جحر الشيطان ح16

106 9 0
                                    

الفصل السادس عشر
جحر الشيطان

كل شيءٌ بدا غريبًا، مخيفًا، رغم ذلك مدهشًا  ..  نعم قد لا تدرك كم قضت من الوقت وهي حببسة في حجرةٍ تشبهُ الخيال، إذ الوانها الباهية وفراشها الكبير الغريب الجميل أيضًا، الآرائك والمقاعد كل ما حولها ذا جمال باهر، كم مر؟ 
أأيام أم ساعات، وما حل بالشاب الذي كان معها لا تدرك، كل ما تتذكره وهي تسير في هيبة وسط حشدٌ من الرجال يفسحون لها الطريق في وقار بينما تسيرُ مبهورة مشدوهةٌ في السماء الصافية وشمسها الذهبية التي بدت اكثر روعة على صفحة النهر الجاري  وشلاله الخاطف للألباب، وتنتشر الأشجار والزرع والورود والزهور بألوان شتى خلبت قلبها من اول نظرة حتى أنها لم تحيد بناظريها عنهما، حتى لجت إلى قصرٌ عتيق مهيب شامخ يجذب النظر إليه، ألوانه الذهبية ذات الاطلاله الرائعة أثارت دهشتها، وعلى أسكفته ارفقها رجلٌ واحدٌ فقط وبقى الباقون بالخارج ولجت إلى قاعة يحفها الرجال الذين بدوا لها أنهم حراس وجنود كانوا يحييوا الرجل في وداعة أشار لها بكفه لتقف وتجاوزها واقفًا قبالتها مباسرةً،  وغمغم في لهجة حادة لم تخلو من الاحترام  :
- سيأتي الأمير براء، لا تراوغي معه فهو برغم احترامه الشديد للنساء لا يرحم احد إذ تعلق الأمر بالأميرة كوني مطيعة واخبريه بما تعرفيه ودون أسهاب واحذري الكذب يا فتاة.

تدلى فكها في بُهت وسكتت هنيهة محدقةً فيه في صدمة قبل أن تسأله  :
- أقسم لك بأني لا افقه حرفًا مما تتفوه به.. ماذا تقول  ؟ وماذا تريد؟

تقدم إليها في خطوة حادة وهو يزُم قائلًا وكفه يضغط على سيفه في غضبٍ جم  :
- حسبك، ها آنذا بدأتِ تراوغين لا تفلتِ أعصابي وتضطريني لقتلك....

لم يتمم عبارته أن هتف هاتفًا من خلفه  :
- يا صُهيب حسبك يا رجل، هل هكذا نعامل ضيوفنا  ؟

إذدرد صُهيب لعابه وهو يلتفت منحنيًا في وقار ويده موضع قلبه، وقال  :
- عذرًا مولاي لكنك تعرف لا احب المراوغة هي بدأت تفقدني اعصابي.

لم تشعر حين أشار للجميع للأنصارف بإشارةً من يده إذ كانت منشغلة في التفحص في تعجب لكل ما تقع عيناها عليه، أقبل الأمير نحوها ويمناه خلف ظهره يسير في تؤدة و وداعة حتى وقف امامها فرفعت عيناها إليه فتقابلت النظارات وبقت لثوانٍ، حتى قطع السكون صوته المهذب مرحبًا ببسمة لطيفة  :
- مرحبًا بكِ يا جميلة في قصر الأمير براء.

اتسعت عينيها وهي تصيح في دهشة وتصفق في حماسة  :
- البراء ابن مالك الأنصاري  ؟

قطب حاجبيه متسائلًا في تعجب  :
- من هذا؟

ثُم اردف في نبره حادة وهو يدور حولها  :
- يبدوا أنك ستراوغين حقًا،  إذن فـ انتِ لا تعلمي من أكون وما افعله في امثالك.

وقف حين وصل قبالتها وصاح بصوت اكثر حدة ومرتفعه  :
- أين الأميرة ميليا يا فتاة، أين أختي  ؟

جحر الشيطان (ما زال للعشق بقية) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن