💞السادسة رهف

1 0 0
                                    


لم امنعها فانا اكبتها منذ ايام.. اخبرها ان كل شيء سيكون بخير.. و انها لن تنزل الا فرحا.. فلا حزن لي بعد اليوم.. لا ادري كم من الوقت بكيت ليلتها و لا اعلم كيف غفوت على مائدة الطعام.. و لكني افقت حين وضعني من بين يديه الي السرير..مرت اشهر حملي بطيئة جدا.. يكاداليوم منها لا يمر في وحدتي.. فخالد اصبح اكثر انشغالا بعمله.. لعل الخوف يجعله يفضل الابتعاد حتى اضع مولودي.. ففي اخر شهور حملي ابتعد اكثر.. فأنا استيقظ كثيرا لقضاء حاجتي او لحرقة المعدة التي تصيبني.. و ازععج نومه.. لست غاضبة منه.. اعلم انه يائس فلو لا ان جنيني في داخلي لكنت اكثر يأس منه.. و الليلة ايضا ينام في غرفة الضيوف.. و لكني اشعر بوخز مؤلم.. و اشتد بي المي.. لعله الم المخاض.. فأنا اكتم صرخاتي عنوة.. دخلت عنده بحذر اكتم حتى انفاسي.. و ايقضته بأشد لطف.. ففزع.. انتفظ واقفا..
حالد: مالامر نجلاء..
حدق بي برهة و مسح بكف يده وجهه..
خالد: رهف.. مابك؟
قلت: اظن.. موعد.. ولاد..تي.. قد.. ااااه..
خالد: اهدئي عزيزتي.. اهدئي.. سنذهب الى المشفى فورا..
ارتدى بنطاله و سترة جلدية و خرجنا الى المشفى.. و لم اعلم قط اني ذقت الما اشد من الم الولادة.. اظنني رددت الشهادة اكثر من مرة اثنائها.. و لكن المي تبخر و اختفى بدفئه فوق بطني.. و بكائه الصغير عند ولادته.. و لا اعتقدني اشد فرحا ابدا من فرحي حين قالت ممرضة التوليد لي: مبارك .. ابنك سليم معافى..
لا اعلم اابكي كنت ام اضحك فقد اختلط علي الأمر.. و لا اعلم ايسعدني انني اصبحت أما لملاك صغير كالحلوى.. ام اني منحت خالد احساس الابوة اخيرا.. لن يخاف بعد الان.. لن يشعر بخيبة امل بعد يومه هذا.. لكنه تأخر.. نحن في غرفتنا منذ الفجر و هاهو آذان العصر فالمآذن و لم يلح بعد.. كدت اصاب بخيبة عظمى.. لكنه دخل باسما.. سم الله و اقترب..
خالد: حمدا لله على سلامتك.. مبارك عليك الولد..
دمعت عيناي و قلت: سلمك اله من كل شر خالد.. و مبارك علينا ابننا اخيرا..
اقترب منه بحذر و اطل عليه.. رأيت بسمته بين شفاهه.. و اقترب منه بالبسملة.. و تلى الآذان في يمناه.. ثم نظر إلي.. لا اعلم اي احساس مرر لي من نظراته..
خالد: هل انت بخير..؟
اومأت برأسي ان نعم..
خالد: هل تحتاجين اي شيء؟
أومأت اخرى ان لا.. و لكني احتاج.. محتاجة انا لك خالد.. محتاجة انا حضنا دافئا و انت تقول لي: سعيد انا بما رزقنا الله بعد صبرنا.. محتاجة انا قربك لمسة لخدي من يدك.. ابتسامتك بالرضا و السرور.. لكنك خرجت كما دخلت.. لم تقترب من سريري حتى.. هل فات الاوان على املي الى هذا الحد خالد؟ و لكني سأصبر بعد.. فأنت والد ابني و ليس لي غير الصبر.. خرجت من المشفى اليوم معي امي و خالد.. دخلنا الشقة و صغيري بين يدي جدته.. وضعته في مهده برفق..
امي: هل علمت اسمه من والده؟
قلت: مؤكد يزن كما ارادت جدته دائما..
خالد من باب الغرفة: زيد.. اسميته زيد..
دخل الى مهد ابنه و خرجت امي .. داعب خده باصبعه و تمعن في ملامحه..
خالد: اتحتاجون شيء؟
قلت: بعض مما يحتاجه الصغير..
خالد: هممم.. اكتبيها سأحضرها قبل ذهابي الى العمل..
قلت: اي عمل اليوم خالد؟ سيحضر الجيران ليباركوا لنا ابننا..
خالد: لا وقت عندي لهذا.. استقبليهم مع امك..
قلت: ما خطبك خالد؟ هاهو ذا بين يديك اليوم.. ابنك.. الم تنتظره لسنوات؟ اتنفره اليوم و قد من الله به علينا منا؟
خالد بضيق: لا حول و لا قوة الا بالله.. الحمد لله هلى كل نعمه و الشكر له.. ارتاحي..
و خرج.. خرج و ترك نزفا في داخلي و عاصفة هوجاء تفتك بي.. دخلت امي مستغربة..
قالن: ما بال زوجك قد غادر؟ الن يستقبل جيرانه؟
سبقت دموعي كلامي الذي لم يجد له مخرجا من حلقي..
مي: ويلي.. لا نبكي حبيبتي.. انت نفساء ابنتي قد يشتد عليك الحال.. لا بأس.. لعله لم يعتد الامر بعد.. امهليه بعض الوقت..
و بقينا على هذا الحال.. انتظره حتى يهدأ و يعود.. و هو يبتعد اكثر.. قلما تحدثنا.. و ان كان حديثي فيما يتعلق بعلاقتنا غضب و ارعد و تركني.. و تساءل الجميع كيف لم يسم ابنه يزن.. فالجميع يعلم ان ام خالد تتوق لابنه يزن.. و ارتابت امي من الامر.. و لكن خالد اعلن انه نسي الامر و كان اسم زيد المفضل عنده.. و حسم الأمر.. تتحسن علاقتنا مدة و تعود لتنقلب بنا رأسا على عقب اخرى.. و خالد يتحجج باني اهتم بابني اكثر من اهتمامي به و بنفسي.. كيف لا و انا اتوق له لاثنتي عشر سنة.. مضت السنون و انا بين صبر و ترجي ان يصلح الله حال اسرتي..

^•^فأصبحت اجمل^•^حيث تعيش القصص. اكتشف الآن