ذَنـبٌ مُـقـدّس "٨"

5.4K 435 114
                                    

HOLY GUILT : ذَنـبٌ مُـقـدّس

الـفـصـلُ الـثّـامـن:
{ قُـبـلـةٌ حـارقَـة }

_

توجّـه فورا نحو مقعدهِ وفتح الباب يدخل إلى السيـارة، وقبل أن يجلسَ إتّسعت عينـاه وهو يرمق مقعدها الخالي بـجحوظٍ تامّ.

وضع العلبتينِ بـسرعةٍ وأخرج رأسـه يبحثُ عنها في الأرجـاء بـعينيه ثمّ يعاودُ النظر إلى السيـارة لربما هو لم ينظر جيّـدا..

خفقَ قلبه وتسارعت أنفاسهُ بـجنونٍ، وقد إجتمعت كل الأفكار السـوداء لتفتكَ بـخلايا عقلهِ.

ركّز أنظـاره على الطريـق وتحديدا أمام متجرٍ بعيد، وإكفهّـرت ملامح وجههِ لا يصدّق ما يراه..

آوْرا ذات الفستـانِ الأزرق تقفُ بـجانبِ رجـلٍ مـا.. وذلك الرجـلُ يضع يدهُ فوق كتفهـا!.

أقلّ وصـف يستطيعُ إلقاءه على حالتـهِ الآن هو الفوران، من هُو؟ ولماذا ذهبت إليهِ؟ بل كيف يمسكُها بـتلك الطريقةِ وهي تبتسم لهُ؟.

غيرة جُـون قد إستيقظت من جديـدٍ، جاعلة منهُ لا يستوعبهـا كالعـادة ويرفضُ تصديقها.

أغلق الباب وقد قرر ضبط حنقهِ وأعصابـه متجها نحوها، كان يسيـرُ بـخطواتٍ بطيـئة تدقّ الأرض دقا.

وقد لمحَ إبتعاد ذلك الرجل عنها وإنصرافـهُ بـهدوءٍ، أوشك هو على الإقتراب منها بينما أنظارهُ تتبع ذلك المغادِر.

وحينما إستدارَت هي تفاجأَت بـتواجدهِ خلفها مباشرة، لاحظَت مراقبتهُ للرجل وإستطاعت سمـاع أنفاسهِ الثائـرة، يبدُو وكأنه غاضـب.

تنحنحت تلفتُ إنتباههُ لينظر إليها وهي تقولُ:

"لم أتوقّـع أن تلاحظنِي بـهذه.."

"من كان ذلك الرجلُ الذي وضع يدهُ عليـك؟."

رمشت بعدَ مقاطعته لها بـسؤالهِ الجادّ ذاك، فأجابت بـريبة:

"ذلك أستـاذُ الفيزيـاء خاصّتي، لقد كان يدرسني السنة الماضيَة لكنه تقاعدَ لكبر سنّـه الآن، لمحته يمرّ فأسرعت مغادرةً السيـارة ولحقتُ بهِ، هو بـمثابة عمي وأنا أقدّره كثيـرا.. لذا كنتُ متحمسة لألقاهُ."

تنفّس أخيـرا بـعمق وهو يمسح فوق وجهه مرارا، معاودا فتح عينيهِ اللتين أغلقهما تحت أنظارِها القلقة.

رمقها بـتأنيبٍ وهو يشعرها بـما إفتعلتهُ بهِ قائلا:

"لقد كدتُ أموت من الخـوف عندما وجدتُ مقعدك خاليـا! الكثيرُ من الأفكار السـوداءِ هاجمت عقلي فأوشكتُ على فقدانـه، في المرة القادمَة أخبريني على الأقل حتى لا أفزعَ هكـذا!."

HOLY GUILTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن