10_مشاعر ضبابية "2"

1.5K 97 529
                                    

أولًا: شكرًا لكم جميعًا على رسائلكم في المرة الماضية حقًا دائمًا تُشعرونني بالدفء🥰❤️‍🔥

ثانيًا: هذا البارت يحتاج مناديل ضروري🥲💔
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

وضعت جوليت كوب القهوة قرب إدوارد لتبتسم له بسرورٍ و شكرها هو بهز رأسه بهدوء، حتمًأ كان يشعر بأنه مرحبٌ به و أنهم يعطونه قدرًا كبيرًا من الإحترام حتى دون كونه زعيم العائلة فهو لطالما كان جيدًا معهم

نزلت ماريا التي أخذت حمامًا سريعًا و غيرت ثياب نومها مع تعديل شعرها بيديها الدرج بسرعةٍ لتدلف المطبخ بحماسٍ غاب عنها لمدةٍ طويلة ثم تتقدم مبتسمةً
من إدوارد التي حدق بها مسرورًا لأنه يراها قد كبرت فعلًا، علق بعد أن جلست بجانبه
- جميلةٌ كالعادة!
ضحكت ماريا بخجل و هي تعيد خصلةً من شعرها خلف
أذنها ثم تمتمت له
- حسنًا، أنت كذلك تبدو وسيمًا
إبتسمت إدوارد بسخرية و قال قبل أخذ رشفةٍ من قهواه
- أنا عجوزٌ في كل الأحوال -تعكرت ملامح ماريا و حدقت به بخيبة أملٍ طفولية جعلته يتراجع عن كلامه بعد أن تنهد- حسنًا، دعينا من هذه المحادثة التي لا طائل
منها -وضع فنجانه على الطاولة ثم سأل بنبرةٍ متحمسة- إذًا، أخبريني عما فاتني
إبتسمت ماريا و تقدمت بكرسيها متسائلةً
- من أين تُريدني أن أبدأ؟!
فكر إدوارد قليلًا ثم أجاب
- منذ اللحظة التي عرفتِ فيها أنكِ ستصبحين خليفتي، كيف حدث هذا بالضبط؟ و كيف كان رد فعلك؟
ترسمت بسمةٌ حزينة على ثغر ماريا لتضع مرفقيها على الطاولة و تدعم وجهها بيديها ثم تجيب و هي تتذكر تلك الفترة
- لقد حدث هذا في أول عشاءٍ جمعنا بعد فقدانك و عمتي هيلين، لم يكن الأمر سهلًا لي لتقبله، أتذكر أن عمي جون هو من أعلن ذلك و قد هاجمته رافضةً الفكرة، لقد حاولت حتى الإجرام بحق نفسي -عقد إدوارد حاجباه لأنه لم يتوقع أن يصل بها الحد إلى هنا و لكنها أكملت و هي تحاول تذكر ما جرى بالضبط- على كلٍ كل ما حدث بعدها كان فوضويًا للغاية و لا أتذكره بوضوح، فجأةً وجدت نفسي مع ماريانا، المهم أن أيس لحق بنا و قتلها هناك تمامًا و حدثتي عن الإنتقام لك لذلك غيرت رأيِ في فكرة التدرب و غادرنا بعد مدة، و لكن المنزل بعدك تشتت كاملًا
لم يعلق إد على ما سبق و إستمر بصمته لمدة إلى أن غير الموضوع و سأل مجددًا
- أخبريني عن تدريباتك، كيف كانت؟ هل وجدتيها صعبة
أم سهلة؟ و كيف كان أداء أيس كمدرب؟
ما إن سمعت الأخرى السؤال حتى تدفقت لعقلها الكثير من الذكريات حول السنوات التي قضتها هناك برفقة أيس، بالمقارنة مع ما تعيشه الآن، لقد كانت تعيش النعيم
معه في تلك الأيام خاصةً بعد إعترافه لها، كأن العالم كان يحملهما هما فقط لا غير
تنهدت ماريا ثم ردت بإختصارٍ و هي ترسم على الطاولة بإصبعه
- صدقًا كان الأمر صعبًا بدايةً، حتى التأقلم مع حيثيات أرخبيل اليابان كان صعب، سوءً من ناحية الطقس أو الطعام أو أسلوب الحياة عامةً، لكن رويدًا رويدًا بدأت أنجح في تعلم الأشياء الصغيرة و إتقان العمل المكتبي،
و حين حدث هذا، بدأت أحب شعور القوة الذي صرت أملكه، ما يسعني قوله سوى أن أيس قام بدوره لكي أنجح، و قد تعرفت على السيد شون و زاد إنتمائي لطوكيو، هذه الأخيرة كانت مدينةً جميلة و قد رأيت منها الكثير من المعالم، قمت بتجربة الترحال بالسفينة كذلك، لقد حصلت حينها على عطلةٍ مقابل عملي الجاد إلى إحدى فنادق شون على ضفاف شاطئٍ في منطقة "هاناياما ياماساكي تشو"
إبتسم إدوارد بإتساعٍ و هو يرتشف آخر ما بقي من فنجانه ليقول مندهشًا
- واو! من الغريب تذكركِ لإسم هذه المنطقة بحذافيرها، من المؤكد أن لكِ ذكرياتٍ كثيرة هناك!
حلت نظرةٌ صامتة على وجه ماريا و هي تتذكر ما مرت به هناك بسبب جيسي و شجارها مع أيس، لقد إعتقدت وقتها أن نهاية علاقتهما حلت بالفعل و لكن شاء القدر لها
أن تعود أفضل مما كانت عليه، و هي تتمنى أن يفعل القدر نفس ما فعله في الماضي كي يعود الاستقرار
لوضعهما في هذه الأيام
إبتسمت قليلًا ثم تحدثت بنبرةٍ شبه منزعجة
- أجل نوعًا ما، لدي ذكرياتٌ كثير و لكن ليست كلها جيدة
قدم إدوارد فنجانه الفراغ لأحد الخدم ثم سأل بنبرةٍ ماكرة متعمدًا التوغل بها في واحدٍ من مواضيعه الأساسية
- لا بأس بذلك، لطالما ذكرياتك مع أيس جميعها جيدة فهي تغنيكِ عن كل الذكريات السيئة، أليس كذلك؟ -رمشت ماريا لعدة لحظاتٍ حتى فهمت مقصد والدها فإعتلت الحمرة خديها لإدراكه عن هذا الأمر و أخفضت بصرها  كي تتحاشى التحديق به في حين إبتسم هو لخجلها و أخبرها بينما يرفع ذقنها بإصبعه بهدوء- ليس هناك داعٍزلشعوركِ بالحرج فمن اللطيف بالنسبة لي أن أعرف أنكِ تعيشين شبابكِ كما يجب فأنا كنت خائفًا يوم
وضعتكِ بعدي من أن أقتل مستقبلكِ بقراري
صمتت ماريا لبرهة بعد حديثه الذي خفف مما شعرت به ثم حدقت بعينيه لتسأله
- هل يمكنني أن أعرف سبب إختيارك لي كخليفةٍ بدل عمي جون؟ و لماذا وضعت أيس كمدربٍ لي دون غيره؟
قراراتك بدت غريبةً في الوصية!
تنهد إدوارد و هو يهز رأسه متفهمًا إستغرابها ليُجب بعد أن أبعد يده عن ذقنها
- في حياتي كانت لدي الكثير من القرارت المصيرية التي
عليَ إتخاذها و في بعضها أنا أخطأت  و أغلب ما أخطأت
فيه لم يكن فيه فرصةٌ لإصلاحه أو تغيير أثاره، و من بين ما ندمت عليه كانت تربية مايا واحدةً منه -عقدت ماريا حاجبيها بخفةٍ قبل أن يصرح لها إدوارد و قد ظهرت على ملامحه بعض أثار الندم و الجدية- بعد وفاة
كاتيا أنا بدأت معاملةً خاصة لمايا، معاملةً غير مجدية في العالم الذي كانت ستعيش فيه، لقد جعلتها تفكر أن كل من في العالم مستعدٌ لسماعها و تنفيذ رغباتها و هذا زرع بها شيئًا سيء، شيئًا يُعتبر حاجزًا أمام أي أحدٍ للحصول على القوة، "الإتكال"، كنت أنا بالنسبة لها متكلها
الوحيد و خاصةً لأني الزعيم الذي يملك الكلمة الأخيرة، و حين حلت لحظة إدراكي لخطئي الفادح، أجبرت على رفض طلبها و رغبتها، فماذا حدث؟ رمت بنفسها لحضن الشخص الأخر الذي إستعد لتنفيذ كل طلباتها و وجدته متكلًا لها
- جارد!
تمتمت ماريا فوافق إد برأسه لأنه سمعها ثم إستكمل
- في اللحظة التي غادرت فيها مايا هذا البيت، فقدت أنا ابنتي إلى الأبد، و لم يكن لي سبيلٌ لإعادتها لرشدها، و عندما حصلت عليكِ أنتِ، أردت إستعادت القليل من الأيام الجميلة التي يقضيها المرء في مرحلة الأبوة، لكن في ذلك اليوم، حين أخذتكِ للمقبرة، أتذكر أنكِ قبلها تعرضتِ للإزعاج من سوزان و حين دخلت المنزل أنتِ ركضتِ نحوي بخوف، في تلك اللحظة إنتابني شعورٌ سيء بأن الزمن يكرر نفسه و مجددًا سأربي إبنةً ليكون مصيرها الهروب مع من ستتكل عليه، و شعرت أني إمتلكت فرصةً عظيمة نادرة لإعادة النظر في الطريقة التي يتم بها تربية البنات، و لهذا السبب أخذتكِ إلى المقبرة كي تواجهي بعض الحقائق التي قد تكون صعبة، و لكني وجدت أن أفضل طريقةٍ لجعلكِ تقاتلين و تفقدين فكرة الإتكال علي هي جعلكِ في نفس الموقف الذي منحني القوة، لذلك وضعتكِ كخليفةٍ لي، صحيحٌ أن
جون كان سيكون زعيمًا رائعًا لكن تقدم امرأةٍ للزعامة كان فكرةً أروع و خاصةً أن هذا المنصب قدم لكِ المزيد من القوة -مسح بظهر أصابعه على خدها مما جعلها تبتسم و هي تستمع له يُردف- أما عن أيس فهو لطالما كان غير مسؤول و مبعثر الشتات، إحتجت لجعله يجمع ذراته و يصبح له هدفٌ في حياته ليعيش في سبيله، لذا وضعته ليصبح مسؤولًا عنكِ و أراه يهتم لأمرٍ ما
لم يصدر من ماريا الكثير عدا بسمةٍ ظريفة تُخبر بها إدوارد عن تفهم موقفه

Mafia's inferno ⚜️ "3" [سلسلة عذراءٌ تحكم عالم المافيا]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن