💞الثانية عشر رهف

1 0 0
                                    


اذا أردت سعادة في حياتك.. جالس اناسا سعداء.. فالسعادة معدية.. هذا ما تسلل الى داخلي من مشاهدة زيد و يوسف يمرحان.. سعادة بالغة.. ظننت اني لن اشعر بها مجددا ابدا.. ابتسمت بسخرية من نفسي.. و بحثت في كيس البقالة عن الشوكولا.. يا الاهي!. انها هي نفسها.. هل كانت صدفة يا ترى؟ ناديت الولدين: زيد .. يوسف.. من يريد اكل الشوكولا..
اقتربا راكضان كل منهما يصيح:انااا..اناااا..
ضحكت مع ضحكاتهم البريئة..
قلت: تمام تمام.. لكلاكما.. جهزا نفسيكما سنعود بيوسف الى ابيه..
ركنت السيارة و اخذت بيد يوسف الصغيرة بعد ان ودع زيد.. كان والده في استقباله عند المدخل باسما..
قلت: السلام عليكم.. امانتك..
ابا يوسف: حفظك الله.. لعله لم يكن شقيا او فوضويا..
ابتسمت و قلت: بل كان مهذبا مطيعا.. حفظه الله لك و لأمه..(ابتسم) السلام عليكم..
ابا يوسف: في امان الله.. شكرا لك سيدة.. رهف..
و أصبح الحال على هذا.. يوسف و زيد لا يفترقان تقريبا.. و غالبا ما يمضي يوسف بعد العصر عندنا حتى الثامنة..و قليلا ما التقيت والده الذي يعمل في متجر البقالة ذاك من بعد الظهر حتى المساء.. و لكن.. صديقك قد يواسيك و يسعدك.. و لكنه لن يملأ فراغ والدك أبدا.. و بدى ان خالد قد ألف بعدنا و فراق ولده.. و حتى اذا حضر لزيارته نسي احضار ما يطلبه منه زيد.. و لا يكلف خاطره حتى ان يأخذه ليمضي عشية يوم العيد معه.. او على الاقل ان يأخذه ثاني ايام العيد ليفسحه.. يلتقيه في منتزه عام لساعة و بعض الساعة ان طال الامر.. ثم يعود به إلي.. حزين هو ابني.. دخلت عليه غرفته بعد عودته من عند والده بعد طرق الباب..
قلت: مالامر زيد؟ الست سعيدا بعودتك الى حبيبتك.؟
و فتحت يدي ليدخل حضني باكيا..
قلت: يا الهي.. ابلغ الامر هذا الحد.؟ اهدأ صغيري سيزورك والدك ثانية.. انه مشغول تعرف ذلك..
زيد: نسي احضار اللعبة مرة اخرى.. و قال لي اني ساحظى بأخ آخر لي.. هل سيشتري ولدا آخر امي؟
نخزني صدري.. ازدردت ريقي بوجع.. زوجته حامل اذا.. هذا ما يتوق له كل رجل.. مزيدا من الخلفة.. احسست بيداه الصغيراتان على وجنتي..
زيد: لا تحزني امي.. يقول يوسف ان الرجل عندما يكبر يمكنه ان يشتري قدر ما يشاء من الاطفال.. سأشتري لك قدر ما تشائين امي..
ابتسمت لبرائته قائلة: انما الامر بيد الله زيد.. لا نشتري الاطفال بل تلدهم امهاتهم من بطونهن و ليس الامر بيد رجل و لا امرأة .. بل لله عز و جل بني..
مط شفتيه: إذا لما منحك الله انا فقط.. و يمنح زوجة ابي الاخرى اثنين؟
قلت: اولا انا لم اعد زوجة لوالدك.. هي فقط زوجته.. ثانيا انا اكتفيت بك.. انت حبيبي و قرة عيني.. و لله في هذا شأن قد لا نعلمه و لكنه خير ان شاء الله..
زيد: لا افهم و لكني احبك ملء السماء امي..
قلت بابتسامة: و انا احبك كذلك صغيري..
نمنا ليلتنا باحضان بعض.. هكذا نحن دائما.. لا ينام احدنا دون الاخر منذ رحيلنا.. و استيقظت على دق الباب بقوة.. ركضت احاول جاهدة تثبيت ازرار عباءتي.. فتحت الباب فإذا بيوسف و والده عنده.. تبادلنا النظرات..
ثم قلت: السلام عليكم.. خيرا ابا يوسف..
ازدرد ريقه متحدثا بصوت محشرج: و عليكم.. اعتذر بشدة ام زيد.. الوقت مبكر جدا اعلم.. لكن امي مريضة و عليا اصطحابها فورا الى المشفى.. و يرفض يوسف البقاء عند غيركم..
قلت: اهلا به.. منزله و اهله.. اعتني بوالدتك.. طهورا ان شاء الله..
ابا يوسف: بارك الله فيك.. مع السلامة..
و غادر راكضا.. دخلت و يوسف الى غرفة زيد.. دخل معه في سريره و غط فالنوم مباشرة.. اما انا فبقيت مستيقظة.. افزعني مرض الجدة مسكينة.. انشغل بالي بأمي.. وسوس لي خاطري انها ربما ليست بخير.. انتظرت بفارغ الصبر آذان الفجر لأهاتفها و أطمئن عليها.. و كانت و الحمدلله بخير.. و الآن كيف حال جدة يوسف؟ لا اعلم كيف اسأل عنها و اطمئن.. لا املك رقم ابا يوسف حتى.. رن هاتفي فجأة.. رقم غريب.. من يتصل بي صباحا..
همهمت: عساه خيرا..
اجبت: السلام عليكم..
ابا يوسف: و عليكم السلام.. هذا انا.. ابا يوسف سيدة رهف.. اعتذر على ازعاجك مرة أخرى.. هل يوسف بخير؟
قلت: اهلا بك.. انه بخير لا تقلق.. عاد الى النوم مباشرة.. كيف حال والدتك يا ترى؟
ابا يوسف: ارتفع ضغطها.. سنتأخر قليلا حتى ينزل.. سنزعجكم قليلا بعد.. آسف..
قلت: سامحك الله ابا يوسف.. لا تزعجك نفسك بهذا.. لتقم جدته بالشفاء ان شاء الله..
ابا يوسف: ان شاء الله.. شكرا لكم..
و امضى يوسف اليوم عندنا حتى أتى والده لأخذه ظهرا.. اتى و أحظر معه شوكولا البندق تلك.. اصبح الامر يثير ريبتي.. هل يذكر حقا اني طلبتها يومها؟ هذا ان كنت طلبتها فأنا حقا لا اذكر.. اووووه. كم اصبحت حساسة رهف.. انها مجرد شوكولا.. اذكر انه قال يومها: لا بأس اعرفها جيدا..
كيف يعرفها جيدا؟ ان كان زوجي_عندما كان زوجي_ ينساها و هو يعود لي بقطعة كل مساء.. يا رب السماء اغثني.. لم أعد اجد ما يلهيني فأهتم بأمور تافهة كأنها مصيرية.. هززت رأسي لأنفض عنه افكاره الخارقة.. و مضيت الى ابني.. لأجده حزينا مطرقا من جديد.. جلست بجانبه قائلة: ما بال رجلي مطرق؟
زيد: هل تعلمين امي ان ام يوسف تركته و رحلت ايضا.. لكنها ذهبت الى الله و لم تذهب الى ابن آخر كوالدي..
خفق فؤادي لما سمعت.. لهذا لا يتحدث ابدا عنها و لا يذكرها.. احتضنت صغيري و تركت العنان لدموعي لتذرف.. و أنا المتذمرة من طلاقي و زواج خالد بأخرى دون علمي.. ماذا لو كنت تركت ابني له و توفيت؟ كيف سيكون حاله مع زوجة اب تمقت وجوده و اب لا يهتم لأمره.. قبلت رأسه مرارا شاكرة حامدة.. الآن اعلم رحمة ربي جيدا.. 

^•^فأصبحت اجمل^•^حيث تعيش القصص. اكتشف الآن