انا وحيدة امي.. رهف.. مات والدي و أنا ذات الاربع سنوات.. لا اذكر تفاصيله و لا اعلم كيف و لكني اذكر حبه لي.. لم تتزوج امي من جديد بل ظلت على عهد ابي.. رغم ان شقته و هي كل ما تركه من ميراث.. قد بيعت ليقسم ثمنها بيننا و بين جدتي_امه_.. لا يترك الله احدا.. فكل شيء مقدر تقديرا.. لأمي اخ من والدها.. يحبها كحب الاب لابنته.. كان خالي ميسور الحال.. له شقة خاصة به و ورث شقة عن والده.. سلمها لنا لنعيش فيها.. و فعلا فيها عشت طفولتي التي و ان خلت من ابي فهي لم تخلو من حنان الاب.. فقد اغدقني خالي رحمه الله بحب كبير.. لم ينقص عني و امي شيئا.. احتضنني و سرد لي قصص قبل النوم.. لم يفرقني يوما عن ابنائه.. بل لعل الغيرة ذهبت بهم كل مذهب لميله لي دونهم.. فانا لا اعصي له امرا. هكذا علمتني امي.. ان خالي هو سندي في حياتي.. و كل امر منه هو لصلاحي و سعادتي.. كان خالي ذا دين و خلق.. سجلني و ابنائه جميعا في حفظ كتاب الله و وفقني الله قبلهم لحفظه و اتمام شرحه.. هذا الى جانب دراستي التي تفوقت فيها.. فزاد حب خالي و ميله لي.. حتى انه عندما بلغت السادسة عشر اراد خطبتي لبكره لو لا انه رفض.. و بشدة.. الم اخبركم ان غيرتهم مني اشتدت.. رفض هو و امه.. بكت امي لما قصه خالي و حزنت.. و لكني تفاءلت خيرا.. لم اكن لارفض طلبا لخالي و ما كان لقلبي لنجله راحة.. جاء لخطبتي كثيرون بعده.. و لكن خالي رفضهم لانشغالي في دراستي.. و لا اعلم لما اصر تلك المرة على ان ارى العريس و احدثه.. كأن شيئا اخبره انه مغادرنا.. كان العريس من اقاربه هو و امي.. حفيد لابن خالتهم.. تحدثت امه و امي طويلا.. تستذكران الماضي و من رحل فيه.. و نظرت انا الى عريسي.. يخفق قلبي حتى يكاد يقفز..خالد.. شاب انيق باسم.. لم نتحدث كثيرا و لكنه كان لبق الكلام.. حسن التصرف.. لم اعطه اجابتي يومها.. و لكنه هاتفني عدة مرات.. لم يسئ ادبا ابدا.. كان يسأل عن احوالي و احوال امي.. و ان كان ينقصنا شيء.. اخبرته اني اريد انهاء دراستي فأنا في اول فصول الجامعة.. و لم يعترض. بل كان سعيدا بقراري و دعمني.. رغم انه لم ينهي دراسته لضروف خاصة لا اعلمها.. ولا فضول لدي لأعرفها.. فهو رجل يعمل و لا يتواكل على غيره.. و هذا كاف.. وافقت عليه فقد اعتدته.. صار جزءا من يومي.. انتظر اتصاله عند عودتي.. و لا يتأخر عني.. لا نطيل حديثنا و لا نسيء القول.. كلها سؤال عن الاحوال و كيف امضينا يومنا.. و توفي خالي بعد يوم خطبتي مباشرة.. كأنه كان ينتظر تسليمي لغيره ليهنأ و يرتاح.. هكذا قال لخطيبي يومها.. اليوم سلمتك الامانة.. فالله الله فيها.. و انقطعت علاقتنا بتلك الدار.. نفرنا اولاد خالي و امهم.. اتهمتنا بأننا سرقنا رزق اولادها.. فقد كان خالي باع الشقة لأمي.. و لكنهم لم يصدقوا.. فهو حقا لم يبعها لها بثمنها كاملا.. كان فقط لا يريدنا ان نتشرد فقبض بعض المال من امي.. المهم.. تخرجت و لم اشعر بفرحتي التي توقعت.. كان خالي منبع سعادتي و لم يكن نجاحي ابدا.. و لم يطق خالد صبرا ابان تخرجي.. فأقمنا حفل زفافنا فورا.. و دخلت عليه عروسا.. سكنا مع امه في شقتها.. فهو وحيد امه ايضا.. عاملتني كأبنت لها.. كانت تخبرني بأنها اسعد بقدومي من يوم ولادة خالد.. و كنت احبها كحبي لامي.. فقد كانت تحسن لي و تغدقني يحبها. كأن الله سبحانه يعوضني في كل مرة يأخذ مني سندا.. بسند آخر.. لكن بدأ قلقي عندما رفض خالد خروجي للعمل.. لسنا في حاجة ماسة لعملي و لكني احب العمل.. و لا اطيق المكوث طويلا بالبيت فلم اعتده.. و اصبحت اشعر بعدم الراحة و هذا اشعره بعدم الراحة ايضا.. حتى اتى باقتراح اسعد قلبي..
أنت تقرأ
^•^فأصبحت اجمل^•^
Random✓•••تظن انك اعطيتها اجمل ما يمكن إعطائه لأنثى في هذه الحياة.. تغتر حتى تكاد تجزم ان لا أحد سواك نظر اليها يوما كامرأة.. حتى تشعر انك احتملتها فوق طاقة الاحتمال.. افضلت عليها كل الفضل حتى يخيل اليك انها يجب ان تسجد لله شكرا انك ارتضيتها.. لا تعلم كم...