الفصل ال14

1.1K 71 3
                                    

الفصل الرابع عشر
==========

تفرقت العائلة من جديد البعض ذهب لينام والبعض الآخر ينتظر،  وعلى رأسهم " ملك" التي كانت تقف خلف النافذة تشاهد " غفران ووصال"
وهم يترجلون من سيارتهم،  كانت الأصوات عالية الشباب يغنون آخر فقرة في ليلة زفافهم، لم تتحمل رؤيته مع غيرها، هوت على الأرض متخذة وضع القرفصاء، واضع يدها على أذنها تاركة لدموعها العنان،  ظلت تحرك رأسها علامة النفي رافضة الإعتراف بهذا اليوم وهذه الزيجة،  عشق لم ينال معشوقه،  كان قلبه مع غيرها وهذا ما يجب أن تعترف به دا ئمًا وابدا .

تجاوزت الساعة الثالثة فجرًا ولم يعود " نوح" حتى الآن بعد أن كذب على الشباب وقال أنه سوف يعود ولكن بعد مرور الوقت، وقفت الجدة المقعد متجهة نحو باب الشقة قامت بفتحه، حاولتا " فيروز ومليكة" إيقافها لكنها هدرت بصوتها ثم صعدت حيث شقة " مالك"  تحاملت على نفسها وصعدت تلتقط أنفاسها بصعوبة بالغة،  تتوقف بين سلالم الدرج وصلت أخيرًا،  قرعت الناقوس ذهب " بيجاد وملك " في ذات اللحظة لكنه اشار بيده وقال بهدوء
- خليكِ يا ملوكة هافتح أنا تلاقي نوح

فتح الباب وجد جدته ماثلة أمامه ابتسم ملء شدقيه قوال بسعادة
- اتفضلي يا تيتا نورتي البيت تعالي ادخلي
- منور بأبوك يا خويا هو فين ؟
- هو مين ؟
- اللي غضب الواد وطلع ينام ولا كأنه عمل حاجة يا حبيبي

خرج " مالك" على إثر صوت والدته المرتفع قليلًا لم يصدق عيناه وهو يرأها لمرتها الأولى منذ زواجه وحتى هذه اللحظة لم تصعد  شقته واليوم فقط صعدت من أجل حفيدها
تناول يدها ليطبع قبلته لكنها سحبتها سريعًا قبل أن يبدأ وصلة المغازلة المزيفة من وجهة نظرها  لكزته بعكازها قائلة بنبرة آمرة
- ملكش دعوة بنوح يا مالك، والله ماخد طردك من البيت دا غيري أنا، الدنيا كلها في كفة ونوح في الكفة التانية ملكش دعوة بي سمعت وبعدين تعال هنا هو أنا بصرفك من جيبك عشان كدا بتزعق بقلب قوي دا مالي أنا مش مالك لما يبقى مالك وأنا اصرف منه جنيه ابقى تعال حاسبني فاهم ولالأ

حاضـ .....

تحاملت علي نفسها ووقفت عن الأريكة، مقاطعة إياه بسبابٍ لاذع كعادتها معه  اتجهت نحو باب الشقة، غادرته على أمل أنه يعود بعدقليل لكنه لم يعد، كان تجوب المكان ذهابًا إيابًا حتى الثالثة فجرًا، قررت أن تهبط سلالم الدرج وتجلس خلف الباب الرئيسي للبناية، ليتها قتـ لت والده قبل أن يصفعه ولا يتركها هكذا.

مرت أكثر من ساعة ونصف حاول الجميع الوصول إليه ولكن باءت جميع محاولاتهم بالفشل الذريع، أين هو ؟! لا أحد يعرف، طلب " عابد" من والدته الصعود معه ووعدها بأن يعيده إليها لكنها رفضت، أتت ابنتها بوجبة خفيفة مع دوائها فرفضت أيضًا، مرت ساعة ثم ساعتين ثم ثلاثة حتى مرت أكثر من ست ساعات تقريبًا،  مازالت جالسة تمتم كلمات الاستغفار على مسبحتها بخفوت، وأخيرًا وصل حفيدها الغالي ضي عيناها،  نظر لهم جميعًا وهو يقترب من جدته وقال بنبرة متعجبة
- دا الكلام بجد بقى، إيه يا تيتا اللي مقعدك هنا

عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن