قد نشعر بالتيه في حياتنا احيانا.. و لعلي تائهة منذ زمن.. بل لعلي لم اجد طريقي بعد.. ابعدت خصلات شعره الجميل على وجهه.. الم اطلب من الله هذه النعمة؟ و زين الله به حياتي بكل حب.. ايستحق شيء آخر تعبي؟ حبيبي هو.. و حياتي هو.. نبض القلب و روح الروح هو.. سانهض من جديد لأجله.. ساعود من حيث تهت لأكون معه.. سأخرج فلست الخائنة.. سأشرق فأنا لم أطفئ نور احد.. عدت الى المنزل بعد اخذ زيد الى المدرسة.. خرجت في جولة في بلدتي الصغيرة.. حي لا يتجاوز الخمسين مسكنا.. يطل على ريف ساحر.. اناس بسطاء.. يلقي المارة التحية بود و ابتسامة.. مررت بذلك المتجر الصغير حيث مررنا منذ ايام.. و ذكرني ذلك بشوكولا البندق الجزائرية المفضلة لدي.. دخلت المتجر و اقتنيتها.. لعله ليس نفس الشخص.. اظنه كان اصغر سنا من هذا الشيخ اليوم.. لا اعلم فمازالت ذاكرتي تراوغني أحيانا.. و لكني اعلم اني استمتع بأكل الشوكولا.. و القراءة.. اه.. القراءة.. مضى زمن ليس بهين عن اخر مرة قرأت كتابا.. بحثت عن مكتبة فالجوار و ظفرت بواحدة معتقة.. تفوح رائحة التاريخ من زواياها.. و اخترت لي رواية لجبران خليل جبران.. لا اذكر اني تركت رواية له دون قرائتها.. و لكني سأعيد قراءتها.. و ادمنت تلك المكتبة و شوكولا البندق من ذلك المتجر.. كأني أعود بالوقت لعشر سنوات مضت.. بل لعله قبل ذلك.. حتر ريح ذلك الزمان طيب.. و عاد صغيري الى نشاطه.. يحب اصدقائه و يحبونه.. و لا يفتأ يذكر صديقه يوسف.. يتقاسمان كل شيء تقريبا.. ههه.. لو لا عقوبة المعلم لتقاسما الدفاتر نصفين.. توقفت عند ذلك المتجر اثناء عودتنا مساءا من المدرسة.. لم اتمكن من اكمال تبضعي فذلك الصوت الصغير الباكي بصمت احد نقاط ضعفي..
قلت: اه.. احدهم يبكي..
خرجت متلهفة باحثة.. لا احد بالخارج.. التفت يمنة و يسرة.. سمعته انا متأكدة..
قال: اسف سيدتي.. انه ابني بالداخل..
التفت اليه بسرعة.. انه صاحب المحل.. او لعله ابنه.. لا اظنني رأيته قبلا..
قلت: اووه.. اسفة.. لكن هل هو بخير؟
هو: اه.. لا.. ااا.. نعم.. اقصد اظن انه سيكون بخير.. ليس لديه سوى هذا..
قلت: هل يمكنني المحاولة.. رجاءا..
فرك مؤخر رأسه و هز رأسه ان نعم.. دخلت على اثره.. كان كقط صغير يلتف حول نفسه باكيا.. ابتسمت قائلة: مرحبا.. هل انت بخير صغيري؟
لم ينظر الي حتى: لا أكلم الغرباء.. اتحدث مع اصدقائي فقط..
قلت: اممم.. مرحبا.. انا رهف.. هل نصبح اصدقاء اذا؟
رفع رأسه الى والده المراقب لما يحدث.. اطمأن الى موافقته و جلس يمسح دموعه المتلألئة..
قال: انا يوسف.. و لكن انت كبيرة جدا. يقول ابي ان اصدقائي يجب ان يكونوا صغار مثلي..
قلت: هو محق لا محالة و لكن هل يمكن استثنائي لأساعدك..
اطرق حزينا: لا يمكنك مساعدتي.. (اشار بيده الصغيرة)هيا اذهبي..
والده: يوووسف.. احسن التصرف..
قلت: لا بأس فنحن حاليا اصدقاء.. و انا كما تعلم كبيرة يوسف.. علني اقدر على المساعدة.. هلا اخبرتني ما الأمر؟
يوسف: اريد ان اذهب عند صديقي.. فوالده سيحضر له اليوم لعبة رجل الفضاء بحجمه.. أريد ان العب معه و وعدته ان احضر..
ابتسمت فاركة جبيني باصبعي. اظنني سمعت القصة من صديقه..
قلت: اممم.. و هل صديقك هذا زيد؟
رفع عيناه المبللتان الي..
قلت: انه هو اذا.. انتظر لحظة..
خرجت الى السيارة و اخضرت زيد معي.. لم يصدق الولدان انهما اجتمعا.. بكى يوسف بحرقة و زيد يمسح دموعه و يواسيه ببراءة..
والده: اه انت ام زيد اذا..
ابتسمت له: اجل انا امه.. و انت ابا يوسف..
ابتسم و اومأ برأسه ان نعم..
جلست القرفصاء اليهما قائلة: هاااا.. ماذا الآن؟
زيد: لن يحضر ابي اليوم يوسف.. تأجل موعدنا منذ قليل..
ابتسم يوسف بألم: اسف زيد..
زيد: لا عليك.. هل اكلت؟(هز رأسه نفيا) لكنك كنت شديد الجوع؟
يوسف: لم يحن موعد عودتنا الى المنزل بعد.. و ابي نسي احضار طعامي..
نظر الي زيد فتحاورنا حوار الاعين.. قد لا تصدقون و لكن انا و ابني نفهم بعضنا بدون كلمة واحدة.. اومأت برأسي اعلى و اسفل.. زيد: لتذهب معي الى منزلنا انه قريب من هنا.. سنأكل معا..
نظر الى والده الذي ابتسم محرجا..
قلت: لا بأس ابا يوسف.. لن نتأخر.. منزلنا عند اول منعطف الى شمالك.. و ابنك امانتي باذن الله حتى يعود اليك سليما معافى..
ارتبك: استغفر الله.. انا فقط لا اريد ان يثقل ابني عليكم..
قلت: لا تثقل خاطرك بمثل هذا.. انهما صديقان و من الطبيعي ان يتزاورا..
تنهد باستسلام: لا بأس اذا.. فقط ليعد قبل الثامنة كي لا نتأخر على جدته..
قلت: حسنا.. هيا إلى السيارة يا ابطال..
و كدت اخرج و انسى مشترياتي لو لا ابا يوسف..
قال: سيدتي المشتريات..
و التفت الى رف الشوكولا و اخذ واحدة قائلا: هذه المرة الشوكولا علي.. رجاءا لا ترفضي..
لعل الله يحدث بعد ذلك امرا.. كان زيد حزينا و قد تأجلت زيارة والده.. و هاهو ذا يكاد يطير فرحا و مرحا مع صديقه.. يأت العوض دائما من عند الله..
أنت تقرأ
^•^فأصبحت اجمل^•^
Random✓•••تظن انك اعطيتها اجمل ما يمكن إعطائه لأنثى في هذه الحياة.. تغتر حتى تكاد تجزم ان لا أحد سواك نظر اليها يوما كامرأة.. حتى تشعر انك احتملتها فوق طاقة الاحتمال.. افضلت عليها كل الفضل حتى يخيل اليك انها يجب ان تسجد لله شكرا انك ارتضيتها.. لا تعلم كم...