جحر الشيطان ج3 ح33

144 12 2
                                    

#جحر الشيطان ج3
#الفصل الثالث والثلاثون

الخوف استبد بقلبها من حبيب بات عدوٌ، لم تعد تتلاقى دروبهم، خوفٌ جعل الدمع يهوى من مقلتيها بغزارة، وهي تحاول الإفلات جاهدة، أو التحرر من كفه الضخم المكمم لفمها فتستنجد بأحد.
لكن (عبد الله) لم يترك لها الفرصة، إذ غرس فوهة سلاحه في جنبها وهو يهتف بخشونة سرى لها الرعب في أوصالها  :
_أمشي معايا من غير صوت … هبعد دلوقتي إيدي بس قسمًا بالله لو نطقتي بحرف لأفرغ رصاصات المسدس فيكِ!
أومأت ( شيماء) موافقة، فأبعد كفه عن فمها مع همسه الضعيف  :
هتيجي معايا دلوقتي من غير ولا كلمة!
همت بالفرار من أمامه لكن … ما كادت حتى أن تستدير وتركض وكانت قبضته تحيط إحاطة السوار بالمعصم، على معصمها وضغط بشدة على يدها وهو يسحبها إليه مجددًا ويلصق فوهة السلاح في صدغها، قائلًا بامتعاض  :
_شكلك مستغنية عن عمرك وانا رهن إشارتك.
أعتصرت ( شيماء) عينيها وهي تدرك أن لا مفر من حصاره أبدًا.
كم أصبحت تمقته يا الله؟
أنها تستحق كل هذا فهي من أمانته عمياء البصيرة رغم تحذير الجميع!
ويلٌ لهذا القلب أن ذاق من كرهه كما ذاق من حبه الزائف وانخدع بسهولة!
لكن الآن لا بُد أن تتعلم مما أقترفته بنفسها!
مؤلم هو ذاك الحب، بلى أشد إيلامًا أن جاء من قلب حسبنا إنه لن يؤلمنا يومًا ولن يطعننا فإذا به يطلق علينا كلايبه محميةٌ بالنار، ويذرنا نحترق غير آسف أو صان للحب والود!
صوت وقع أقدام رزينة تهبط الدرج، نبه ( عبد الله) الذي بادر بكتم فم ( شيماء) التي تلوت بين يديه هائجة وقد راودتها فكرة الصراخ والأستنفار بالشخص لكن صرختها انحسبت في صدرها وبكت بضعف حين تلاشى وقع الأقدام، ثُم أحست بقبضة ( عبد الله) تضغط على فمها وهو يديرها ليخبط ظهرها في عنف في الحائط، ويهتف  :
_ أصرخي يلا أصرخي …
لوح بالسلاح أمام عينيها، وهو يضيف:
_ عشان تكوني سبب في موت اي حد يحاول بس يقرب.
لهثت ( شيماء) في أنفعال وهي تغمض عينيها، مخافة رؤية وجهه البغيض، الذي لم يعد فؤادها يهواه بل يهابه ويخشاه، لكنها نظرت له فشهقت وهي تضع كفها على فمها،  واتسعت عينيها ذُعرًا وذهولًا، وهي تهتف ونظرها على بقعة دماء فوق قميصه  :
_ إيه ده أنت متصاب …
_ بالضبط يا حبيبتي كده، وعشان كده زي الشاطرة هتيجي معايا عشان تعملي اللي هقولك عليه!
هتفت (شيماء) باستنكار وقد استجمعت جأشها :
_أجي معاك؟ أنت اتجننت؟ مستحيل طبعًا، وأمشي من هنا بدل ما حد يشوفك و وقتها هتتسجن.
ببسمة باردة قال (عبد الله) مشدوهًا:
_ بقي ليكِ صوت معايا وتتكلمي يعني وتعارضيني!
صاحت (شيماء) في عصبية شديدة وقد فاض بها  :
_ تعرف إنك أذبل وأحقر أنسان عرفته في حياتي، هو أنت شايف نفسك راجل …
بترت عبارتها صفعة قوية أسقطتها أرضًا أسفل قدمين ( عبد الله) الذي مال عليها وأمسك حفنة من شعرها المتواري أسفل حجابها الذي تشعث وأسفر عن خصلاتها المستترة تحته، وقال بغلظة  :
_ مش الراجل ده اللي كنتِ هتبوسي إيديه ورجليه عشان يتجوزك؟
سحبها لتقف على قدميها وهو يشد من قبضته، هاتفًا بسخط  :
_ اسمعي هتيجي معايا من غير ولا كلمة وهتمشي عدل لحد العربية وإلا والله هتبقى مذبحة هنا وأنتِ السبب ومش هيهمني كام شخص هقتله لو فكرتي تصرخي!
صرخت ( شيماء) من فرط الألم، ولهثت من شدة خفق قلبها، حينما دفعها هو بقوة، وهتف  :
_ امسحي دموعك وأخلصي!
ترنح لوهلة أمامها وبدا شديد الشحوب وهو يمسك جانب بطنه في توجع ففكرت بضربه والعدو هربًا، لكنه عاد يصوب المسدس عليها وسبابته على الزناد، وقال وبنبرة واثقة  :
_بلاش الأفكار تلعب بعقلك اخلصي معنديش صبر.
اضطرت ( شيماء) صاغرة أن تنفذ، وتسير بجانبه وهو يخفى السلاح في سترته ويهددها حتى وصلا إلى السيارة واستقلاها وقاد في صمت وهو يتأوه كابحًا وجعه.
هل يكره المرء نفسه؟
ربما حين يفضل من لا يستحقون!
ربما عندما يحب القلب من لا يليق به الحب!
ربما حين يظل القلب يخفق من أجل من خان، وغدر.
كانت في الأمس القريب تتصور أحلام، وتبني حياةً محورها هو فقط، وفلكها هو فقط
أنّى أنهدمت تلك الأمنيات في لحظة!
كيف لمن ظنته الأمان أن يصبح أكثر من تخشاه في الحياة؟
لقد زلها الحب الذي حسبته روضة في قلبها، وأطاح بروحها دون شفقة.
وها هي ذا تذوق ثمار هذا الحب الذي أغرقها هي.
توقفت السيارة أمام بناية متهالكة نوعًا ما، وترجل من سيارته وهو يأمرها أن تحذوا حذوه، ففعلت خاضعة و وقفت خلف باب السيارة كأنما تحتمي فيه منه، وكم غدا مؤلم لها هذا الأمر أن لا تجد ملجأ ممن ظنته ملجأها الوحيد، وأبت أن تتزحزح من مكانها، فـ أثارة غضبه وهجم عليها وجذبها من ذراعها في قسوة وهو يهتف من بين اسنانه  :
_ مفيش حد هنا ممكن تستنجدي بيه لأن الحارة مفيهاش غير الشممين وبس.
تحركت معه إلى شقته التي أغلق بابها فور دخولهما، فـذاد أرتجاف جسدها وهي تتراجع للخلف كأنما استوعبت لتوها إنها معه في الشقه بمفردهما وهي الآن لست زوجته …
ألقى هو جسده على أقرب أريكة وراح يرفع قميصه ليتراءي لها جرحًا غائرًا نازف، بشع المنظر جعلها تشمئز، واضجع في مقده وهو يقول  :
_ متخافيش أول ما تخلصي هخلص عليكِ وهدفنك في إي مكان وخلاص.
كانت تعرف إنه لا يمزح …
تعلم إنه لا يخدع …
إنه يعني بالفعل كل حرف نطق به …
لن يتورع في قتلها دون أن يطرف له رمش …
في مرارة هتفت (شيماء)  :
_ يمكن الموت أفضل من وشك ده ربنا ياخدك، أنا إزاي كنت مخدوعة فيك كده؟
تجاهل عبارتها عمدًا، وقال في حنق  :
_ إحنا هنرغي؟ يلا هاتي علبة الأسعافات من جوه وتعالي نضفي الجرح ده … عشان نشوف اللي ورانا!
جلبت ( شيماء) علبة الأسعافات وراحت تنظف جرحه قسرًا، وفيما هي كذلك سألته  :
_ أنت ناوي على إيه بالظبط؟
فتح عينيه المسبلتين وشرد باسمًا رغم الوهن والحرارة التي أستعمرت جسده، وقال هائمًا  :
_ هنجبر أروى تيجي.
ثُم ادار رأسه إليها قائلًا  :
_بالأحرى أنتِ هتطلبي منها تيجي لأنك واقعة في مشكلة …وهتيجي.
أذدردت ( شيماء) لعابها في توتر فـ أروى قد سافرت أنّى لها بالمجيء لكنها كبحت جماح خوفها وهي تؤمأ برأسه لتجاريه، وتهربت بسؤال آخر بينما استرخي هو وأسبل جفنيه:
_ مين اللي عمل فيك كده؟
أجاب ( عبد الله)، وصوته يخفت تدريجيًا، وكأنه يوشك على فقدان الوعي:
_الشرطة
اتسعت عيني ( شيماء) ذهولًا، وهي تردف مسرعة خيفة أن يغرق في النوم :
_الشرطة؟!  ليه؟ عملت إيه بالظبط؟!
بدا صوته كأنه يأتي من مكانًا سحيق وهو يقول  :
_ رشيت ظابط يجبلي بعد المستندات وكشفونا وهو بيسلمهم ليا ونجحت في الهرب منهم بس الرصاصة مرت من جنبي أصابتي إصابة سطحية.
بدا كأنه يهذي، ولا يدرك ما يقول، وبغتة أدار الحوار، وقال  :
_ أنا عايز أروى اول ما هتيجي هخطفها وههرب بيها بلاد بره وهتجوزها و …
فقد وعيه دون أن يستكمل عبارته، وبكل المقت، والبغض الذي سكن قلب (شيماء) نحوه بصقت على وجهه، وهبت واقفة نحو الباب وحاولت فتحه إلا إنه كان محكم الإغلاق ولا يوجد أثر للمفتاح، فعادت إلى جسد ( عبد الله) وأخذت تبحث في ملابسه عن المفتاح دون جدوى، وغمرها اليأس وهي تقف حائرة لا تعلم كيف النجاة،
وأظلمت الدنيا في عينيها وأُغلقت الأبواب.
كيف السبيل للخروج من هذا المنزل؟
والنجاة من براثن حقير مثل ( عبد الله)
تعرف إنه لن يتوان في قتلها أن استيقظ وعاد لكامل صحته.
ولوهلة سبحت في ذكرياتها في بحر حزنها..
وراحت تسترجع لحظاتهما معًا، أحاديثهم، وكلامه التي كانت تذوب فيه.
كم أحبته  …
إنها لم تحب في حياتها كلها سواه، ولم يخفق قلبها إلا من أجله
وتعجبت كيف خدعها وأوهمها بحبه لكنها كانت واهمة أشد وهمًا.
كيف سمحت لقلبها ألا تسمع تحذير أخيها وأقرب ما لها.
أقدام آتية من أمام الباب جعلتها تفوق من ذكرياتها فحثت الخطى إلى الباب وطرقته في عنف وهي تصرخ في رجاء  :
_ حد هنا .. حد يساعدني ويفتح الباب أنا محبوسة هنا.
ولم تدرك أن صراخها وطرقها المدوي على الباب جعلا ( عبد الله) يتململ فاتحًا جفنيه في أرهاق ولم يأخذ وقتًا ليتذكر ما حدث بل أعتدل جالسًا ورمقها بتجاهل وقال:
_ محدش هنا هيهتم بيكِ!
شحب وجهها حين بلغها صوته، وتسمرت قبضتيها على الباب في تهالك أليم لكن صوته القاسي كان أشد إيلامًا وفي بطء أستدارت له ورمقته شزرًا وهي تراه جالسٌ في استرخا وقد استرد بعض من عافيته وشرع ينثر الماء من الزجاجة على وجهه، ثُم يصبها فوق رأسه لتغمر المياه رأسه بأكملها وأخذ ينفضها بقوة وهو يمسح بكفه وجهه، لتتناثر قطرات الماء حوله ثم ألتفت وحدجها بنظره صارمة لا مبالية، ونهض آخذًا من البراد زُجاجة عصير وشرع يتجرعها في ارتياح وهو يسترخى في مقعده قائلًا في هدوء آثار الرعب والقلق في أوصالها  :
_ متستعجليش على عمرك هريحك مني ومن الدنيا كلها بس اصبري شوية وقت مش اكتر لحد ما أنفذ خطتي.
سرت أرتجافة قوية في قلبها وهي تفقه إلى ما ترميه عبارته، وأنكمشت أمام الباب الذي دفعها في قوة إلى الأمام لتسقط على وجهها مع ظهور ( محمد) أمامه وهو يهتف لاهثًا في أنفعال  :
_ متأخرتش صح؟ أنتِ كويسة؟
وأندفع يعاونها على النهوض متأسفًا لسقوطها بسببه.
وعندما نهضا وجدا محمد ينظر لهما باستمتاع وهو يسند ذقنه إلى راحته مغمغمًا  :
_ الله، إيه المشهد الحلو ده؟ البطل جه ينقذ البطلة!
وصفق بكفيه في حرارة وهو ينهض في تلكؤ، ويتابع  :
_رائع بجد رائع ابهرتوني جدًا! مش أنت اللي أنقذتها برضو المرة اللي فاتت؟
وصوب بصره إلى (شيماء) التي تشبثت في ذراع (محمد) مرتعشة وأختفت وراء ظهره مع صوت ( عبد الله) وهو يضيف ويقترب منهما  :
_ أنتِ يا حلوة لحقتي تحبي ؟ قلبك ده غريب يا شيخة والله، بس بقولك ايه يا اخ أنت شيماء دي محبة بجد.
صبا ( محمد، وشيماء) سمعهما إلى (عبد الله) الذي غفلهما ليغلق الباب مجددًا وانتزع مسدسه من جيبه وأشهره في وجههما، وقال  :
_ بس للأسف انتوا الأتنيين هتموتوا سوا، بس مش قبل ما تقولي بتدافع عنها ليه؟
تحفز جسد ( محمد) تلقائيًا، وأبعد جسد (شيماء) وراءه وكان مستعد ليفيدها بروحه ولا يصيبها أذى  حتى يرد لخالد بعض من صنيعه لأجله وفضله.
وهتف مراوغًا ( عبد الله)  :
_ بدافع عن خطيبتي، عندك مشكلة؟
نظرت له (شيماء) بطرف عينيها في دهشة واستنكار، بينما صاح ( عبد الله) مبهورًا وهو يرخى ذراعه إلى جانبه التي تمسك السلاح  :
_ واو خطيبتك! إيه يا شوشو بالسرعة دي؟  برافو عليكِ أتخطيتي لعبتي في أعجوبة تستحق التصفيق.
وقهق ضاحكًا فهجم عليه محمد بجسده وسقطا معًا على الأرض، تفاجئ (عبد الله) من صنيعه وسقط على ظهره صارخًا من الألم الرهيب الذي طحن عظامه، وكاد يرفع السلاح على صدغ ( محمد)  لولا ان هذا الأخير قبض باصابع من فولاذ على معصمه وراح يضرب كفه في الأرض حتى ترك السلاح، فأطاح به محمد بعيدًا، في نفس اللحظة الذي دفعه ( عبد الله) لينقلبا ويصبح هو فوقه وأمسك برأسه وضربه في الأرض عدت مرات...
لكن فجأة، قبضة أصابع( محمد) على عنقه مما اضطر ( عبد الله)  بترك رأسه وشرع يحاول إفلات عنقه من أصابع محمد التي بدت كبقضة فولاذية صعب فكها، وسعل مختنق وكاد يتهاوى أرضًا، فشهقت ( شيماء) بخوف وهي تبتعد منكمشة في إحدى الزوايا وكم تمنت أن يكون حمزة معها.
فتشعر بالأمان ويزول خوفها!
فقط لو كان موجودًا لكنها الآن تدرك أن ما بينها وبين حمزة بحار، وجبال، وبلاد.
ورغم أن ( محمد) كان موجودًا وبدا إنه قد ظفر  عندما ضرب (عبد الله) في جرحه الذي نزف مجددًا وركله فإرتد (عبد الله) على الحائط وسقط على وجهه، ورفع رأسه رامقًا السلاح فلاحظ ( محمد) نظره على السلاح وتدارك إنه ينوي أخذه وقبل ان يقفز نحوه كان ( عبد الله) المبادر في الوثب عليه و وقف ضاحكًا في شماتة مصوبًا السلاح على قلبه مباشرةً.
خبئت ( شيماء) وجهها بين كفيه، وتركت لدموعها العنان، وهي تنادي حمزة أن يكون موجودًا … الآن فقط أدركت أن أمانها كان يكمن في أخيها و وجوده.
الآن ادركت إنه سندها وإنه قد يضحى بروحه لأجل سلامتها.
سحب ( عبد الله) إبرة سلاحه بصوتٌ مسموع، رهيب، أرجف جسد (شيماء) التي وقفت في ذعر وهي تقلب بصرها بينما، وتحفز جسد ( محمد) ورأت (شيماء) سبابة ( عبد الله) متحفزة على الزناد وفي بطء راح يضغط، فصرخت في انهيار وهي تغمض عينيها في عنف، وتسد أذنيها مع صوت إطلاق النار.
نعم أنطلقت الرصاصة …
لكن وللمفاجأة، إنها خرجت من مسدس (ياسين) الذي حضر توًا أمام الباب ولم يلبث أن أطلق على ( عبد الله) وأخترقت رصاصته ذراعه وانزلق السلاح من يده، ونظر بهلع إلى الشرطة التي اندفعت تحيط به إحاطة السوار بالمعصم، فعلم إنها النهاية …
نهاية خائن لوطنه …
فالخائن ليس له مكان قط في وطن يعظم أبناءه!
الوطن يضم من يحافظ عليه فقط!
وهذا خائن لا يستحق إلا سجنٌ سحيق.
أنتهت حياته وانتهى حبه.
فتحت (شيماء) جفنيها وما كادت ترى (ياسين) إذ أنطلقت نحوه ملقية نفسها بين ذراعيه وهي تبكي منتحبة  :
_ خالوا.
ضمها ياسين رابتًا على ظهرها برفق، هامسًا  :
_ أنتِ بخير؟ متقلقيش مفيش حاجة أنا جنبك يا …
أتسعت عيناه في هلع مع بتره لعبارته وهو ينظر لشيء وراءها صائحًا  :
_ لا، لا إياك.
ودوى صوتُ رصاصة أفزع ( شيماء) وأرتجف قلبها وهي تلتفت في سرعة وشهقت في عنف عندما تراءى لها جسد ( عبد الله) متهاويًا أرضًا والدماء تنفجر من رأسه بعدما جذب سلاح إحدى الجنود واطلق فورًا النار على نفسه.
صاح (ياسين) في عطف وهو يأخذ ( شيماء) خارج الشقة  :
_ تعالي معايا.
والتفت إلى ( محمد) الذي تبعهما، قائلًا  :
_ خدها دلوقتي عند والدتك لحد ما اخلص شغلي.
وافق ( محمد) بإمأة من رأسها وأخذها إلى شقته التي يقطن فيها مع والدته، التي كانت سبب في نجاة شيماء، ودرء مخطط ( عبد الله)  فقد رأته وهو يسحبها قسرًا لداخل البنية وتعرفت عليها فورًا حين ذهبت لمنزل آل الشرقاوي في حفل زفاف ملك الذي لم يتم، وبلى هوادة أتصلت على ابنها لتخبره بما رأت وقام ( محمد) بدوره بإبلاغ ياسين وذهب هو لإنقاذ (شيماء) ويرى ما عليه فعلاً.
وقد كان ما كان ..

جحر الشيطان (ما زال للعشق بقية) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن