«وكأنما خُلقتُ من ضلعكَ، لأكون ونسكَ في تلك الدنيا، فلا تتركني وحيدة لذاك العالم المُرعب.»
كمُتيم أنا غريق في بحر عيناكِ، أحتاج إلىٰ مَن ينتشلني من ذاك القاع.
وكانت تلك آخر كلمات يخط بها في مذاكراته.
بكت وكأنها لم تبكِ من قبل، تشتاق إليه وبشدة، لقد أصبح مُتيمها بعيد عنها كل البعد، ولم تستطع الوصول إليه ولو فعلت المستحيل، ألهذا الحد يكرهها لذلك تركها؟
ألهذا الحد استطاع أن يتخلى عنها؟
لقد مزق بكائها قلبه، يعلم أن هذا ليس بيده ولكن إلى متى ستظل هي كالجبل الشامخ، فسيأتي يوم وتقتلع الرياح تلك الجبال من جذورها.
عادت بذاكرتها إلى ما سبق من حياتها:
مُتيم: حبيبتي عايز أشوفك، عايزة أقولك كلام مهم جدا
فيروز بحب: حاضر، نتقابل فين.
مُتيم: كافيه اللي بنتقابل فيه علطول.
فيروز: حاضر.
بعد مرور نصف ساعة كانا يجلسا معًا.
فيروز: ها فيه ايه بقا.
مُتيم: قلتلك لازم نتقابل لان فيه كلام كتير أويي لازم أعترف بيه ليكِ، لأن م حد ضامن بكرا.
فيروز بتوتر: فيه ايه قلقتني.
مُتيم بتنهيدة: بحبك، لقد أصبحتُ مُتيمة بالفؤاد يا معشوقة الروح وفيروزة القلب، أنتِ الوحيدة اللي دخلت قلبي واستوطنت فيه، صحيح لقاؤنا كان غريب، بس دي أحسن صدفة وأحسن لقاء حصل ليا طول حياتي، من غير الصدفة دي م كان غير هيكون فيه فيروز ومُتيم، صحيح ربُ صدفة خير من ألف ميعاد.
فيروز بصدمة: أنت بتقول ايه؟
مُتيم أنت متأكد من دا؟
أنتَ بجد بتحبني؟
مُتيم بعشق خالص: بعشقك.
فيروز: حيث كدا بقا، أعترفلك بكل حاجة، أنا بحبك من قبل م أقابلك ولا أعرفك حتي.
مُتيم بصدمة: إزاي.
«يا رفيق القلب، أخبرني ماذا أفعل حين أشتهي الكلام معكَ، ولا أجدك، أخبرني ماذا أفعل حين أشتاق لكَ، أخبرني ماذا أفعل حين أبكي ولا تأتي لكي تزيل الدموع العالقة بعيوني.»
____________________________
«كنت على أتم الاستعداد للزواج بكِ، لكن قد ظهر ذاك الحائل بيننا، فاضطر بي الأمر لترككما.»
كان جالسًا على ذاك المكتب لا يعرف ماذا سيفعل في تلك الكارثة حبيبته من جهة، ووالده من جهة ثانية.
دلف إليه صديقه مُتيم ثم
مُتيم: مالك بابني قاعد كدا زي اللي مقتول ليك قتيل ولا حاجة.
مصطفى: ولا قتيل حاجة، بس أنا تعبت أويي، مش عارفة أعمل ايه في أبويا دا، رافض رفض قاطع جوازي من البنت اللي بحبها.
مُتيم: هدي أنت أعصابك بس كدا وكل حاجة هتتحل قريبا بإذن الله.
مصطفى بأمل: يارب.
ثم أخرج من مكتبة مذكرة صغيرة وقام باعطائها لصديقه ثم:
مصطفى: دي مذاكرتي لو حصلي حاجة ابعتها لـ ملك، بس بالله م حد يفتحها ولا يشوف اللي فيها غيرها بس.
مُتيم: حاضر، بس اهدي كدا وليه بتقول كدا.
مصطفى: كل الحكاية م حد ضامن عمره ولا حد عارف ايه اللي هيحصل بعد ثانية.
مُتيم بشك: تمام، بس حاسس إن دا م الموضوع، أنا هقوم أمشي عايز حاجة.
مصطفى: عايز سلامتك.
ثم رجع بذاكرته إلى تلك المذكرات يتذكر كيف بدأت قصة حبه مع ملاكه وكيف وقف ذلك الوالد كالعائق في قصة حبهم.
«ملاكي الجميل، آسف لأنني تخليتُ عنك في بداية الطريق، آسف لأنني لم أستطع أن أعيش في ذلك العالم بدونك، آسف على تحطيم قلبك للمرة المليون»
____________________________
«أحببتكِ، لكن ماذا كان مصيري؟
كان عدم القبول والنفور»
لقد حطم كل شيء بغرفته، أخذ يصرخ بقلبه قبل لسانه، جنون قلبه سيطر عليه، فكرة أن تكون تكرهه سيطرت عليه، أصبح مجنونها، يفعل أي شيء من أجلها ولكن ماذا بعد؟
محمد بجنون: كدا يا نيرو، أنت إزاي م بتحبيني، بعد كل اللي عملته علشانك تطلعي م بتحبيني، لا، بس أنا مش هسيبك، أنتِ عارفة إني بحبك ومستحيل أسيبك، آه أنا مش هسيبك ومش هتكوني لحد تاني غيري.
في مكان آخر وخاصة بالجامعة:
سلمى: يا بنتي ليه عملتِ كدا، أنت عارفة أنه مجنون بيكِ، والجنون دا آخره م كويس أبدًا.
نيرة: يا بنتي فكك منه م هيقدر يعمل حاجة.
سلمى: يا خوفي من كلامك دا.
نيرة: وبعدين بقا يا سلمى، م تخوفيني معاكي، قلت م هيقدر يعمل حاجة.
سلمى: تمام براحتك، يلا علشان نحضر المحاضرة.
نيرة: تمام.
بدأت تتذكر ما حدث في الماضي وكيف رفضت حبه بكل جبروت ثم:
«لقد حطمتِ قلبه، برفضكِ له، وليس قلبه فقط، قلبكِ أيضًا، لقد خسرتِ مَن عشقكِ بحق، خسرتِ عشقه للأبد. ولكن ثم ماذا؟»
رواية مُتيم بالفؤادِ.
بقلمي: دينا شاهين.

أنت تقرأ
مُتيم بالفؤاد.
Romance«وقد أصبحتُ كالمُتيم بفوادك» لا أرى الحب إلا بوجودكَ، لا أستطيع العيش من دون النظر إلى سحر عيناكَ، لا أدري ماذا حل بي؟ حاليا لقد حُكم علينا بالفراق للأبد، لا أعرف كيف سأستيقظ من نومي دون النظر إليك، لا أعرف كيف ستتأقلم حياتي بدون، لا أعرف ماذا حل...