ذَنـبٌ مُـقـدّس "٧"

5.3K 437 105
                                    

HOLY GUILT : ذَنـبٌ مُـقـدّس

الـفـصـلُ الـسّـابـع:
{ أسـهُـمٌ خـضـرَاء }

_

لمعَت عيناهـا لمعانا قويّـا وصل بريقـهُ ليخترق أنظار جُـون، بريقـا سحرهُ كليّا وجعله خاضعـا لسيطرةِ تلك الخفقات المميتـةِ لقلبه.

قرّب رأسـهُ منها ورفع كفّـه ليضعه فوق رأسها، ثمّ باشر في المسح فوق شعرهـا بـحنانٍ ونظراتهُ لا تقل حنوّا.

هو يشعـرُ بـمشاعر جديدةٍ، يعتبرها غريبـة وخاطئـة..
لكنه أبدا لا ينكرُ أنها مشاعـرٌ حُلوة.

تجعلهُ يتمنّى أن يطيل النظر إلى خضراوتيها وتأمل كل إنشٍ بها دون توقـفٍ.. حتى يخرس قلبهُ.

بـنبرةٍ دافئـة همس لها يغدقُ كامل خلاياهَـا:

"إسمحِي لي بـأن أكون ملأجكِ.. أيّتهـا الصغيـرَة."

صوتهُ أعادها إلى الواقـع، مثبتا لهَا أن كل هذه المشاعـر التي تعيشُها الآن حقيقيّـة لا ريب فيها.

رمشَت تستشعرُ نظراتـه التي تخترقُ عيناها متّجهة نحو فؤادها مباشـرة، كان يدهُ لاتزالُ ممسكة بـكفّها مما جعل ذلك الدفئَ مستمرّا.

إبتسامَة هادئة زيّنت ثغره وهو يزيح يدهُ من على رأسها وكأن ذلك القُرب قد أهلكه كليّا.

فرّقـت شفتيها تستنشق بعض الهواءِ المسلـوب منها، ثمّ أجابت أخيـرا بـصوتٍ مرتعش:

"أنا أساسا أعتبركَ مـلاذِي وملجأي، سيّـد جُـون، أنتَ الوحيـد الذي بـإمكانِي اللجوءُ إليه والإحتماء بهِ."

زارَت الطمأنينـة قلبهُ وقد نزلت كلماتها كالبلسـمِ الشافي، وقد إكتفى بـالغرقِ داخل عيناها دون إضافة كلمةٍ أخـرى.. فللعيونُ لغـة أقوى.

تورّدت وجنتيها إثر ما يحـدثُ من بعثـرة بينهما للمرة الأولـى، هذهِ أول مرةٍ تعتـرف لهُ بـشيء تكنّه تجاهه.
يبدو أن علاقتهمـا في طورِ الإزدهار.

كان هو يعلمُ بـخجلِها المفـرط فسارعَ ينهِي ما بدأه:

"أنا سعيـدٌ لسماعِي هذا، كوني بـخيرٍ ولا تنسي اللجوءَ إليّ كلما ضاق بكِ العالـم، لكِ عندي عالـم آخر لا حدود لهُ، وإهتمّي بـنفسكِ جيدا.. إتفقنا؟."

هزّت رأسهـا مليّـا وهي تخفض حدقتيها أخيـرا، وقد شعرَت بهِ يبتسم بـرضى تزامنا مع إبتعادهِ عنها.

غادر الغرفةَ بـعقلٍ مشغول لا يفكر بـسواها، وبـقلب مبعثرٍ غير قادر على تفسير التغيّرات التي تطرأ عليه.

HOLY GUILTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن