💞الخامسة رهف

1 0 0
                                    


لا أعلم ما يصبره علي.. لعله اصله الطيب او وصاية امه.. فأنا اذكر كللمها له يوم وفاتها حين قالت: بني.. اياك و ايذائها فهي ضلعك الايسر.. برضايا عليك لا توجعها في امر لا قدرة لها عليه.. اصبر بني..
أوجعني فراقها كما اوجعني فراق خالي.. فهي كانت سندا لي.. ارشدتني لما يرضي زوجي علي و ما يجعله ملكا لي.. اه.. لكن الامر ليس كما نظن و نريد دائما.. فمؤكد سيمل و انا اقبع كجثة هامدة كل يوم.. حتى يكاد ينسى اني موجودة.. و حسمت امري ان اتحلى بالمثابرة و ان لا افقد نفسي و زوجي بهبل.. اعددت له مفاجآت كنت اعدها للمراهقين.. شموع و ورود و اضواء خافتة.. و بدى كأن الامر يفلح لفترة.. و لكن بيان اني لا احمل ثمرة لتلك المفاجآة بدأ يحبطه.. كيف لا و الامر يشل حماسي بكل قوة.. لا اعلم هل اقدر على الاستمرار بعد.. و الاهم هل يقدر خالد على تحملي بعد.. لعله يريد ان يريح رأسه لأيام.. اخبرني انه مسافر اليوم للعمل لمدة اسبوع كامل.. لم يسبق له ان فارقتي لاكثر من يوم عمل.. ساحتمل ذلك فالعمل هو الشيء الوخيد الذي ينسيه عجزي و انا راضية.. و حتى ان كان يريد فقط الراحة بعيدا عني فلا بأس.. و سافاتحه في موضوع زواجه بأخرى حين عودته.. و سأحرص على موافقته فلا قدرة لي على تحمل ذنبه و لا رأيته حزينا عاجزا دون ذنب منه.. و طالت سفرة عمله تلك.. استمرت لشهر كامل بدل الاسبوع.. و حين عودته نزل في مدينة بعيدة عن مدينتنا. و ظل فيها لاسبوع اخر دون رؤيتي.. حتى اتصالاته بي كانت قليلة مقتضبة.. كيف حالك؟ هل كل شيء بخير؟ اتحتاجين شيئا؟ لن اعود بعد فمازال عملي لم ينتهي.. و لكني لن اتذمر.. فأنا احمل بداخلي اهم مفاجأة لنا ..عسى ان يكتمل فرحي بما احمل.. و عاد زوجي اخيرا.. في ليلة غير ذات موعد.. وجدني استفرغ في حمام غرفتنا.. طبطب على ظهري بمودة..
خالد: هل انت بخير؟ لما لم تخبريني انك مريضة رهف..
غسلت وجهي و خرجت معه الي الغرفة.. جلست و هو بجوار الي سريرنا. و ابتسمت قائلة: لم ارد ان اشغلك.. انا بخير لا تقلق.. و لكن لما لم تقل انك عائد عزيزي؟
تنهد بابتسام: لم اشأ ازعاجك في هذا الوقت المتأخر.. هل زرتي طبيبا اثر مرضك..
هززت رأسي ان نعم و اطرقت.. خططت لقول هذا بجو عاطفي و لكن لا بأس.. فهذا اكثر شيء عاطفي قد يجمعنا..
خالد: اذا.. انت بخير الان؟ سأخلد الى النوم..
امسكت يده حتى لا يقوم..
قلت: انتظر خالد.. اريد ان اقول شيئا..
خالد: غدا رهف.. انا متعب جدا..
لم يمهلني لافتح فيا حتى.. دخل الحمام و خرج بالبيجامة على غير عادته.. فهو يغيرها هنا فالغرفة.. و استلقى عكس موضعي و غط فالنوم.. ازدردت ريقي بصعوبة من مرارته.. الم يكن بامكانه انتظار دقيقة بعد لازف له الخبر؟ لنترك هذا الامر.. الم يذتق الي و لو مثقال ذرة..؟ لم يكلف خاطره حتى قبلة على جبيني ليتمنى لي الشفاء.. لم يحتضني حتى ليقول مرحبا.. لم ينظر لعيناي و لا ملامح وجهي المتعبة.. لم يمسح بيده حتى خدي.. دمعت عيناي غصبا.. لعلي اصبحت عاطفية اكثر بسبب هرمناتي.. لن احزن.. فأنا نظرت الى عيناه.. و رأيت لمعانا داخلها.. و اسعدتني ملامح السعادة على محياه.. مؤكد يأخذ منه التعب كل مأخذ.. و انا اعرف خالد جيدا.. هو اساسا لا يجيد كلام الغزل.. مؤكد راى تعبي و لم يشأ ان يثقل علي.. ابتسمت وسط دموعي و كفكفتها بكلتا يدي.. و اسندت ظهري الي جانبي من السرير.. امسح بكلتا يدايا على بطني.. مؤكد سيسعد بما عندي.. سأعد له طعاما يحبه و جوا رمنسيا لامعا.. و سأزف له الخبر.. سيطير فرحا مؤكد.. و هذا ما فعلته.. في الغد اعددت اطيب ما يحب اكله.. و جهزت المائدة و نفسي.. و جلست الى مرآتي انتظره.. لن اذبل مرآتي فهاهي ذي شعلتي المتقدة في طريقها الي.. املي ضعيف و لكني متفائلة هذه المرة.. سنعود كما كنا اول الامر.. سنفجر شعلة الحب فينا من جديد.. سأحبه اكثر كلما نظرت الي فرحته بي.. و سيعشقني كما لم يفعل من قبل.. و رن هاتفي..
اجبت: السلام عليكم.. هل وصلت حبيبي..
خالد: احممم.. اسف رهف.. طرأ امر بالعمل لن اعود الليلة.. انتبهي الى نفسك..
لم يمهلني حتى وقتا للرد.. اطفأ شعلتي بداخلي.. لكنه يعمل.. فهو لم يعلم بعد اني اعد له مفاجأة.. لا بأس سأوظب المائدة و احفظ الاكل.. مؤكد سوف يأتي غدا و سأعيد ما فعلته بنفس الشغف.. و هذا ما فعلته و قد جاء زوجي الي مرهقا متعبا.. اعلم ذلك فقد ارهقه العمل الي يهرب اليه.. عانقته عند الباب.. و شابكت اصابعنا و دخلنا.. جلس الى المائدة.. و جلست بجواره.. راقبته كأنه يأكل على مضض.. لعله اكل فالعمل.. او لا يشعر بالجوع لما يكدر نفسه.. قررت ان اخبره..
قلت: خالد تكر اني اريد ان احدثك بأمر هام..
خالد: همممم..
قلت: طيب دع عنك ما بيدك و انظر الي..
توقف عن الاكل و نظر الي دون كلام..
قلت: انا حامل خالد..
ازدرد ريقه ازدرادا.. و حملق بي ببلاهة.. كأنه لم يستوعب ما قلته بعد.. فابتسمت له و اعدت قائلة: نعم احمل ابننا في داخلي.. و له اربعة اشهر.. انه بحال جيدة و متشبث بالحياة.. لن اخسره هذه المرة انا واثقة..
مازال جامدا كأنه قد صعق.. ضحكته على حالته و وقفت لأجلس إلى حجره.. داعبت لحيته بمرح..
قلت: اي وجه لرجل يبشر بحمل زوجته بعد طول انتظار.. ابتهج..
ابعدني بمهل قائلا: اخاف ان افرح قبل الاوان.. فهذا اشد الما من ان لا افرح قط..
لم تغمد خنجر في صدري قط.. و لكني اعلم ان المها ليس اشد من الم كلامه على قلبي.. هو محق مؤكد و لكن ما ذنبي ان ربي لم يرد.. و لم يقل له كن.. لا اعلم متى خرج من غرفة الطعام و لكني حين افقت من وجعي لم يكن الى جانبي.. و كانت دموعي تخط طريقها على خدي..

^•^فأصبحت اجمل^•^حيث تعيش القصص. اكتشف الآن