الفصل السابع عشر
==========
القرآن الكريم يفضل شغال ليل نهار، سوى كنت في البيت أو برا، حصن نفسك كويس بالاذكار وأنتِ يا بنتي حصني نفسك كويس، ربنا يبعد عنكم الشر ويعمر بيتكم بالذرية الصالحة.أردف الشيخ أبو الغالي المعالج بالقران بدون مقابل مادي متطوعًا لوجه الله، كان يوزع نظراته بين بلال ومهدية، جلست مهدية على حافة المقعد وقالت بنبرة حزينة قائلة
- هو ليه يا عم الشيخ الناس بتكره الخير لبعض كدا ؟
- هي دي الدنيا يا بنتي زي الغابة القوي فيها بيأكل الضعيف ابعدي عن الشر وحصني نفسك وبيتك وجوزك ووظبي على صلاوتك
- حاضررد " بلال" بصوتٍ متعب إثر القئ الذي كاد أن يمزق معدته
- هو في حد ممكن يأذيني تاني ولا يأذيها ؟ابتسم الشيخ وقال بهدوء وهو يسبح على مسبحته
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا فَقَالَ:«يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ».
ختم حديثه قائلا
- أنت فاهم إن دا اللي هما عاوزينه بس في الحقيقة دا اللي ربنا كتبه لك يا ابني وكان لازم تشوفه وهما كانوا سبب مش أكترتنهدت " مهدية" وقالت بإرتياح شديد ثم عادت تسأله بتوجس
- الحمد لله، طب يا عم الشيخ هو كدا خلاص مش هايتعصب تاني ولا يقولي مش عاوزك ولا إنه عاوز يطلقني دي ؟!رد الشبخ أبو غالي ممازحا وقال
- لأ يا ستي مش هايقولها ولو قالها يبقى عاوز يهرب من غسيل السجاد بتاع العيدابتسم كلاهم على حديث الشيخ، ثم نظر " بلال" له وقال بامتنان
- أنا مش عارف اشكرك ازاي، أنت ردت لي روحي من تاني
- يا ابني أنا كنت سبب في خير لكن رب الأسباب هو اللي نجدك صحيح مكنتش أنت المقصود بالأذى دا لكن كفاية أنك عشت أيام ربنا وحده كانت هتاخدك على فين ؟وقف عن حافة الأريكة وقال بجدية
- ربنا يبعد عنكم كل شر يا ولاد، متنسوش الأذكار والتحصين والصلاة طبعًا، ابعدي عن بيتك أي شيطان سوى كان من الحن أو الإنس، لأنهم مافيش حاجة عندهم الأذى.غادر الشيخ تاركًا بلال ومهدية يتأملون بعضهم البعض طال النظر بينهما، سقطت الدموع من مقلها كاد أن يذهب من بين يدها وكأنه شيئًا لم يكن، ارتمت في حضنه عناقها بقوة، أراد أن يدخلها بين أضلعه تأواه بحرقة على ما آل إليه طيلة هذه المدة
لا يعرف مالذي كان سيحدث إن تجرعت هي كوب العصير الذي صنعته تلك الشيطانة التي تدعى شوقيه خرجت من حضنه وهو يجفف لها دموعها، رفع كفها لشفتاه طبع عليه قبلة خفيفة بالكاد تشعر بها قرر أن يخرج من هذه الاجواء وهو يقول بجدية مصطنعة
- أنا فاكر من حاولي شهر وزيادة كان يوم فرحنا صح ؟ ومن وقتها محصلـ ...
أنت تقرأ
عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد
Romanceأنا المتمرد الذي سقط في جوف الظلام، ظن أن عشقك هو ومضة الأمل، لكن وجدته بداية الآم #عقوق_العشاق💖 هدى زايد 🙂💖