الفصل الرابع ❦

2.7K 89 0
                                    

ينظر للهاتف بشرود وهو يعيد قراءة تلك المحادثة للمرة الثالثة بعد المئة
لا يصدق المكتوب ومازال يظن إنها لعبة من أحدهم
عيناه تتحرك على الكلام المكتوب وذلك العرض الذي عرضته عليه تلك الفتاة المجهولة وهو أن يقوم بتمثيل دور الشاب العاشق الذي يتقدم لمحبوبته ويقوم بخطبتها لفترة مؤقتة مقابل مبلغ مادي وجميع التكاليف عليها وكل هذا كي لا تتزوج زوج شقيقتها

إنه لا يصدق ذلك بالطبع ، فـ على مايبدو من خلال ماعرضته هي فتاة مدللة وقد تكون فقدت شرفها مع أحدهم وهي حامل وتخشى إفتضاح أمرها وتريد توريطه وعندها لا يستطيع التملص من هذا الزواج

بالطبع لن يوافق على شيء كهذا وقد أخبرها برفضه بشكل قاطع وهو ينتظر ردها على رسالته الأخيرة التي أرسلها وأخبرها بأنه غير موافق

:" حسناً في الحقيقة كنت أبني آمالاً كبيرة على موافقتك لكن على مايبدو إنني تأملت عبثاً ، شكراً لك على إعطائي القليل من وقتك وآسفة على الإزعاج ، أتمنى أن تنسى كل هذا الحديث وكأنه لم يحدث ،
دُمت بخير "
وصلته تلك الرسالة ليقرأها سريعاً وهو يعقد حاجبيه بضيق فقد أصبح فضولياً حقاً تجاه الأمر

فهي لم تترجاه أو تحاول إقناعه فقط أخبرته بإنها تبحث عن أحد يقوم بدور الخطيب إلى أن يتزوج زوج شقيقتها وهو على مايبدو لن يتأخر حتى يجد زوجة فوالدته - لزوج أختها - تبحث له عن عروس وهي الأخت الوحيدة لتلك الإمرأة المتوفاة وستكون العروس والأم المناسبة لأبناء شقيقتها والأولى على القائمة

وقد كذبت على عائلتها بإمتلاك حبيب فأعطوها مهلة شهر ليتأتي حبيبها المزعوم ويتقدم لطلب يدها وخطبتها

هل صدق أحدكم هذا السيناريو المبتذل؟
بالأصل من يسمع أن إبنته لديها حبيب ويسكت عن الأمر ؟! بل ويعطيها مهلة لتحضره لخطبتها !!

أغلق الهاتف دون أن يكتب كلمة أخرى أو يرد عليها ثم وضعه أسفل وسادته وأغمض عينيه ليغفو فـ غداً لديه عمل مبكراً

.......................

زفرتا بضيق وهم ينظرا إلى الشاشة التي تظهر بإنه كان نشطاً منذ دقائق أيّ بعد قراءة رسالة ندى الأخيرة أغلق هاتفه ولم يرد بأيّ شيء

تحدثت جَمُر بضيق وهي تصيح ببكاء ونبرة يائسة :" ماذا أفعل الآن ندى ؟ هل أبحث عن شخص آخر أم ماذا ؟ أشعر بغصة بحلقي تكاد تخنقني ، لا أستطيع أن أتزوج بفؤاد ، الموت عندي أرحم ، على الأقل عندها أعرف نفسي ميتة لكن فكرة الزواج بجثة متحركة إنه إنتحار بالبطيء"

تنفست الأخرى بغضب وهي ترد من خلف الهاتف بإستهجان :" ماهذا الضعف والهوان ، لماذا لا ترفضين وليحدث مايحدث ، لا أحد يستطيع إجبارك على شيء ، تمردي عليهم ، واصرخي بأعلى صوت بأنك رافضة ، هل تعلمين من الجيد إن هذا الشاب رفض المساعدة كي تتعلمي أن تقولي لا وتعترضي على هذا الزواج ، كي يصبح لكِ كيان وشخصية ، فإذا بقيتي هكذا تتبعين القطيع وتطيعين كل أوامرهم ستخسرين روحك وشغفك وحياتك وكل شيء ، ألا يكفي إنهم رفضوا إكمالك دراستك بحجة البقاء بالمنزل والإعتناء به بغيابهم "

عريس للإيجار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن