💞الثالثة رهف

1 0 0
                                    

💞الثالثة
رهف
لم تعد الحياة تعوضني عما اخسر.. لعل هذا هو قدري.. لا بل هو. فأنا مؤمنة.. و لكني بشر فمتألمة.. اراقبه كل ليلة و هو نائم.. ما ذنبه هو ليتحمل عيبي.. بحق له ان يكون ابا.. لا يمكن ان نعود كما كنا.. فأنا اشعر بعدم الراحة و الاحباط.. لست اقنط من روح الله.. و لكن الضرر صار اكبر.. و الزمن طال اكثر.. خمس
سنوات من الصبر.. كل مرة اخاول فيها الحديث معه عن الموضوع يغير السيرة.. يمنعني و يقول بأن الامر بيد الله.. لكنه لم يعد كما كان.. اهمه الزمان على ما بي.. اعلم.. يفرغ طاقته في العمل حتى يعود مرهقا فلا اجد وقتا للمجادلة معه.. فسرعان ما يغرق فالنوم على الاريكة من تعبه.. لكني اليوم مصرة على حديث بخاطري.. انتظرته ختى انهى طعامه بعد عودته من الشركة.. فلم اعد قادرة على الذهاب.. ولكني اعمل معه فالمنزل.. اعددت فنجان شايه و قدمته له.. اطفأت التلفاز و جالسته..
قلت: مالذي يصبرك علي خالد؟
خالد: اتهذين رهف؟
جس بكف يده حرارتي..
خالد: هل تشتكين الما؟ هل بك علة؟
قلت: اهدأ.. انا بخير..هه.. ما العلة التي ستزيد علتي بعد.. استغفر الله.. لست مجبرا على تحمل عجزي خالد.. ان اردت ..
لم تخرج تلك الكلمة من بين شفتي.. لا يمكنني نطقها حتى فكيف احتمل وقعها اذا قالها هو لي.. لكنه اكتفى بمسح دموعي من خداي و احتوائي داخل حضنه حتى هدأت نفسي.. و كررت ذلك السؤال مرارا.. استعملت كلمات دالة على الطلاق ولكن لم اجرء يوما على قولها.. ان شأت ان تتركني فافعل خالد.. ان لم تعد تربدني اذهب خالد.. يمكنك الابتعاد و تركي خالد.. و في كل مرة كان يرفض الرد.. حتى قلتها مرة غافلة عند امه.. فاجابت بدلا منه..
قالت: اعوذ بالله ابنتي. استغفري.. مابك.. اي امرأة تعرض على زوجها طلاقها؟ اسمعي صغيرتي.. انا لم احمل قط في رحمي قبل خالد و لا بعده. و قد حملت به بعد عشرة اعوام من زواجي بوالده.. لم يتذمر يوما.. و لم يسأل يوما.. وانا ما كنت لأسأل و هو متغاض.. كنت ابكي وخيدة و امسح دمعي اذا دخل علي.. ابتسم و ابدو بأحسن حال.. فلا تذكري ذلك الامر قط ابنتي.. لا يترك خالد ابدا فهو يحبك الا تدركين..
و لم اذكر له الامر منذ حينها.. فهو وافق كلام امه.. و ترجاني ان اترك الامر.. حتى سمعت حديث نسوة اتين لزيارة والدته وقد اشتد بها المرض.. عافاكم الله.. و تركتها ابنت اختها في اضعف حالاتها لتعود الي شقة والدها لتعيش وحيدة.. عدنا الي شقة والدته.. و تركنا شقتنا على حالها.. سمعت النسوة يتحدثن عن امرأة استحال انجابها فوقعت تنازلا لزوجها بأن يتزوج اخرى.. فالحال في بلدي انه يمنع زواج الرجل بغير امرأة واحد مهما كان السبب.. فاستفسرت عن حقيقة الموضوع من اهل الاختصاص سرا عن خالد.. و تبينت صحة الامر.. لا أعلم هل آلمني ما عرفت ام فرج عني كربا.. لعله فعل الامرين معا.. فلم يعد امر الصمت يجدي معي نفعا.. فقد بعد الوصال بيني و بين خالد حتى نكاد لا نتحدث باليوم الا تحية.. لعل هذا الامر يريحه هو على الاقل.. اغلقت الباب على والدته و قد استرخت للنوم.. و جالسته في بيت المعيشة.. حدثته عن العمل و عن احواله ثم قلت: اريد ان احدثك بأمر خالد فاسمعني حتى نهاية حديثي.. و لك بعدها ان تجيب..
خالد: خيرا ..
قلت: اعلم انك تحبني كما احبك.. و لا تريد فراقنا فأنا لا اريده.. و اعلم ايضا ان نفيك تطوق لود فنفسي تشتاق بشدة.. قد علمت انه بامكاني ان اتنازل لك بامر رسمي للزواج باخرى.. لا تجب خالد.. فكر.. فانا جأت بمحض ارادتي لم تجبرني.. اجبر بخاطرك لعل الله يجبر بخاطري يوما..
لا اعلم ما ارتسم على محياه.. لم افهم هل انبسطت اساريره ام صدم مما قلته له.. لكن الاجابة من امه أتت..
قالت: ويلي.. مالذي تهذين به رهف؟ كيف لك ان تقول لزوجك ما قلت..
قلت: امي.. لم اقل بل شرع ربي قال.. من انا لاخرمه الخلفة و قد من الله عليه بصحة تسمح له و حال يمكنه..
قالت: لا اله الا الله.. الم تصبري معه حين كان لا يجد لك قوت يومك؟ بلى.. الم تعملي مجهدة الي جانبه حين كان يتعثر اول الطريق؟ اي بلى..و خالد يحبك و ماذا ان لم ياتي الولد بعد.. سيأتي قلبي يخبرني بذلك فاهدئي..
قلت: امييي.. ارحوك اسمعي.
قالت: لا اسمع و لا اعي.. و رحمة المرحوم ابو خالد لا يحدث هذا الامر و عيني ترا فالدنيا بعد..

^•^فأصبحت اجمل^•^حيث تعيش القصص. اكتشف الآن