبي، و حين استفاق روي تعجب مما هو جالس أمامه و لكنه احتار أكثر من لون وجه ميران الذي لم يفارق البياض و وضعية اتكائها التي لم تتغير.

- أرجو أن تكون الآنسة على ما يرام -خاطبها مُظهرًا ملامح اللا مبالاة-

- ما هذا يا عم؟ -تساءلت مُرتعبة-

- لا داعي لكل هذا الخوف، الثعبان لم يتحرك منذ ساعات ما يعني أنه ميت.

- ماذا لو كان نائما فقط؟ ماذا سيكون موقفنا حينئذ؟ -أردفت و هي تقف-

- بِبَساطة، سوف نهرب.

- نهرب! توقعت اقتراحات أدهى... -علّقت خائبةً- هل تعلم عن هذا النوع شيئا؟

شجرة الحياة و التحديات المميتة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن