الفصل ال6

1.9K 103 3
                                    

الفصل السادس
¤¤¤¤¤¤¤¤¤

السلام عليكم كل سنة وإنتوا طيبين ورمضان كريم علينا وعليكم يارب، وحشتوني ياعيااال

أردفت " فيروز" عباراتها وهي تقف على اعتاب باب شقة والدتها، خلفها ابنها وابناء اشقائها،  هرولت نحوها " صبا" محضتنة إياها
بقوةً وكأنها وجدت ضالتها، بئر أسرارها صديقتها المقربة،  وأمها الثانية أتت أخيرًا، خرجت من حضنها متسائلة في دهشة
- فين عمو سلطان دا واحشني قوي يا عمتو

ردت " فيروز" بإبتسامة هادئة قائلة بكذب
- جاي بس كمان يومين تلاتة كدا أصل عنده شغل كتير وقال كفاية عليكم تأخير لحد كدا

ولجت " صبا" محضتنة عمتها هامسة بجانب أذنها وقالت
- عندي كلام كتيير قوي وعازة اتكلم معاكِ
- وأنا عاوزة اسمعك قووي

ولج " صهيب"  بوجه مبتسم صافح الجميع،  ثم مال بجذعه العلوي على يد جدته، طبع قبلته وقال بحنو وحب
- كل سنة وأنتِ طيبة ياتيتا

مسدت على مؤخرة رأسه وقالت بسعادة غامرة لرؤيته أخيرًا
- وأنت طيب ياقلب تيتا. والسنة الجاية كدا تبقى مع مراتك في بيتك

ضحك " صهيب " وقال ممازحا جدته
- ياتيتا كل سنة تتدعي لي نفس الدعوة مش هتغيريها  ؟

ضمته لحضنه بحنانٍ مربتة على كتفه وقالت بجدية مصطعنة
- هفضل ادعي لك بيها لحد كا اموت ولحد ما ربنا يهديك يا ابن بنتي وتتجوز

رفع بصره وقال باسما
- وأنا موافق بس هاتي لي نسخة فيروز وأنا هتجوزها حالا
- فيروز !! طب نقي حد عدل

ضحك الجميع على مزاح الجدة وسخريتها من ابنتها الذي يحدث سنويًا، نظر " صهيب" لوالدته ثم عاد ببصره لجدته وقال بعتابٍ ولوم
- ليه بس ياتيتا دي مامي قمر كدا ازعل منك

تشارك الجميع هذا المزاح ثم تبدل الحديث لجدية وانتهى بهم، وهم يلتفوا حول مائدة الطعام، كانت الجدة تجلس على رأس المائدة، تضع الطعام لهذا وذاك، تنظر نظرة عابرة لتطمئن أن الجميع يتناولون وجبة السحور، رغم ضعف نظرها إلا أنها علمت أن تلك المسكينة التي لا تعرف مالذي فعلته ليفعل مافعله " بيجاد" بها،مضطربة عن الطعامجالسة بجسدها وعقلها بمكانًا آخر، هتفت بصوتها قائلة بحنو
- مالك يا صبا مش بتأكلي ليه ؟

ردت " صبا " بإبتسامة باهتة
- لأ يا تيتا بأكل بس أنا مش بحب أكب كتير عشان متعبش في الصيام

وقفت الجدة عن مقعدها، سارت تجاهها ثم وضعت الطعام وقالت بحنو وحب
- كُلي يا بت قربتي تختفي 

رد " صهيب " بعفوية شديدة
- تيتا الأكل بليل مش صحي بلاش تديها عيش كفاية زبادي خفيفة ومش هتتعبها

قاطعه " بيجاد" قائلا بغيظٍ مكتوم
- وأنت بقى دكتور حضرتك عشان تعرف إيه بيتعبها وإيه اللي بيريحها ؟!

عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن