الفصل الثامن

1.4K 32 1
                                    

إذا ما أراد العشق الانتقام، على الشر أن يستجيب.

وإذا ما أرادت انسانية يوم الحياة، على الجميع أن يقفوا في صف دفعه نحو النيل، والثأر، والعيش.

بين دهاليز الماضي والحاضر، نحن بين صدمات و مأساويات.

والأوقع، والشرير، ربما ينتصر.

***

أول يوم في الحب.

والحب هنا هو النوم بين يديه لأول مرة، دون منغصات الكوابيس، والتفزع منذ رحيلها من قلعة سامر السوداء، هي تحولت من خائفة، لأكثر من مطمئنة، وهي تراقب نومه الهادئ، بعد أن رفضت البناء الليلة الماضية، وهو تقبل خوفها!

ليست عذراء.

نعم أنه خبر يعلمه الجميع، سبق لها الزواج، لكن هي عانت من عنف الزوج السابق كثيرًا وجدًا، تدرك أن نصفها الخشن على الرغم من الغشم المعروف عنه، هو حاني، ولمسته هي الدواء الشافي لجميع اضطراباتها..

يشبه الطفل وقت نومه، سكونه، انتظام أنفاسه..

نومه لا يشبه صخبه.. سكون ملامحه تجعله شخصا لا تعرفه، مع اختلاف الحالات، والآراء، هي تصدق مقولة آيتن..

حيث هو..

"آخر واحد في الحلوين"

- عملت ِ دكتوراة في المحن!

صوتها لا يزال هادئ، وهي أُجفلت، شهقت، شهقة خفيفة، ثم صارخة، حيث سحبها بقربها، واتخذ هو موقع المشرف عليها، عينه تجول بين خصلاتها وزرقة عينها، قشدية بشرتها النقية دون شوائب، أرنبة أنفها المميزة..

وهو يقر أنها لوحة منحوتة باتقان، حسناء لدرجة جعلت مريد الشواف يقر بذلك!

- وشك نور لما جيتِ لي.

نبرته خبيثة، وهي تنصهر بفعل الخجل، مال يظفر بقبلة سريعة من أنفها، وعاد يهمس:

- أظن إحنا عندنا موضوع متأجل!

- أنت مش قولت مش هتستعجل!

قالتها، وقد جحظت عينها، وتحولت نبرتها لشبه مصدومة، وبدأت تتلوى تحت سطوته، تود الهروب.

- جرعة الجنتلة خلصت، وجه وقت حقوقي يا هاااانم!.

ثم تركها تهرب، حيث هو رجل مراعي، كان فقط يريد وجودها حوله، يريد حمايتها بروحه، يريد كونها الونيس الأجمل على الإطلاق.

وقبلة فوق الجبين وخبر الموسم.

- أنا مش مستعجل، وعايز راحة محنو بس.

****

هو رجلٌ باتت مشاعره معاقة، ليس لأنه غير قادر على العطاء، بل لأن هذا ما تستحقه النساء منه.

هو كان يحتاج أنثى تقليدية

ترتب ملابسه، تحضر عشاءه.. تنظف غرفة نومه، يلتهمها جوار حقوقه الزوجية في المساء ويخونها في الصباح، يعيش نذلاً وتعيش غاضبة مقهورة وكل تصوراتها في الانتقام منه ملح زائد في الطعام!

"مكتملة " قولي أحبك الموسم الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن