💞الرابعة خالد

2 0 0
                                    


اعلم كم يؤلمها الامر.. كيف لا و هي مع الحرمان تشعر بثقل المسؤولية على عاتقها.. اتألم ايضا لذلك.. و لكن يؤلمني اكثر انها تظنني اتركها.. لا اطلق زوجة لي قط.. و لا اعرف كيف اجيبها على مل تلك التساؤلات.. فمازلت لا اجيد ذلك النوع من الحديث.. حيث انمق و اغزل اطرافه فيغدو حلوا لامعا.. لا انكر انني اطوق الي حمل ابن لي بين ذراعي.. بل و تهفو نفسي الي ذلك.. و لكن لا حيلة لدي.. فلست بقادر على الطلاق و لا على زواج بأخرى.. و ها قد حسمت عني انغي الامر.. فلست بتارك رضاها لاجل شيء.. اشتد بامي مرضها.. و انغمست انا بعملي.. كانت رهف ترعاها باتقان.. فلم تنقص عليها شيء.. و لا اشتكت منها يوما في شيء.. تحاول رهف جاهدة اسعادي.. لا تترك فعلا احبه او شيئا أميل له الا و تفعله.. لعل امي ترشدها.. فكثيرا ما احدهما تتهامسان ضاحكتان.. وتسكتان اذا دخلت عليهما.. و مرة ستة اشهر على ذلك الحال..حتى رحلت عنا امي.. و لكم كان حزن رهف عميقا.. لعلها حزت اكثر من حزني.. بل و دخلت في حالة صدمة.. لا تتمكن حتى من البكاء.. فيغمى عليها من شدة ضيق النفس في كل مرة.. ولم تعد قادرة حتى على العمل.. فمجرد ان ت قع بعض الاوراق اجدها ترتجف.. و تعود الي اغمائتها.. كثيرا ما تعطل عملنا بسبب هذا.. حاولت جاهدا جعلها تتجاوز محنتها.. و لكنها تركت حتى العمل بأكمله لي.. و قبعت في ظلام خاص بها.. تصلي و تسبح.. لا انكر اني اعتزلتها قليلا.. فعملي يأخذ مني جميع وقتيو جهدي.. و هي تظل تخبرني انها بخير.. و اعترى علاقتنا فتور قاتل.. كثيرا ما نمت على اريكة الصالون.. فتنام هي دوني في غرفتنا.. و زاد بذلك شوقي لصغير احمله.. و شخص يملأ فراغ روحي.. و اصبحت اشغل نفسي بزملاء عملي.. اجرائي الذين يعملون في شركتي.. احادثهم و اتسلى معهم.. و في يوم عادي غير ذي اهمية.. دخلت الي منزلي فوجدت الشموع تنيره.. و رائحة الورد تعبق من اركانه.. جو شاعري لم يسبق ان عشت مثله من قبل.. و خرجت رهف كحورية بحر متلألئة.. كل ذلك كان كفيلا ان يشعل ما انطفأ بداخلي و لكن.. كأن الوقت قد فات.. او لعل الامر يستلزم اكثر بعد.. لا اعرف.. جاريت رهف في ليلتنا تلك..و لا انكر اني استرجعت بعض حيويتي و اطفأت بعض نيران الرغبة في.. و استمر الحال على هذا.. كل فترة مفاجأة جديدة و علاقة ساخنة .. و لكنها جسدية فحسب.. على الاقل من ناحيتي.. فكل ذلك التعب و التزويق لم يكن ليأتي بنتيجة.. و لن أرزق بالكفل الذي اتوق بلهفة لحمله.. عدت ليلتها و انا اعلم انها من ليالي المفاجآة.. عدت عازما على رفض العلاقة.. ساتحجج بأي شيء.. فأنا اهلك تعبا فالعمل.. لن اقوى على الحراك حتى.. و لكن الشقة كانت هادئة.. لا شموع و لا ورود و لا بالونات.. و لا حتى انوار.. غرفتنا وحدها مضاءة.. لعل الامر الليلة في غرفتنا وحدها.. زفرت باحباط و استلقيت الى الاريكة.. لا قدرة لي على المجادلة حتى.. و سرعان ما اخذتني الغفوة و لم اصحو الا عند الفجر و رهف توقظني كعادتها الي صلاة الفجر.. و عادت متثاقلة الي سريرها.. علمت انها لم تعد مفاجأة ليلة امس.. و ان تعبنا كله قد ضاع هباءا منثور..

^•^فأصبحت اجمل^•^حيث تعيش القصص. اكتشف الآن