💞الثامنة خالد

1 0 0
                                    


اتصلت بي نجلاء.. اه.. اجل هي زوجتي الثانية التي اخطأت بذكر اسمها عند رهف.. و لكنها لم تلحظ ذلك.. او لعلها ظنت بي ظنا حسن فهي ساذجة بطبعها.. لم افهم الكثير مما ثالته نجلاء لكني استخلصت المفيد.. ابني يزن بالمشفى.. و هذا كفيل ان يجعل اوصالي ترتعد خوفا.. انه اول بشرى لي بولد.. صحيح ان زيد اكبر منه ببضع ساعات الا اني كنت متأكدا من اني سأحمله بين ذراعي عكس اخيه.. وصلت المشفى لاهثا.. كانت رهف تتصل و تعيد.. لا اعلم مالذي قالته عندما اجبتها.. لكني احبرتها اني لن اعود الى المنزل و كفى.. بحثت عن غرفة ابني بلهفة.. كانت معشوقتي تبكي بحرقة.. كم تألمني دموعها في داخلي.. ارتمت في حضني و تعالت شهقاتها..
قلت: اهدئي حبيبتي.. سيكون بخير.. اخبرني الطبيب بذلك..
نجلاء: هي آذته متأكدة خالد.. زوجتك تريد قتل ابني..
صعقت لما تقوله.. لا تجرؤ رهف على ايذاء فأر فكيف لها ان تأذي بشرا.. ربت على ظهرها..
قلت: طيب اهدئي.. لن اترك الامر اعدك.. ساتحرى بدقة.. هيا معشوقتي دموعك تحرقني..
صوتها دخل مسامعي كقرع الطبول حين شهقت.. ابعدت عني نجلاء و التفت بعنف.. كانت تحدق بنا بصدمة.. اظن كوب القهوة الساخن ما جعلها تصدر صوت عندما وقع منها الى الارض.. فاندلقت القهوة على رجلها.. لكنها لا تعير حرقها اهتماما.. هزت برأسها يمينا و شمالا و تراجعت متثاقلة.. و سرعان ما اغمضت جفونها و غابت عن دنيانا.. لم اخطط لكل هذا.. اردت ان اخبرها بشكل الطف.. اي نعم اخفيت الامر عنها.. فقد كنت استعد له قبل وفاة امي.. غير انها اقسمت يمينا ان لا اتزوج على زوجتي ما حييت.. فتراجعت راغما.. و عندما توفيت كنت قد تعرفت على نجلاء كواحدة من العاملين عندي.. كانت فتاة بشوشة مرحة.. تعمدت اضحاكي كل مرة جمعت معها.. كانت تحاول الترويح عني و تلطيف حياتي.. و لطفتها.. بل و جعلتها اجمل.. تعلقت بها و بمرحها.. و احببتها لا بل عشقتها.. و حين اخبرتها اجابني خجلها و ابتسامة حلوة.. كانت قد تهلقت بي كتعلقي بها.. و لم يزعجها اني متزوج فهي تعلم اني لم ارزق بذرية بعد.. كنت سأخبر رهف فهي عرضت عليا الامر بنفسها من قبل.. لكن موت امي افزعها.. لم اشأ ان ازيد حالتها سوء.. فأخفيت الامر عنها و جعلتها توقع لي تنازلا مع اوراق للشركة.. نعم.. هذا حلي الوحيد فأنا اتوق الى محبوبتي و الى ولد.. و تزوجتها في مدينة غير تلك المدينة..و اجلت سفري لشهر العسل لحالة رهف و لم تعترض وردتي.. و تحسنت حالة رهف فجأة.. كنت احمل الخبر في نفسي مثقلا به.. و كلما اردت البوح به ارى انكسارا في عينيها يمنعني.. فشعوري بخذلانها ينخر ضميري.. و لكني تزوجت.. لم اقتل روحا.. الم يحل الاه لي الامر؟ مالي اذا؟ سأسافر مع محبوبتي لقضاء وقت ممتع.. لست تسرق لاخاف.. و امضين اروع ايام من صقلية الى ايطاليا و تركيا.. حتى اننا زرنا اليابان و كوريا.. و هناك تحت زهور اشجار الكرز الزهرية.. بشرت بحملها.. لم اتمالك نفسي.. صرخت فرحا.. و حملتها بين ذراعي الثم ثغرها بقبلاتي.. انها شعلة املي و فرحي في حياتي.. كنت اسعد رجل قد خلق على وجه الارض.. بصعوبة فارقتها حين عودتنا.. كان عليا ان اعود لاخبار رهف.. ستتألم اكيد لكنها لن تغصب.. لا يحق لها الغضب فهي التي لم تنجب ولدا.. و انا لن اتخلى عنها فهي وصية امي.. و لكن تجري الرياح بما لا تشته السفن.. عندما جمعت شجاعتي لاخبرها صعقتني بخبر حملها.. لا اعلم اي شعور اختلج بداخلي يومها.. سعيد انا؟ لا اظن فالسعادة بعيدة كل البعد عما اشعر به.. لهلي لا احمل شعورا غير اني يؤلمني شعورها بخيبة جديدة بعد حين.. فهي لا تكمل حملها عادة.. و أنا لم يعد حملها من عدمه امر يشعرني بشيء.. و توالت الايام.. و اصبح تواجدي مع رهف يكدر صفو معشوقتي.. كانت تغار اشد غيرة.. لم يعد شيء يعنيني غيرها.. فلم اعد التقي رهف كثيرا.. كنت مجبرا على المرور لاجل حالتها.. فهي تتعب في حملها و واجبي رعايتها.. و هاهي ذي تفزعني بآلام مخاضها.. لم اعتقد برهة ان تضع رهف مولودها سليما معافى.. و  كنت نسيت امرها و انا عند نجلاء في ولادتها.. انتظرت بقلق لو انهم سمحوا لي لكنت معها بالداخل.. حتى بشرت بقدومه سليما معافى.. انه بكري أول ابنائي.. لا يهم ان لم يكن الاول حقا فهو الاول عندي.. و اسميته يزن.. لطالما حلمت باسمه على لساني..  ها أنا ذا انطقه بلهفة.. كررته حتى غص الصوت بعبرات الفرح.. و اطمأننت على محبوبتي.. كم كانت جميلة يومها.. شابة في اجمل ريعانها.. و اما في اوانها.. قبلت رأيها شكرا..
همست عند أذنها: اخرجيهم اشتقت لك..
ابتسمت بخجل تحدجني..
فعدت اهمس: انت اخترت..
و قبلت شفتيها مطولا.. لا يهمني وجود امها و لا الممرضات.. فأنا مشتاق وله..
و تركتها لترتاح.. ذهبت الى رهف و ابنها.. ابني.. اسميته زيد.. هذا ما خطر ببالي حين سجلته.. كان  لدا جميلا معافى.. و اسعدتني رؤيته على عكس توقعي.. انه ابني.  قطعة مني.. همست الآذان بأذنه كما همست لأخيه.. و سألتها عن حالها.. كانت متعبة ذابلة رأيت ذلك.. لكنها اجابت انها بخير.. سعيدة هي اعلم.. و سعيد لسعادتها.. و لكن الاوان قد فات لنعود كما كنا.. كما فات على كونها اما لصغير حديث الولادة.. فهي فالخامسة و الثلاثين او تزيد.. عكس نجلاء التي لم تبلع الخامسة و العشرين بعد.. و اصبح اخبار رهف عن زواجي و ابني امرا مستحيلا.. ترتعب نجلاء لمجرد الفكرة.. تظن رهف تقدم على قتلها و ابنها انتقاما.. لم تهدأ قط و لا نية لديها.. و تواصل اخفائي للامر سنين.. و ها أنا ذا اكشف اليوم بأبشع الطرق.. سيبدو الامر كأني كشفت اخونها..

^•^فأصبحت اجمل^•^حيث تعيش القصص. اكتشف الآن