«تحملي واصبري يا فيروزة المُتيم، فكل الذي تعاني منه ما هو إلا اختبار لنرى قوة تحملكِ.»
أصبحت حياة تلك الفيروز ما هي إلا بكاء متواصل على فراق الأحباب.
فراق زوجها، مُتيمها، عشقها الأول والأخير، ثانيا فراق صديقتها كارمن، الصديقة المقربة لها، موت صديق زوجها الذي يعتبر أخيها ثم ماذا كفى لا تستطيع فراق أي شخص أخر.
احتضنت مُتيمها الصغير، بقيت تلك الفيروز تخشى عليه من أي ضرر حتى لو كان صغير، تخاف عليه من الموت وأن يفارقها هو الأخر، ولكن إلى متى فالموت مكتوب على جميع البشر.
استيقظت من نومها التي راقت تلجأ إليه كثيرا لعله يجمعها بمتيمها وصديقتها ولو قليلا على صوت صغيرها نسخة من متيمها عشقها.
فيروز: حبيبي اللي صحي من النوم، وصحاني معاه بدري.
لا يوجد رد سوى ضحكات الصغير التي تعلو شيئا فشيء عند ذكر اسم والده.
فيروز: ايه رأيك نقرأ رسالة بابا اليوم أكيد عايز تشوف رسالة النهاردة ايه صح.
لم يكن للصغير سوى أنه يحاول أن ينطق حروب كلمة بابا بصعوبة صغيرة.
فيروز: يلا يا حبيبي نقرأها.
وما إن مر خمس دقائق حتى أصبحت الدموع متجمعة في عيون تلك الفيروز فقد اشتاقت له حد الممات ثم:
مُتيم: معشوقتي الصغيرة، فيروزة المتيم، تعلمي منذ ذاك الحلم، حلم جزيرة العشاق وأنت لم تفارقي خيالي، أصبحتُ أريد أن أراك باستمرار، حتى أصبحت ألجأ النوم لعلي أراك في منامي وحُلمي مرة ثانية، صحيح رأيتكُ على الحقيقة لكنك اختفيتِ من أمامي بلمح البصر، لا أعرف كيف، كأنكِ كنت سراب واختفى وليس له ظهور بعد الآن، فأصبحتُ ألجأ للنوم لعلي أراك، لحين لقاؤنا في الواقع مرة ثانية.
تتذكري كيف رأيتكِ لثالث مرة، تذكري فتلك الأيام لن تعود ثانية.
تتذكري عندما كنت في رحلة للأقصر تعملي كمرشدة سياحية في ذلك المكان الرائع الذي أعشقه أنا، من حسن حظنا أن كنت هناك أهرب من ذاك الواقع فلم أرى سوى الأقصر لأذهب إليها وأشاهد جمالها الجذاب بتلك المناطق الرائعة، قد كتب لنا القدر اللقاء للمرة الثالثة قد علم رب العباد باشتياق القلوب لبعضها فكتب لنا اللقاء، فكانت صدفة لقاؤنا من أجمل الصدف.
أتذكر كيف كنتِ جميلة جدا وأنت تتحدثين مع السياح وهما يشاهدون آثار بلدنا العريقة، أتذكر شكلك حينما كنت تعملي بجد معهم وتشرحي لهم كيف تم عمل كل ذلك، وكيف بني أجدادنا القدماء تلك الحضارة الجميلة، أتذكر شغفك بعملك المميز تلك، وعيناكِ التي توضح مدى حبك له، تمنيت ولو للحظة أن أكون أنا مكان ذاك العمل التي تعشقيه لكي أرى عشقك لي ولو للحظات، عيونك تلك التي تبوح بأصغر الأشياء، فأنا أعشقها.
«وآه لو تعلمين كيف كنت أشتاق لكِ، وأنت لم تبالي بي.»
أغلقت المذكرات تلك لكي لا يرى متيمها الصغير دموعها.
____________________________
«اشتقتُ لك بعدد حبات المطر، فمتى اللقاء يا مصطفى.»
قد حان دور قراءة الرسالة الثانية ثم:
مصطفى: عندما علمتُ بذهابك إلى رفح لتكملة رحلتك، ذهبتُ ورائكِ فأنا لم أعد أعلم ماذا حل بي منذ رؤية عيناكِ، فأنت طفولة بريئة في جسد أنثى قد حرمت من الحياة، كشمس تحرق من يلمسها، وآه من عشقي لكِ يا ملاك المصطفى.
رأيتك من هؤلاء الأولاد الصغار تلعبين بتلك المياة الصافية، مياة رفح الجميلة، وتلك الرمال الصفراء فكونتِ أجمل صورة رأيتها فلم يكن لي سوى أن التقطتها بكاميرتي الخاصة لعلي احتفظ ولو بأجزاء صغيرة منك لحين موعد اللقاء الثاني.
أتذكر كيف كنتُ أريد أن أبوح بأكبر أسراري لكِ، لكن كان الخوف متمكن مني، ستعلمي بأني كنت أراقبكِ خلسة وأنا لا أريد ذلك الآن، أريد فقط أن أراكِ ولو من بعيد لحين اتخاذ قراري بأن تكوني لي، تكوني عشقي وهوسي
أخاف أن أعترف لكِ بعشقي لك منذ رؤيتك من الوهلة الأولى لكن خوفي الأكبر رفضكِ لعشقي، ففضلتُ تأجيل ذلك ومراقبتكِ من بعيد، وآه من رؤيتكِ، ورؤية برائتكِ تلك التي تشعل النار في صدري من شوق اشتياقي لكِ، وآه منكِ من جمالك يا هوس المصطفى.
____________________________
«قد حكم عليَّ باعدامي، لكن هذا فرحي، فاعدامي يعني رؤيتكِ.»
محمد: قد حكم عليا بالاعدام يا معشوقة المحمد، لقد فرحت كثير لأني لا أستطيع العيش بدونك، فأنا أريد أن أراكِ بأسرع وقت، فلم يعد لي مكان بتلك الدنيا الكئيبة، فلا حياة لمحمد بدون نيرة وكفى.
بقلمي: دينا شاهين.
رواية مُتيم بالفؤادِ

أنت تقرأ
مُتيم بالفؤاد.
Romance«وقد أصبحتُ كالمُتيم بفوادك» لا أرى الحب إلا بوجودكَ، لا أستطيع العيش من دون النظر إلى سحر عيناكَ، لا أدري ماذا حل بي؟ حاليا لقد حُكم علينا بالفراق للأبد، لا أعرف كيف سأستيقظ من نومي دون النظر إليك، لا أعرف كيف ستتأقلم حياتي بدون، لا أعرف ماذا حل...