الفصل الثالث عشر ❦

2.1K 95 20
                                    

مر إسبوعين على عقدهم القران ولم يأتِ لزيارتها منذ تلك الليلة التي إنكشفت مشاعرهم أمام بعضهم البعض لكنهم إختارا تجاهل مايشعرون به فالإتفاق يبقى إتفاق ولا يمكن لأحد أن يكسر ذلك

تجلس بالشرفة بإسدال الصلاة تراقب الأموج وهي تتلاطم ببعضها كما يحدث في قلبها الآن ، هل سيلومها أحد إن قالت إنها إشتاقت له؟ هل سيخبروها أن هذا من صنع يدها؟ نعم إنها تعلم ذلك ولكن هي أيضاً ضحية لتلك اللعبة

فرت دمعة تليها أخرى ثم سرعان ما انخرطت في البكاء وشهقاتها تعلو وهي تشعر بقبضة تعصر قلبها

ضمت قدميها إلى صدرها وهي تخفي وجهها بين قدميها وتكمل نوبة بكائها ، لم تعد تحتمل ، هل هو بارد المشاعر لهذه الدرجة؟ ألم يشعر تجاهها بشيء حتى وإن كان إعجاب؟

بالطبع لا فهي سمينة وبشعة على حد قولها وبالتأكيد حبيبته أجمل منها بكثير ، وما إن خطر كلامه على بالها مجدداً وهو يخبرها عن حبيبته حتى ازداد بكائها وكأنها تفرغ كل طاقتها بذلك

تبكي حباً لم ولن يكتمل ، تبكي رجلاً أحبته قلباً وقالباً ولكنه لم يشعر بها بل إن لديه حبيبة وسيتركها هي عما قريب ليذهب ويتزوج حبيبته

رنين جرس المنزل أيقظها من أفكارها لتمسح وجهها وتذهب تفتح الباب

فتحت الباب لتتفاجئ بمن كان زائراً أفكارها يقف أمامها بإبتسامة سرعان ما اختفت وهو يتسائل بقلق :" هل أنتِ بخير ؟ ما الأمر لماذا تبكين؟"

رسمت إبتسامة مصطنعة على شفتيها وهي تقول :" إنه من البصل ، تفضل بالدخول "

أومأ لها ودلف للداخل بينما هي تبعته بعدما أغلقت الباب متسائلة :" لا أقصد الإساءة لكن ماسبب زيارتك وأنت تعلم أن والدي ليس هنا؟ "

إن قال إنه إفتقدها هل ستغضب؟ لأن قلبه يكاد يذوب من إشتياقه لها
طوال هذين الإسبوعين الفائتين لم يكن يفكر سوى بها ، حاول كثيراً أن يقنع نفسه بأنه لا يكترث بها وإنه يستطيع الإبتعاد عنها لكنه سرعان مايهزم ما إن تعود إلى رأسه صورة جرتي العسل المتمثلة بعينيها

وقد جرب أن يحادث نجمة عله يشتت عقله عن التفكير بها لكنه سرعان مايسهو وتعود لمخيلته صورة وجهها المبتسم بعفوية فينتبه لذلك الأمر سريعاً ويوبخ نفسه

ابتلع ريقه بقلق لا يعلم بماذا سيجيب وهل ستقتنع بحجته أم لا لكنها بكل الأحوال تنتظر جوابا ليقول كاذباً :" في الحقيقة كنت في مشروع عمل قريب من هنا وقد احتجت إلى دخول الحمام ( المرحاض ) اعتذر إن أزعجتك"

نفت سريعاً وهي تشير إلى الحمام قائلة :" لا بأس لا يوجد إزعاج ، بإمكانك الذهاب إلى هناك "

إتجه إلى الحمام بينما عقدت حاجبيها وهي تناظر ظهره ، لقد كان أنيقاً ونظيفاً بشكل مثير للتساؤل ، ألم يقل بأنه كان في مشروع عمل؟
لكن لايوجد أي آثار على ملابسه أو يديه

عريس للإيجار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن