الفصل الثاني عشر ❦

2.1K 85 6
                                    


:" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير" نطق بها ذلك الشيخ الطاعن بالسن وقد كان جالساً بين ساري وأمجد والد جَمُر المتصافحين

وما إن إنتهى من تلك الكلمات حتى إنطلقت الزغاريد من الغرفة المجاورة التي تجلس بها النساء ويحتفلون بجَمُر الجالسة بصمت مع إبتسامة مصطنعة كي لايُكتشف أمرها

وقد كانت ترتدي ما أحضرته لها زوجة عمها كهدية خطوبتها رغم رفضها لإرتدائه لكن الجميع أصر على أن ترتديه ولم تجد سبب تبرر به رفضها ، فماذا ستقول أن خطوبتهم مجرد لعبة وتمثيل؟

وكان ماترتديه هو فستان أحمر طويل وضيق رسم جسدها بإحترافية شديدة ليبرز منحنياتها الممتلئة بإنوثة ، وقد كان ذو فتحة واسعة جداً من الأعلى كشفت بسخاء عن عنقها الطويل المرمري _ التي زينته بإحدى العقود الألماسية والتي كان هو أيضاً هدية من عمها الآخر _ وعظمتي الترقوة والقليل من صدرها وأكتافها ناصعة البياض

وقد كانت بشرتها البيضاء مناقضة للون الأحمر الذي ترتديه فبرزت أنوثتها وليونتها بوضوح وأصبحت وكأنها تشع لمعاناً وإثارة

وتركت شعرها الطويل الأسود المتموج مسترسلاً على ظهرها وأكتافها مع بعض الزينة على وجهها وقد تكفلت بذلك إبنة عمتها التي أبرزت لها معالم وجهها لتصبح فتنة بنظر الجميع

ابتلعت ريقها بتوتر وهي ترى جميع النساء الموجودات يضعن الحجاب من أجل دخول ساري إلى الغرفة ، إرتجف بدنها وتكاد تشعر بالدموع تحرق عينيها عند تخيل الأمر وأرادت أن تذهب لترتدي هي أيضاً غير هذا الفستان الذي كشف عن مفاتنها بسخاء ليمنعوها وهم يضحكون على خجلها وتوترها

بعد نصف ساعة مرت وكأنها دقائق قليلة وهي تتمنى أن يحدث شيء ولا يراها بهذا الشكل لكن كل أمنياتها تحطمت وهي تراه يدلف إلى غرفة الضيوف بشكله الأنيق بتلك البدلة الرمادية المفصلة خصيصاً له حاملاً بيده باقة من الورود الحمراء ، وقد ترك أولى أزرار قميصه الأسود مفتحوة ليظهر عنقه المُسمَر قليلاً من الشمس مع عقدة الحنجرة التي ارتفعت وانخفضت وهو يبتلع ريقه ما إن رآها بتلك الهيئة

كان طوله وتلك الهيبة التي تلفه تجعله محط أنظار الجميع ، ومع كل خطوة يتقدمها بإتجاهها تشعر وكأنه يسلب أنفاسها لتشيح بنظرها أرضاً هرباً من عينيه الزرقاء التي تلمع بشدة تأثراً بمظهرها

عضت على شفتيها بخجل وهي تأخذ نفساً عميق محدثة نفسها :" إهدئي جَمُر إن كل هذا مجرد تمثيل ، إعتبريه أخيكِ أو أبيكي لا بأس إهدئي"

أما هو كان بعالمٍ آخر ، في الحقيقة لم يتوقع ولو بأحلامه أن يراها بتلك الهيئة ، إنها خطرٌ على قلبه ومشاعره وكل شيء به
هل قال من قبل إن نجمة جميلة؟؟ إذاً هو بالتأكيد مخطئ لأن جمر تسبقها بمراحل في الجمال والأنوثة

عريس للإيجار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن