«لم أعشق غيرك في تلك الحياة، حتى بعد مماتي فأنت عشقي الأول والأخير»
فيروز: كوكو أنت فين، عايزة أشوفك، وحشتيني.
كارمن: وأنت أكتر والله، بس مشغولة في الشغل بس مش أكتر.
فيروز: طب فاضية أقابلك يعني.
كارمن: ايه رأيك أشوفك كمان ساعتين في كافية توليب.
فيروز: تمام جدا، منتظراكِ.
كارمن: تمام، باي.
أغلقت الفيروز معها، وذهبت لارتداء ملابسها السوداء التي ظلت محافظة فيها بعد وفاة مُتيمها ثم بعد مرور ساعتين:
فيروز بهمس: وحشتيني أويي.
كارمن باشتياق: أنت أكتر والله، أخبارك ايه، وأخبار حبيبي الصغير دا ايه.
فيروز: الحمد لله تمام.
كارمن: ايه يابنتي م حد بقا بيشوفك ولا يعرف عنك شيء ليه.
فيروز بدموع: معلش يا كوكو، م بقيت بعمل شيء غير إني متفرغة لتربية متيم وبحاول أعوضه عن وفاة متيم والده بالرغم إنه برضوا هيفضل مفتقد الجانب دا لاني مهما عملت مستحيل أعوضه بدرجة كاملة، وبدير شغل متيم علشان أأمن مستقبله.
كارمن: ربنا يرحمه ياحبيبي يارب، فخورة بيك أويي أنك قدرتي تقفي على رجلك تاني وحطيت حزنك ووجعك على جنب، وحطيت متيم الصغير هدفك علشان تقدري تعوضيه عن فقدان والده، ربنا يصبرك يا حبيبتي يارب.
فيروز: تسلميلي يا كوكو يارب.
كارمن: يلا بقا مضطرة أمشي علشان ورايا شغل كتير.
فيروز: تمام، هتوحشيني أويي.
كارمن: أنت أكتر يا حبيبتي والله.
بعد مرور نصف ساعة فإذا بهاتف فيروز يرن معلنا عن اتصال هاتفي من كارمن.
فيروز بمرح مصطنع: م معقول يعني لحقت اوحشك.
رجل: آسف بس صاحبة الرقم دا لاقيناها متوفية داخل عربيتها بسكتة قلبية وهي دلوقتي في مستشفي العريش، ورنيت على آخر رقم هنا علشان أوصل لحد من أهلها.
فيروز بهمس: أنت بتهزر صح، قول إن موقف بايخ أو هزار من كارمن ثم بصراخ تمزقت منه القلوب وأدمعت له العيون: قول أنك بتهزر وأنها م سابتني، قولي كدا طمني بالله عليك.
الرجل بأسف: آسف، البقاء لله، هي مستشفى العريش منتظرك.
ثم أغلق الهاتف:
فيروز بهمس: ليه سبتيني لوحدي يا كارمن، ليه ثم بعلو صوتها: كارمن، ليه عملت كدا وسبتيني، ليه.
فيروز بصراخ: يارب، أنا تعبت كل الناس اللي بحبها بتموت، يارب خدني أنا كمان م قادرة أستحمل فراق تاني.
«كأني قد كُتب عليَّ فراق أحبابي، فمتى اللقاء»
في مستشفى العريش:
فيروز: ليه كارمن، ليه يا حبيبتي، أنت مش قلت هتفضلي معايا، والنهاردة كنت بتقوليلي أنك فخورة بيا علشان بحط حزني ووجعي على جنب وبشوف مستقبلي ومستقبل ابني، أنت ليه بقا سبتيني، أنت عارفة إني م حمل فراق حد بحبه تاني ليه كارمن، ليه
ثم أخذت تهز جسد تلك الميتة أمامها وعلىٰ صوتها في تلك المستشفى باسمها:
فيروز بصراخ: كارمن، فوقي بقا، فوقي.
ولكن لا حياة لمن تنادي فالروح خرجت من تلك الجسد للأبد.
____________________________
«أين أنت يا من اشتاقت لكَ العين؟
أين أنت يا من سكنت القلب؟
أين أنت يا هوس الملاك؟»
استيقظت من نومها التي بقيت تلجأ إليه من ذاك العالم لكي تهرب منه، لعلها تراه ولو بأحلامها.
أمسكت بمذكرات ملاك المصطفى ثم أخذت تقرأ تلك الرسالة الثانية ثم:
بعدما رأيتُك والتقطتُ لكِ تلك الصورة بعيناكِ التي أسرتني منذ الوهلة الأولى، ذهبتُ من أمامك وأنت في مُخيلتي لا تفارقيني حتى كُدت أن أصطدم بالسيارات على الطريق كون عقلي أصبح له من بات يشغله.
ذهبت إلى منزلي وبدأت بإخراج صورتكِ من تلك الكاميرا، لكي تكون معي باستمرار لحين اللقاء ثانية.
تتذكري اللقاء الثاني يا من ملكتِ فؤاد المصطفى.
تتذكري كيف كنت كالمجنونِ عندما أراكِ أمامي.
تتذكري كيف كنتُ أتعزل بجمال عيناكِ.
تذكري معشوقتي، تذكري فها أنا أفكركِ بكل ما مضى، لعلي أكون معكِ ولو لدقائق معدودة.
تتذكري منذ اللقاء الأول عندما قلتُ لكي وعليكِ السلام لحين نلتقى.
آسف فأنا كنت من يراقبك، لا أستطيع أن أخرجكِ من تفكيري منذ أن رأيتك لأول مرة على النيل.
لم يعرف اليأس طريقي في يوم، فكنت كل يوم أذهب لذاك النيل لعل ألمحك هناك ولو صدفة، لا أعرف ماذا حل بي، لكن لقاء العيون كان أقوى مني ومنكِ يا ملاكي.
ظللت أراقبكِ خلسة بعد أول لقاء لعل عيني تشبع من رؤيتك لكن في كل مرة كانت تشعر بالظمأ أكتر.
تتذكري عندما علمتُ بذهابكِ إلى العريش هناك فترة، لم أستطع الانتظار هنا وأنت بعيدة عني لذا ذهبت ورائكِ، لعل القلوب تتلاقى مثلما التقت العيون.
حين التقطتُ لكِ الصورة الثانية، كيف كنت تسيرين بسرعة على شاطئ العريش، كنت جميلة وجُننتُ أنا بكِ.
وتلك الصورة الثالثة التي التقطها لكِ حينما كنت ترتدي ذاك الشال الذي يخفي جمال وجهكِ وحين كان شعرك يتناثر على عينيك، فأصبحتِ كصورة جميلة جدا لا تستطيع عيناي إبعاد نظرها عن جمالك الرباني تلك.
أغلقتْ تلكَ المذكرات ودموعها تهدد بالهبوط حين قرأتْ أخر كلمة آسف، فماذا سينفع بأسفك يا مصطفى.
ملك: أسفك هينفعني في ايه يا مصطفى دلوقتي وأنت سايبني لوحدي كدا، تعرف أنا بنام كتير أويي يمكن أصحى في يوم ألاقي دا كله كان كابوس وأنك لسه موجود معايا، بس للأسف يا مصطفى، للأسف أنت خلاص م بقيت موجود معايا.
____________________________
«ومن الحب ما قتل، وأنا مَن قتلتُ رُوحي بيدي، لأجل أني أعشقها.»
كان جالسًا وبيديه ورقة وقلم يرسم من قتلها، يرسم تلك التي أحبها في يوم من الأيام، ولكن ثم ماذا يفيد رسمها فهي لم تعد موجودة.
بعد أنا رسمها أخذ يخط بيديه بعبارات تكاد أن توصل لها هي فوق سبع سموات من قوتها وعشقه لها.
محمد: آسف، أعلم أن الأسف لن يفيد بشيء، فكما يقولون ومن الحب ما قتل، فأنا من قتلتك ثم حاولت قتل نفسي لكن فشلت المحاولة، لماذا لا أعرف، بس الشيء الوحيد الذي أعلمه عندما مسكت ذاك السكين اللعين الذي أزهقتُ به روحكِ البريئة لكي لا تكوني لأحد غيري وأنا في تشتت دائم، كيف فعلتُ ذلك بكِ، كيف قلبي وعقلي الذي اتفقا على حبكِ اقتنعا بقتلكِ، كيف ذلك، أنا لا أعلم، أكاد أموت من دونك، كل ذاك بسبب أصدقائي وياليتني لم أسمع لهم، هم من أوصلوني لتلك المرحلة التي لا تطاق، أوصلوني لمرحلة قتلك، أعلم إني كنت مُغيب العقل بسبب ذاك المسحوق الذي كنت أستنسقه لكن هل يشفع هذا لي، أبالله لو أنت سامحتيني، فأنا لن أسامح نفسي قط، أخذوا يدسون لي الخطط بأن أقتلكِ لكي لا تكوني لأحد غيري، وهذه كانت نتيجة ما فعلوه به.
آسف، وياليت الأسف يعيدك لي.
بقلمي: دينا شاهين.
رواية مُتيم بالفؤادِ.

أنت تقرأ
مُتيم بالفؤاد.
Romance«وقد أصبحتُ كالمُتيم بفوادك» لا أرى الحب إلا بوجودكَ، لا أستطيع العيش من دون النظر إلى سحر عيناكَ، لا أدري ماذا حل بي؟ حاليا لقد حُكم علينا بالفراق للأبد، لا أعرف كيف سأستيقظ من نومي دون النظر إليك، لا أعرف كيف ستتأقلم حياتي بدون، لا أعرف ماذا حل...