توفيت شقيقتها وهي تلد طفلها الثاني تاركة خلفها طفلين لتتولى هي تربيتهم خلال تسعة أشهر مما جعل والديها يفكران بتزويجها لزوج شقيقتها ذو الشخصية الباردة والتي مستعدة أن تقتل نفسها ولا تتزوج بشخصٍ مثله
لتكذب على والديها مخبرة إياهم بأنها تحب شخصاً آخر و...
بإحدى المقاهي الحديثة يجلس أمام الطاولة ينتظر قدومها بعدما حادثها منذ يومين واتفقا أن يلتقيا بهذا المقهى
كان يبدو أنيقاً جداً بملابسه وكأنه ذاهبٌ بموعد غرامي ، فقد كان يرتدي قميص أسود مع بنطال جينز رمادي وشعره مصفف بطريقة عصرية ، نظر إلى ساعة معصمه ليراها الثالثة بعد الظهر ، هذا هو الموعد الذي أخبرته إنها ستأتي به وهو هنا منذ ربع ساعة
فقد خرج من منزله مبكراً بعدما طلب إجازة من رئيسه بالعمل ، نظراً لبعد المسافة بينهم فقد إستغرق أكثر من ساعة ونصف ليصل إلى هذا المقهى
هل يعقل إن أصدقائه هم من إفتعلوا هذا المقلب معه ليجعلوا منه أضحوكة؟ مرر لسانه على شفتيه يحاول تهدئة نفسه وهو يتوعد لهم بداخله ويقسم إن كانوا أصدقائه من كذبوا عليه ليجعلهم يندمون على فعلتهم
مسح على وجهه وهو يزفر بضيق فقد مرت عشر دقائق ولم يأتِ أحد ، أراد أن ينهض من كرسيه لكن أوفقه صوت منخفض لفتاة يأتِ من خلفه وهي تتسائل بخفوت محاولة أن تتجنب النظر له :" أنت السيد ساري أليس كذلك؟! "
................................
على الجانب الآخر قبل نصف ساعة خرجت من المنزل متأنقة بزيها الشرعي قميص باللون الأصفر واسع جداً يصل لركبتيها وأسفله تنورة كحلية اللون مع حجاب بنفس لون التنورة
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
أومأت لسيارة أجرة ثم صعدت بها وأملته العنوان ترجلت منها بعد حوالي عشرون دقيقة ووقفت أمام المقهى بتوتر ومشاعر مضطربة
وضعت يدها على قلبها الذي أخذ يخفق بقوة لما هي قادمة على فعله هدئت من نفسها وهي تهمس بخفوت :" إهدئي جَمُر ، إهدئي ، لن يحدث شيء سيئ ، فقط قابليه وكأنها مقابلة عمل وليس موعد من أجل الإتفاق على خطوبة"
ما إن نطقت بآخر جملة حتى إزداد توترها وإرتجافها وعينيها قد رأته جالساً أمام الطاولة ينظر لساعته بين كل دقيقة وأخرى
في الحقيقة لم تكن تظن إنه سينفذ كلامه ويأتِ ، لقد أتت إلى هنا وهي في شك من مجيئه ، لكنه على مايبدو لا يخلف وعداً قطعه مازالت لا تصدق إنه الآن يجلس أمامها وكل مايفصلهم ذلك الزجاج وبضع طاولات
