الفصل الأول ❦

5.9K 114 10
                                    


خرجت من الحمام تجفف شعرها بمنشفة بيضاء بينما الأخرى إلتفت على جسدها لتكشف عن جسدٍ ممتلئ بأنوثة في أماكن محددة

لم تكن كمعظم الفتيات بجسد نحيف بل كان جسدها رغم إمتلائه ملفوف بمثالية بخصرٍ نحيف ومسطح وتضاريسها النافرة بشكلٍ مذهل

كانت قد أنهت أعمالها المنزلية وروتينها اليومي من التنظيفات والترتيبات واستحمت لتزيل عن نفسها ماعلق بها من أتربة وأوساخ

تجاوزت الممر الطويل لتدلف إلى غرفتها تتفاجئ بوالدتها جالسة هناك وتلاعب طفلاً تجاوز التسعة أشهر من عمره

عقدت حاجبيها بينما عينيها العسلية تنظر لها تتسائل عن وجودها في غرفتها في هذا الوقت ، فهي من المفترض أن تكون بالعمل مع والدها

فوالدها لديه متجراً كبيراً لبيع الملابس النسائية المتنوعة ، وهي تعمل معه هناك نظراً لخبرتها ومعرفتها بأمور النساء والفتيات

وكأن والدتها قد قرأت التسائل على وجهها لتقول بهدوء : " جَمُر ، إقتربي أريد أن أتحدث معكِ "

هزت رأسها تجيب بصوت خافت :" حسناً ، سأرتدي ملابسي أولاً "

أومأت والدتها وحملت الرضيع وخرجت من غرفتها لتتجه إلى خزانتها تبحث عن شيء ترتديه

بعد عدة دقائق خرجت من الغرفة ترتدي بنطال اسود قماشي مع بلوزة خضراء خفيفة وواسعة تصل لركبتيها

لطالما كانت والدتها معقدة من جسدها الممتلئ رغم أن هناك الكثير من الفتيات يتمَنَينَ الحصول على قوامها الرائع

ودائماً ماكانت تنتقدها على أي سبب وذلك دفعها لترتدي تلك الملابس الواسعة عل والدتها تخفف من إنتقادها الدائم

اتجهت إلى صالة الجلوس الكبيرة والتي كانت مفروشة ب عدة أرائك ومقاعد بثلاث ألوان أساسية الأحمر والذهبي والبيج

مع طاولة زجاجية بالمنتصف وعلى الحائط شاشة تلفاز ووضع بعض التحف والديكورات بأمكان متفرقة جعلت الصالة تبدو أكثر فخامة رغم بساطتها

جلست مقابل والدتها تشير لها أن تتحدث لتقول الأخرى :" أنتِ تعلمين أن شقيقتك متوفية منذ تسعة أشهر ، منذ أن أنجبت طفلها محمد "

أومأت وقالت بتنيهدة حزينة وهي تنظر لإبن شقيقتها :" بالطبع أعلم ، بالأصل هل أستطيع النسيان "

نظرت لها والدتها بنظرة ذات معنى قائلة :" والدة فؤاد زوج شقيقتك رحمها الله منذ يومين كانت عندنا بالمتجر وأخبرتني إنها تبحث عن عروس لفؤاد ابنها ، قالت لي إنها لم تعد تستطيع رؤية ابنها وأطفاله متشتتون بيننا وبينه ، على الأقل يعيشون ببيت واحد بين أب وزوجة اب "

رفعت جَمُر كتفيها للأعلى وهي تقول :" معها كامل الحق لتفكر بهذه الطريقة ، فهي بالأخير تريد مصلحة إبنها وأحفادها ونحن لا نستطيع لومها
وهذا أقل شيء ممكن أن تفعله كي تحافظ على عائلتها وتحميها مثل أي إمرأة تحب عائلتها وتهمها مصلحتهم جميعاً

عريس للإيجار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن