«فراقك صعب، ولكن عليَّ التغلب لاشتياقي إليك ولو قليلا.»
في صباح يوم جديد:
فيروز: لازم أروح لمصطفى أسلمه المذكرات.
بعد مرور ساعتين.
في بيت مصطفى:
فيروز: لو سمحت هو فيه إيه، مين اللي مات عند مصطفى.
الرجل: احم، مصطفى ذات نفسه.
فيروز بصدمة وهي تتراجع للخلف: ايه، ازاي دا حصل.
الراجل: للأسف، انتحر بسبب والده لأنه رفض يجوزه البنت اللي بيحبها.
فيروز: ليه كدا يا مصطفى، ملك، أه ملك لازم أروح ليها.
بعد فترة كانت جالسة معها في غرفتها.
فيروز: ملك، أنت معايا.
ملك بشرود: ها، بتقولي حاجة.
فيروز: ركزي معايا كدا.
ملك: معاكي أهو يا فيروز.
فيروز: احم مصطفى قبل م يموت، ساب مع مُتيم جوزي الله يرحمه مذكراته وقال أوصلها ليكي لو حصل شيء.
ملك: أنت بتقولي ايه مُتيم جوزك مات.
فيروز على وشك البكاء: للأسف سابني ومات.
ملك: ازاي.
فيروز: حادثة، مع علينا دلوقتي، دي المذكرات.
ملك: تمام.
فيروز: أنا مضطرة أمشي دلوقتي وهاجيلك تاني.
ملك: تمام يا فيروز.
بعد ذهاب فيروز فإذا بملك تمسك تلك المذكرات وترى بالصفحة الأولى بها ثم:
مصطفى: يمكن بالوقت اللي أنت هتمسكي فيه المذكرات دي هكون أنا في عالم تاني، أو ممكن نكون مع بعض في حياتنا الحلوة ومتجوزين، عايزاك تقرئي كل يوم صفحة واحدة بس من المذكرات دي، دي الوحيدة اللي هتفكرك بيا، هتفكرك بالمصطفى وملاكه.
ملك ببكاء حاد: ليه يا مصطفى، تسبني ليه، احنا مش قلنا هنواجه كل دا بعض، بس للأسف أنت استعجلت ونهيت كل حاجة، وياريت هنكون مع بعض في الآخر.
عادت فيروز من شرودها على صوت مُتيمها الصغير ثم.
فيروز: يا حبيب قلب ماما، تعالى.
وما كان سوى صوت ضحكاته هزت الأرجاء.
فيروز: يا حبيبي أبو ضحكة جنان أنت، ايه رأيك نقرأ مذاكرات بابا من الأول تاني ونفتكره مع بعض.
وما كان أن ابتسم لها عند ذكر اسم والده.
فتحت الصفحة الأولى حيث أول رسالة لها ثم:
مُتيم: يا فيروزة المُتيم، حين رأيتك أول مرة دق قلبي لك كمن كان يجري في سباق للجري، دق بسرعة غربية، يكاد يخترق ضلوعي من قوة دقهِ، لقد فعلتِ المستحيلات منذ أول رؤية لكِ، أتتذكري أول لقاء؟
أتتذكري لحظة رؤية بعضنا لبعض في حلم كاد أن يكون مستحيلا؟
حلم فقط، جمعنا في واقع يكاد يكون وهم لا أصدقه.
لنفتكر معًا كيف كان حلمنا الأول، حلمنا معًا كيف كنا في جزيرة العشاق، وكيف قلتُ لكِ انتظري فلعل اللقاء قريب يا هوس المُتيم، حلم جمعنا، فكانت صدفة لقاؤنا في ثاني يوم.
أغلقتْ تلك المذكرات على صوت مُتيمها الصغير يكاد أن يُغلق عيناه بصعوبة وهنا ينام.
فيروز: كفاية كدا اليوم، ويلا ننام يا حبيبي.
____________________________
«كعيون غزالٍ، تخاف أن تظهر لفريستها لكي لا تنقض عليها»
عند ملك:
ملك: النهاردة يعتبر مر 11 شهر على وفاتك يا حبيبي، وحشتني أويي، تعرف مهما قرأت في المذكرات م بمل منها لأنها منك، بتحكيلي فيها ازاي اتقابلنا، ازاي حبينا بعض، وازاي كنا بنواجه مشاكل والدك لحد أنت م قررت تخلص منها وتسبني لوحدي، تعرف المذكرات دي أنا بقرأها باستمرار، م بيعدي يوم غير أما أقرأ فيها، كفى أنك سميتها ملاك المصطفى، يلا هروح أقرأها تاني وهاجي احكي معاك.
مصطفى: يا ملاك المصطفى، وعشقه وهوسه، أكتب لكِ تلك الرسائل لعلها تخفف من شوقنا لبعض ولو لثواني، تتذكري كيف كان اللقاء؟
تتذكري عندما رأيتكِ تمشين على استحياء في كورنيش النيل؟
تتذكري كيف التقطتُ لكِ صورة بعيناكِ تلكِ التي تشبه البحر بجماله،
تذكري معي لعلي أكون معكِ لدقائق معدودة نتذكر أول لقاء.
لقد أسرتيني بعيناكِ التي تشبه لون البحر الأزرق ممزوجة بلون العسل الصافي، وآه من عيناكِ فتنة نُبتلىٰ بها يا ملاك المصطفى، كان أول لقاء جميل، جعلني أشعر بالسعادة التي لم أشعر بها حين ولد قط، سلام على عيناكِ الجميلة يا هوسي وعشقي.
وعليكِ السلام يا ملاك المصطفى لحين نلتقي.
___________________________
«سأعيش في عذاب متواصل لحين اللقاء يا عيوني»
القاضي: كيف لكَ بأن تقتل تلك التي أحببتها في يوم من الأيام؟
كيف لك أن تزهق روحها التي كنت تزعم بأنك عشقتها؟
أيوذي المحب حبيبه يا محمد؟
أبالله لو نزلت السماء على الأرض وكانت كتلة واحدة أرحم من إراقة دم من زعمت أنك عشقتها في يوم.
ومن الحب ما قتل، وذاك المثل ما هو إلا مثل خاطيء أراق الكثير من الدماء لأجل الحب، هل إذا عشقتُ أحد يجب عليَّ إراقة دمه لكي أثبتْ أنني أحبه.
مثلكَ يا محمد كمثل شخص استقام مرة واحدة وجاء شيطان خبيث هُدم ذلك على رأسكِ وأرجعكَ لنقطة الصفر من جديد، يا محمد كيف جاء لك قلب بأن تقتل من أحببتها في يوم، عفوًا من زعمت بأنك تحبها، لا يؤذي المحب حبيبه يا محمد، لعلك قد أفقتَ من غيبوبتكَ تلكَ، وعلمت كيف تمكن الشيطان وتسلل إلى قلبك وأوهم بأن ما فعلته صحيح، وأن حينما تقتل روح بريئة ستكون مع بعضكما في جنة خلد، أوهمتْ نفسك بذلك، ونتمنى أن يكون صحيحا وتسامحك هي أولا، لن ننكر أنك ضحية مثلها تمامًا، ضحية أهل نستٔ الرقابة على ولدها مهما كبر فلابد من رقابة سوية عليه، فقلة هذه الرقابة جعلت منك شخص غير سوى بسبب تربية غير سوية، ضحية أصدقاء سوء أوهموكَ بأن الحب لن يأتي إلا إذا كنت شخص مختلف تمامًا عن ذي قبلك، شخص مختلف بشرب المخدرات، أبالله أين كان عقلكَ يا محمد، ونأسف لأن مهما كنت أنت ضحية مثلها فلابد من تطبيق القانون والقصاص لمن قُتل، ومن لا يَرحم لا يُرحم يا محمد، نتمنى أن تكون كلماتنا قد أفافتكَ ولو قليل من غيبوبتكَ تلكَ، وقد قررت التوبة قبل تنفيذ حكم الاعدام بك.
محمد: وهل لك بأن تعطيني فرصة لكي أتحدث ولو قليلا.
القاضي: معك من الوقت خمس دقائق.
محمد: تمام، حبيت أتكلم عن نيرة، أنتم ممكن تقولوا مجنون، أهبل، أي شيء، بس اللي أقدر أقوله إني حبيت نيرة بجد، ومفيش حد حبها قبلي، ولا هيحبها الحب اللي حبيته ليها، تعرف أن مبسوط بحكم الإعدام أويي إني هروح ليها، م تستغرب كدا م أنا كنت هموت نفسي أنا كمان وراها بس أنتم أنقذتوني معرفش ليه، بس هانت كلها فترة بسيطة وهاروح ليها، أنا أما فكرت أقتلها علشان هي رفضت حبي، والمشكلة إني م قتلها علشان رفضت حبي، أنا قتلتها علشان م تكون لغيري، ولا حد يحبها غيري، ولا حد يشوفها غيري، م أنا هروح ليها بقا، بس أمانة عليكم، بالله ابقوا ادفنوني في قبرها، علشان هي بتخاف من الضلمة، عايز أكون ونسها في كل شيء، تعرف برضوا أنا م شايف حد من أهلي هنا، كلهم تخلوا عني من أول موقف، دول من أهل دول، ولا عمرهم هيكونوا أهلي مهما حصل، بس هانت جايلك يا نيرو يا حبيبتي، آسف على الإطالة يا حضرة القاضي.
«كلها أيام فقط يا معشوقة القلب وسنكون سويًا.»
رواية مُتيم بالفؤادِ.
بقلمي: دينا شاهين.
أنت تقرأ
مُتيم بالفؤاد.
Romance«وقد أصبحتُ كالمُتيم بفوادك» لا أرى الحب إلا بوجودكَ، لا أستطيع العيش من دون النظر إلى سحر عيناكَ، لا أدري ماذا حل بي؟ حاليا لقد حُكم علينا بالفراق للأبد، لا أعرف كيف سأستيقظ من نومي دون النظر إليك، لا أعرف كيف ستتأقلم حياتي بدون، لا أعرف ماذا حل...