اعلم كم يؤلمها الامر.. كيف لا و هي مع الحرمان تشعر بثقل المسؤولية على عاتقها.. اتألم ايضا لذلك.. و لكن يؤلمني اكثر انها تظنني اتركها.. لا اطلق زوجة لي قط.. و لا اعرف كيف اجيبها على مل تلك التساؤلات.. فمازلت لا اجيد ذلك النوع من الحديث.. حيث انمق و اغزل اطرافه فيغدو حلوا لامعا.. لا انكر انني اطوق الي حمل ابن لي بين ذراعي.. بل و تهفو نفسي الي ذلك.. و لكن لا حيلة لدي.. فلست بقادر على الطلاق و لا على زواج بأخرى.. و ها قد حسمت عني انغي الامر.. فلست بتارك رضاها لاجل شيء.. اشتد بامي مرضها.. و انغمست انا بعملي.. كانت رهف ترعاها باتقان.. فلم تنقص عليها شيء.. و لا اشتكت منها يوما في شيء.. تحاول رهف جاهدة اسعادي.. لا تترك فعلا احبه او شيئا أميل له الا و تفعله.. لعل امي ترشدها.. فكثيرا ما احدهما تتهامسان ضاحكتان.. وتسكتان اذا دخلت عليهما.. و مرة ستة اشهر على ذلك الحال..حتى رحلت عنا امي.. و لكم كان حزن رهف عميقا.. لعلها حزت اكثر من حزني.. بل و دخلت في حالة صدمة.. لا تتمكن حتى من البكاء.. فيغمى عليها من شدة ضيق النفس في كل مرة.. ولم تعد قادرة حتى على العمل.. فمجرد ان ت قع بعض الاوراق اجدها ترتجف.. و تعود الي اغمائتها.. كثيرا ما تعطل عملنا بسبب هذا.. حاولت جاهدا جعلها تتجاوز محنتها.. و لكنها تركت حتى العمل بأكمله لي.. و قبعت في ظلام خاص بها.. تصلي و تسبح.. لا انكر اني اعتزلتها قليلا.. فعملي يأخذ مني جميع وقتيو جهدي.. و هي تظل تخبرني انها بخير.. و اعترى علاقتنا فتور قاتل.. كثيرا ما نمت على اريكة الصالون.. فتنام هي دوني في غرفتنا.. و زاد بذلك شوقي لصغير احمله.. و شخص يملأ فراغ روحي.. و اصبحت اشغل نفسي بزملاء عملي.. اجرائي الذين يعملون في شركتي.. احادثهم و اتسلى معهم.. و في يوم عادي غير ذي اهمية.. دخلت الي منزلي فوجدت الشموع تنيره.. و رائحة الورد تعبق من اركانه.. جو شاعري لم يسبق ان عشت مثله من قبل.. و خرجت رهف كحورية بحر متلألئة.. كل ذلك كان كفيلا ان يشعل ما انطفأ بداخلي و لكن.. كأن الوقت قد فات.. او لعل الامر يستلزم اكثر بعد.. لا اعرف.. جاريت رهف في ليلتنا تلك..و لا انكر اني استرجعت بعض حيويتي و اطفأت بعض نيران الرغبة في.. و استمر الحال على هذا.. كل فترة مفاجأة جديدة و علاقة ساخنة .. و لكنها جسدية فحسب.. على الاقل من ناحيتي.. فكل ذلك التعب و التزويق لم يكن ليأتي بنتيجة.. و لن أرزق بالكفل الذي اتوق بلهفة لحمله.. عدت ليلتها و انا اعلم انها من ليالي المفاجآة.. عدت عازما على رفض العلاقة.. ساتحجج بأي شيء.. فأنا اهلك تعبا فالعمل.. لن اقوى على الحراك حتى.. و لكن الشقة كانت هادئة.. لا شموع و لا ورود و لا بالونات.. و لا حتى انوار.. غرفتنا وحدها مضاءة.. لعل الامر الليلة في غرفتنا وحدها.. زفرت باحباط و استلقيت الى الاريكة.. لا قدرة لي على المجادلة حتى.. و سرعان ما اخذتني الغفوة و لم اصحو الا عند الفجر و رهف توقظني كعادتها الي صلاة الفجر.. و عادت متثاقلة الي سريرها.. علمت انها لم تعد مفاجأة ليلة امس.. و ان تعبنا كله قد ضاع هباءا منثور..
أنت تقرأ
^•^فأصبحت اجمل^•^
Diversos✓•••تظن انك اعطيتها اجمل ما يمكن إعطائه لأنثى في هذه الحياة.. تغتر حتى تكاد تجزم ان لا أحد سواك نظر اليها يوما كامرأة.. حتى تشعر انك احتملتها فوق طاقة الاحتمال.. افضلت عليها كل الفضل حتى يخيل اليك انها يجب ان تسجد لله شكرا انك ارتضيتها.. لا تعلم كم...