الفصل الثاني

10 1 0
                                    

جلست على طاولة للأفطار لم يكن لديها شهية لفعل اي شئ سوى النوم حتى لا تفكر كثيرا
لا تستطيع التصديق أن عائلتها ماتت
انتهوا لن تراهم مرة أخرى
من سيداعبها ويضحكها
من ستأخذ برأيه
اين أمها وسندها
اين منبع حنانها
حقا أن الموت مصيبة
سقطت دموعها وهي شاردة في عالمها
نظروا لها بحزن شديد
قال رأفت بلطف
_سلسبيل ..الاكل
فاقت من شرودها على ندائه ومسحت دموعها سريعا ولاحظت أنها كانت تقلب في طعامها كل هذا الوقت
_اسفة
_محصلش حاجة يا حبيبتي
وضعت يدها بجانبها وقالت بخفوت
_انا هرجع امتى ....؟؟؟
نظر لها رأفت ببوادر غضب
_نعم
فركت يدها بتوتر
_هرجع امتى
_انتي مش راجعة هتفضلي هنا
نظرت له بغضب
_انا عايزة اروح
قال بغضب جم وهو يضرب الطاولة بقوة
_مفيييييش زفت ....خلاص انسيي مفيش رجوع
_انا مش هتحبس هنا
_لو وصل اني احبسك هحبسك
كانت ستتكلم ولكنه قاطعها بتحذير
_خلاص مفيش كلام
نظرت لطعامها بغضب شديد وغزت الدموع عينيها
وقالت بتحشرج
_ينفع اقوم
قالت هند بشفقة
_طب كملي أكلك يا حبيبتي
قال رأفت بغضب
_سبيها اللي ياكل على ضرسة ينفع نفسه
قامت سلسبيل بهدوء وخرجت من الغرفة وعندما تأكدت أنها ابتعدت جرت للغرفة في الطابق العلوي ودخلت الغرفة وبكت بشدة
بكت قهرا ووجعا واشتياق
قالت ببكاء. هي تضع يديها على وجهها
_ياااارب ارجوك .....ارحمني .....يارب اسألك باسمك الرحيم أن ترحمني
ووضعت رأسها على الوسادة التي استقبلتها ولكن لم تستقبل دموعها فقد كانت الملائه لا تمتص الماء راقبت سلسبيل دمعتها التي انحدرت الى الاسفل
وكأن الوسادة لا تريد حفظ ذكريات سيئة لعلمها أن هذه الغرفة بأكملها ستشهد اجمل لحظاتها أو لحظاتهما

********************
قالت هند بعتاب
_براحة على البنت يا رأفت
هي لسة مش مصدقة
مسح رأفت وجه بتعب وقال بحزن
_يا هند انا معنديش صبر وانا كمان مضغوط ومهموم لازم تنزل الواقع بقى مش هتفضل في حالتها دي كتير
قالت بتعجب
_دول أهلها يا راجل في ايه
_عارف يا بنتي بس هما اصلا مش هيتنسوا ابدا لازم تكمل حياتها
ربتت على كتفه بحنان وقالت بتأكيد
_هي ذكية وشاطرة اصبر عليها وهتبقى احسن من الاول
قال رأفت بأمتنان
_بجد شكرا يا هند انك وافقتي ومضايقتيش
قالت بضحكه خافته
_ياراجل دي ملهاش غيرنا متقلقش هنصبر لغاية لما يجيلها نصيبها
في هذه الكلمة رفع أسامة رأسه ونظر لهم بفضول
تلاقت نظراته بابنه وقال فجأة وكأنه تذكر شئ
_وابنك هنعمل في ايه
قالت بعدم فهم
_هتعمل في ايه مش فاهمة
_سلسبيل هتفضل عايشة معانا وابنك الي غريب عنها دا
قالت بضيق
_مش عارفة
قالت لينا بضحك
_جوزهالوا
نظر أسامة للطبق بشرود
قال رأفت بتأمل
_ممكن ...؟؟
قالت هند بدهشة وغضب
_اوعى يا رأفت تجوز مين دول عيال
نظر لها بسخط
_قال يعني في حل تاني
_معرفش بس لا طبعا مستحيل
_هتفضل يعني قاعدة بالاسدال والطرحة يبقى عندها حق بقا لما تبقى عايزة ترجع يا نودي ابنك في أي حتة قريبة
قالت بغضب وعدم قبول
_ لا مبعدش عن ابني
ثم قالت بعدم استيعاب
_امال ايه ....هتجوزهم.....رأفت متهزرش
قال بضيق
_وهي الحاجات دي فيها هزار
لم يبدي أسامة اي تعبير على ما قالوه فقط يسمعهم وكأنه يشاهد فيلم نال إعجابه وبشدة
نظرت لينا لاسامة بصدمة فهي قالتها مرحا فقط لم تكن تتخيل أن تتحقق
************
انتهى مراسم الزواج الذي الي الان لم يستطع أحد الاقتناع به
لا تستطيع تصديق أنها أصبحت متزوجه
لم تهتم جدا لأسامة فهي لن تخلع أيضا ملابسها ربما في وقت لاحقا ستخلع الحجاب ولكن لن ترتدي بالطبع مثل لينا
قال رأفت لكلاهما والي الجميع
_الجواز دا صوري مفيش اي حاجة غير بس أن سلسبيل تقعد براحتها ونعيش كلنا عادي المعاملة كاخوات مفيش حاجة زيادة عن كدا ابدا اصلا انتوا لسة شباب والقرارات مش هتظبط اوي........ لما يجي النصيب نبقى نتكلم في الباقي
ثم وجه كلامه سلسبيل
_لو عايزة تسيبي فوق وتقعدي في الاوضة الي تحت انزلي براحتك
قالت بجمود
_لا هفضل فوق ......وأتمنى محدش يضغط عليا في اي حاجة
قلب رأفت عينيه
_انتي حرة ....بس احنا معملناش كل دا علشان تفضلي كدا
لم يجدوا رد سوى
_تصبحوا على خير
وفي غضون لحظات اختفت من أمامهم
نظر رأفت لأسامة وقال بثقة وحب
_انا واثق فيك يا اسامه انك عمرك ما هتضرها دي وجودها حاليا زي اختك انا واثق في تربيتي
ثم نظر للجميع وقال بحدة
_مش عايزة اسمع مشاكل الفترة الجاية

****************
تركت شعرها ينساب على ظهرها بخفة وجلست على كرسيها الهزاز
وامسكت كتاب وإضاءة خفيفة واشعلت بخور
وادارت قرآن بصوت خافت للمنشاوي
شردت عن الكتاب وهي تتذكر ما حدث معها منذ قليل
تشعر أنها أصبحت كرغد في رواية انت لي
ولكن بالطبع مع اختلافات
ضحكت بسخرية
وتذكرت شئ
٭٭٭٭٭٭
كانت تضحك مع سندس الي أن قالت سندس بعبوس
_انا عايزة اتجوز بقا حسا اني قعدت معاكم كتشير سيكا
وافقتها سلسبيل الرأي بمشاكسة
_سيكا واحدة
ضربتها سندس بغيظ
_مين دا دا انا نسمة انا اللي عاملة صوت في البيت دا دا من غيري الدنيا متقومش
هزت رأسها بمرح
وقالت بمكر
_طبعا هو في دنيا من غير شيطان
نظرت لها بارتباك مصطنع
_احم ايه دا ...اين الاحراج دا
......دا انا ملاك بيرفرف
قالت  بسخرية
_ انتي هاتقوليلي على يدي

**************************
استلقى أسامة على فراشه وهو يتنهد بشرود
لن ينكر فهو كام معجب بسلسبيل وبحبها واقبالها على الحياة ودائمة سعيها الي ما تريده
ابتسم برقه وهو يتذكر كيف كانت مشاكسه لي تجمعاتهم العائلية
عسى أن يكون هذا بداية علاقة بينهم

                *****************
لا تنسوا التصويت وابداء رايكم 🌹

زواج منتهي الصلاحيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن