الفصل الثاني ❦

3.3K 91 8
                                    


لطالما وافقت على تلك المقولة " إن كان الكذب ينجي فالصدق أنجى"
فهي تراها واقعية تماماً فمهما كانت الكذبة محبوكة بطريقة مثالية لابد أن تنقلب عليك يوماً ما

لكن بحالتها هذه لم تكن تستطيع أن تكون صادقة ، الكذب هو الشيء الوحيد الذي سينجيها من هذا الزواج الكارثي بكل المقاييس

فإما يقتلها أبيها لغسل عاره الذي لطخته بفعلتها كما يفعل الكثير من الشرقيون الجهلاء أو يطلق سبيلها ويبعد فكرة زواجها من فؤاد

ورغم خوفها من أن تكون ضحية كذبة إخترعتها للتو دون تفكير بالعواقب إلا أنها لن تتراجع أبداً

:" أعيدي ما قلتيه" نطق بها والدها بطريقة باردة عكس نظراته التي إن كانت تقتل لسقطت جثة هامدة أمامه ولكنه حاول تمالك أعصابه فهو لا يريد أذيتها وهي الوحيدة التي تبقت لهم في هذه الحياة بعد موت شقيقتها

وكأنه يخبرها أن تتراجع بما قالته ويعطيها فرصة لتصحيح ماقالته لكن لا مجال للتراجع
الجزء الصعب قد تخطته وبقي الجزء الثاني أخذت نفساً عميقاً هذه فرصتها ستون ثانية من الشجاعة يمكن أن تغير حياتها مئة وثمانون درجة

"أما الآن أو لا " نطق بها عقلها يشجعها وهي تحاول إنتقاء كلماتها بعناية كي لا تصبح الفريسة لوالدها
فهو رغم كونه بارد ولا يتدخل بخصوصيتها وأعطاها كامل الحرية دون مراقبة أو تقييد لكنه يبقى رجلاً شرقياً بإمتياز وبالطبع لن يكون سعيداً بسماع كلام كهذا من إبنته

:" أنا قبل أن أخاف من أي أحد أخاف من ربي ، عندما قلت إنني أحب أحدهم لم أكن أقصد إنني قد أغضبت الله بما فعلت ، الحب ليس عيباً ولا حراماً يا أبي وليس لنا على قلوبنا من سلطان "
بدأت حديثها بهدوء وقد علمت أن العناد والغضب لن يفيداها بشيء وهي تذكره من هي إبنته وإنها قبل أن تخاف منه هناك رب تخافه ، فهي بإمكانها أن تخطئ من خلف والدها وتفعل ماتحلو لكن أين الفرار من الله وعقابه

رغم خوفها ونبض قلبها الذي تضاعف من أن تكشف كذبتها لم تتراجع وهي تشكر الله لوجود محمد في حضنها ، فلولاه لكان فضحها إرتجاف جسدها
أكملت حديثها وهي تنظر لوالدها بلحظة شجاعة مليئة بالخوف وكأنها كل شيء ونقيضه :" أنا أحببت أحداً دون أن أدري يا أبي ولم أستطيع أن أمنع قلبي من أن يحبه ، ورغم ذلك حفظت العهد والوعد ولم أكلمه أو أسمح للشيطان أن يلعب بعقلي ،

وذات يوم أتى وأخبرني إنه يحبني وسيأتي لخطبتي ما إن يؤمن نفسه جيداً ، وقبل أن تسألني لما أتى وأخبرني دعني أخبرك إنه فعل ذلك خوفاً من أن أوافق على أحد الخطاب ، لم يحدثني أو يكلمني فقط أخبرني أن أنتظر وسألني إن كنت موافقة عليه أم لا كي لا يؤلم قلبه بإنتظاري ،

وقد أخبرته إنني موافقة لكن بشرط أن لا يحادثني ولا يقترب مني قبل أن يأتِ إليك ويطلبني بشكلٍ رسمي وأمام الجميع ، وقد وافق بالطبع وها أنا أنتظره ليفي بوعده ، فكيف تطلب مني أن أخلف الوعد الذي قطعته يا أبي؟ "

عريس للإيجار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن