مضى يومان وهما يتجنبان بعضهما وظهرا ذلك جليا لرأفت وهند فقد أصبحوا بالاونه الأخيرة شبه ملازمين لبعضهما
وسلسبيل ملازمة لغرفتها وعادت منطفئه كما كانت منذ عام رجحوا ذلك لأنها كانت ذكرى وفاة عائلتها
قرر رأفت التحدث مع أسامة ليرى ما بها بما أنه اقربهم لها
★★★★★★★★★
بعد عودة أسامة من الخارج بعد أن أعد مكتب بسيط لعمله خارج المنزل ليحصل على قسط كافي من الهدوء للعمل
طرق رأفت باب غرفته ودخل
كان يجلس على مكتبه يدون بعض الاشياء ولكن عندما لاحظ والده ترك كل شئ ونظر له بتساؤل
جلس رأفت على الفراش وقال بهدوء
_اكيد طبعا لاحظت سلسبيل من بعد السنوية
قال أسامة بثبات
_فترة وهتعدي يا بابا متقلقش
قال رأفت وهو يتأمل باقي غرفته
_دا انا قولت بعد علاقتكوا مع بعض طول السنة دي هتعدي عليها السنوية وهتعمل المستحيل علشان متزعلش
قال أسامة وهذا الأمر يقطع قلبه
_هي طلبت أنها تبقى لوحدها الفترة دي مهما كان دي عيلتها
تنهد رأفت بحزن وقال وهو ينهض
_حاول تبقى جنبها يا أسامة خايف ترجع زي اول ما جت
اومأ أسامة
بعد خروج والده
وضع يده على وجهه بهم وهو حزين لا يملك الجرأه ليقترب منها بعد ما بدر منه
ولكن يجب أن يتحدثوا ما بدأه يجب أن ينهيه
★★★★★★★★★★★★★★★★★★
كانت اليوم في زيارة أحد المساجد
كعادتها مؤخرا وكان يعلم موعد خروجها فقد كان يقلها
ذهب وانتظرها وهو عازم على محادثتها
عندما خرجت وجدته يستند على السيارة وهو ينتظرها من زمن ليس قريب
ارتعشت لا إراديا وفركت يديها بتوتر وذهبت باتجاهه وهي تستعين بالله فما فعلوه ........
ابتسم بحزن وهو يعتدل
_سولي
اخفضت وجهها وهي تدمع فقد اشتاقت إليه ولكن ما حدث صعب عليها كما هي متأكده أنه كذلك له أو لا ....؟؟
لا تعلم
هو أصبح كل ما لها واقرب الي قلبها من نفسها
اقترب منها بهدوء وأمسك يدها وهو يجذبها لتسير بجانبه
ساد الصمت بينهم طويلا حتى ابتعدوا عن الناس قليلا ووصلوا الي حديقة فارغة الي حد ما
جلسوا على أحد المقاعد التي تطل على الحديقة
كان متوتر لا يعلم ماذا يقول ولا من اين يبدأ
وكانت تعلم بحيرته وتشفق عليه فهي أيضا مذنبه
_سلسبيل انا اسف
فركت يديها وهي لا تجيب
قال برجاء
_انا عارف اني مذنب وكل الذنب عليا وغلطت غلط عمري ما هعرف اعوضك عنه انا اسف والله يا سلسبيل غصب عني
اكمل بغصة
_طول السنة اللي فاتت وحتى قبلها انا كنت معجب بيكي وبشقاوتك واخلاقك ولما جيتي عندنا حسيت أن اللي كنت بتمناه ممكن يحصل بابا لما قالي على موضوع الجواز الفرحة مكنتش سيعاني مع اني عارف الهدف منه بس قولت بايدي اغير هدفه انتي طول عمرك مكانتك غير لينا نهائيا انا حبيتك اكتر لما عاشرتك وعرفت أدق تفاصيلك تقربي منك دا علشان بحبك علشان مش مستحمل اشوفك زعلانة اكتر من كدا انتي حتة من قلبي انتى روحي كلها انا اسف يا سلسبيل اسف ليكي العمر كله بس بعد الاعتراف دا اكيد باين اني مش هغدر بيكي مش هقدر اصلا
اثناء حديثه كانت تبكي بصمت فقط يظهر من هز كتفيها
اعترافه لها كانت تعلمه من اهتمامه وكلامه طوال العام الماضي ولكن وقعه على أذنها كان له تأثير اخر .....تأثير جميل جعل قلبها يسعد على الأقل
ولكن ما حدث سيظل عقبة بالنسبة لها
امسك يديها عندما رد عليه صمتها وجذبها ليحتضنها لم تملك سوى أن أطلقت العنان لشهقاتها
_انا بموت
انقبض قلبه بشده على وقع الكلمه القاسية
احتضنها اقوى وهو لا يستطيع تخيل أن يعيش بدونها
_متقوليش كدا يا سلسبيل احنا معملناش حاجة غلط انتي مراتي
لم يكن هذا الأمر فقط ما يحزنها فذكرى وفاة عائلتها إعادتها لنفس الشعور منذ عام
_مش قادرة حاسة اني بموت كل يوم مش مستوعبة ان عدا سنة على موتهم حاسة اني معنديش دم لأني نسيت في فترة من حياتي أنهم ماتوا دايما بيقولوا أن محدش بيموت وهما دايما في قلبنا وعلى بالنا بس انا معاك كنت بنسى كنت بتبسط وكأن مفيش حاجة اليوم اللي حصل فيه......
شهقت بقوة وعضت على شفتها بارتعاش واكملت وهي تنظر للبعيد
_انا مكنتش في وعي انا فعلا مش فاكرة حاجة عن اللي حصل بس اللي فكراه اني ارتحت وقتها ...
ثم أكملت وكأنها جنت
_اكيد ارتحت طلاما مش فاكرة
فجأة استوعبت ما قالت ودفنت وجهها بين يديها وهي تشهق بقوة
_ انا عايزة اموووت عايزة ارتااح ..ااااه..يارب
دمعت عينيه وهو يراقب انهيارها وهو عاجز
شعور قاتل أن تجد من تحبه ينهار بل يموت ببطئ وانا تقف مكتوف الأيدي على تقدر على شئ
من قوة بكاءها لم تستطع اخذ نفسها وأخذت تشهق بقوة وهي تحاول التنفس
احاطها أسامة وهو يربت على ظهرها بقوة
_اشششششش.....اهدي...اتنفسي براحة
قالت و وجهها محمر بشدة
_مش عارفة مفيش نفس
همس بالقرب من أذنها
_متوهميش نفسك اتنفسي براحة ........شهيق ....زفير ....شهيق....زفير
حاولت تنظيم نفسها وهي تنظر له بخوف
بعد مرور بعض الوقت
كان يتأمل غروب الشمس بحزن و سلسلبيل نائمة على كتفه ويده تداعب كتفها بشرود
كانت كل حين تشهق بخفوت اثناء نومها
شعر ولأول مرة ان ما ورط نفسه فيه كبير او كبر بمرور الوقت
نظر للسماء بتضرع وهو يقول
_يارب
…….....…….....…….....…….....بعد بضعه اشهر
تحسنت حالة سلسبيل كثيرا عما كانت وبدأت عامها الدراسي
وأصبح أسامة كظلها صديقها وعائلتها كلها
ولكن اليوم هو يوم العطله
والجميع خرجوا ما عدا سلسبيل واسامة
كانا يقفان في المطبخ لإعداد الغداء وهما يتضاحكان من حين لأخر
_تعرفي لية الواحد لازم يتعب في حياته
أصدرت صوت يدل على التفكير ثم قالت وهي تقلب الطعام
_علشان يوصل للي عايزة اكيد
قال بابتسامة مشاكسة
_لا علشان يتعالج لما يكبر عادي
قذفته بنظرة قاتله ثم أكملت عملها
ضحك أسامة باستفزاز
_بيقولك مرة واحد نام متأخر لقى الحلم بدأ
نظرت له بعبوس لم يقدم طويلا فضحكت بقوة وهي ترميه بماء كان بجانبها
سادت على وجهه الجدية وجلس على الطاولة وقال بهدوء
_سلسبيل
همهمت بايجاب وهي تعطيه ظهرها
_انا هقدم على شغل في كوريا
راقب ظهرها الذي تخشب
التفتت له بصدمه وقالت بعدم فهم
_يعني ايه...؟!!
_اتعرض عليا فرصة في شركه هناك
_هتشتغل وانت هنا صح...؟؟
اخفض رأسه قليلا وهو يحاول الثبات
_لا هسافر
_نعم !!!!
قال بعطف
_انا لسا مقدمتش متقلقيش الله اعلم هيقبلوني ولا كلام بس
دمعت عينيها وهي تعطيه ظهرها وقالت وهي تحاول التحكم في ثبات صوتها
_وبتقولي ليه
نهض أسامة ووقف خلفها ودلك ذراعيها برقة
وقال بجانب أذنها
_علشان انتي مراتي
كان وقع الكلمه على أذنيه مثير
_ عمري ما هتخلى عنك يا سلسبيل لو حصل هتصرف علشان منبقاش بعيد عن بعض كتير
هبطت دموعها وهي لا تستوعب أن تعيش من غيره ليس بعد كل ذلك
احتضنها أسامة برقة وهو يربت على ظهرها
ثم أبعدها وأمسك وجهها وهو عازم على اطمئنانها
تأمل عينيها الدامعه ووجنتيها وانفها المحمرين وشفتيها التي انتفخت قليلا واحمرت أيضا أتى على باله العديد من الأفكار
رفع نظره لعنينيها مرة أخرى كانت تنظر له برجاء أن ينفي ما قاله
ولكن هذه النظرة في هذه اللحظة كان لها وقع اخر عليه
هبط بشفتيه على شفتيها وشعر بها تجمدت أسفله
ولكن................
…….....…….....…….....…….....…….....
أنت تقرأ
زواج منتهي الصلاحيه
Teen Fictionكان مجرد حب مراهقين وانقلب لشئ اخطر واكبر وتحملته هي فهل ستغفر ولو بعد سنين....؟؟