طلاق بالتراضي لا يرضي الله ابدا.. انكر خالد ان الشركة كانت مناصفة بيننا و انه بشهادتي فتحها.. بل و اقسم ان بخبرته و جهوده ارتقى و نجح..وحده دوني.. خالد.. صوام النوافل.. خالد من لا تفوته صلاة جماعة بمسحد قط.. اي خدعة انت كنت.. نعم اشتموا بعد.. فأنا اشتمني معكم.. و قررت ان اعتزل كل من اعرف.. فهم بين شامت و مشفق و كلاهما يشتم.. انتقلت الى حي بعيد كل البعد عن حينا بل و بمدينة اخرى.. و لعل الامر اسعد خالد و زوجته فلم يعترض قط.. بل حثني على الاسراع و ان لا اقلق قط من الايجار.. غيرت مدرسة ابني لعله ينسى معاناته التي قصفه بها زملاء له دون ذنب منه.. راقبته بحذر.. فهو كل ما املك الآن.. صار له صديق مقرب.. يتحدث عنه طوال الوقت. لعله شغله عن والده بعض الشيء.. فخالد قد يمضي شهرا كاملا دون رؤيته متحججا بعمله.. اما انا.. فلا اغادر منزلي الا للضرورة.. اصطحب زيد الى المدرسة و امر الى فضاء تجاري اقتني ما ينقصني و اعود.. اكاد لا ارى ما يدور حولي.. كل ما في ذهني.. كيف هو معها الان؟ كيف هو مع ابنه؟ ايدللهما كما لم يفعل قط معنا؟ ايعانقهما كما لم يجد قط عناقنا؟ ايغازلها كما لم يفعل قط معي؟
اه رهف.. اترك الامر فقد انتهى.. انتهى رهف.. انتهى..
هكذا صرخت صديقة لي عاد وصالنا حين مررت بأزمتي.. فكانت سندا كما لم تكن تلك اللاتي من حولي.. و مالي لا اترك الامر ليمضي.. سيمضي.. سيمضي رهف.. وكلي امره للذي يقول له كن فيكون.. فيمضي.. كنا بالسيارة عائدين من المدرسة..
زيد: امي توقفي..
ضغطت الفرامل بحذر و التفت مستفسرة..
قلت: مالامر زيد؟ هل انت بخير بني؟
زيد: اريد ثوكولا..(شوكولا)
تنهدت: اه زيد.. اوقفتني في عرض الطريق لتطلب شوكولا.. سأحضرها غدا عند التسوق..
بكى حبيبي بصمت.. لا يحرقني شيء في هذه الدنيا كما تحرقني تلك القطرات الصغيرة..
قلت: طيب.. اهدأ.. انظر هنالك متجر صغير هناك.. ساذهب لاحضارها لك.. لكن بشرط.. امسح دموعك..
مسحها بفرح.. سأوقف حتى بعرض البحر لأعود ادراي لاحضار الشوكولا لاجل تلك الغمازة الفاتنة على خد محبوبي.. خرجت مسرعة الى المحل.. تنقصني بعض الاغراض اقتنيتها و اضفت: اه.. اريد شوكولا..
رن هاتفي قاطعا كلامي.. اعتذرت و ابتعدت قليلا لاجيب..
انا: أمي.. السلام عليكم..
امي: اتصلت مرارا لم تجيبي هل انت لخير رهف ابنتي؟
انا: بخير امي.. كنت اقود و لم انتبه للهاتف. انا اقتني بعض الاغراض امي.. ساتصل خين عودتي تمام..
امي: حسنا لا تنسي ذلك.. الى اللقاء..
عدت الى البائع و اخذت مقتنياتي و دفعت ثمنها و هممت مغادرة..
انا: اه . نسيت الشوكولا.. رجاءا..
هو: لا بأس وضعتها انها فالكيس..
انا: اه شكرا.. ظننتني لم اخبرك بماركتها و اسمها .
هو: لا بأس اعرفها جيدا..
ابتسمت و خرجت.. هل قلت اسمها حقا . كيف لا اذكر هذا..؟ يا الاهي أثر بي الامر كثيرا..
صعدت السيارة و اخذت افتش عن شوكولا لحبيبي الذي ينتظر بلهفة.. و رنت دقة قلبي بمسامعي حين وجدتها.. لم اذق طعمها منذ اول ايام زواجي بخالد.. الشوكولا المفضلة لدي.. لطالما نسي خالد اسمها و نوعها فكان يسأل باستمرار.. حتى اصبح الامر مملا .. فطلبت منه ان يحظر ما شاء فلن يعد هناك فرق.. لا عجب اني نسيت اني قلت للبائع.. يقلقني الامر فعلا.. فأنا ابدو كامرأة بلغت الخمسين من عمرها.. و بدأت انسى بكثرة.. و احرق الطعام غالبا.. لن يجديك خالد نفعا رهف.. ثوبي الى رشدك رجاءا.. استعيدي رهف قبل فوات الاوان.. فلن يستعيدها لك احد..
أنت تقرأ
^•^فأصبحت اجمل^•^
Random✓•••تظن انك اعطيتها اجمل ما يمكن إعطائه لأنثى في هذه الحياة.. تغتر حتى تكاد تجزم ان لا أحد سواك نظر اليها يوما كامرأة.. حتى تشعر انك احتملتها فوق طاقة الاحتمال.. افضلت عليها كل الفضل حتى يخيل اليك انها يجب ان تسجد لله شكرا انك ارتضيتها.. لا تعلم كم...