مثلث برمودا || اللعنة الأبدية

الفصل الثامن {ليس بخائن}

دوار..

صداع..

غثيان..

كان هذا حال جسد جيسو الهامد خلال الأيام التي قضتها بعرض المحيط رغم أنها حجزت مقصورة فاخرة في الباخرة إلا أنها متعبة فهذه مرتها الأولى بقضاء أيام كثيرة بعرض البحر، هى حتى لم تعد واعيه لعدد الأيام التى مرت عليها بتلك الباخرة والحقيقة أن أكثر من أسبوع قد مضى.

طُرق الباب ليهم جونكوك بمساعدتعا على النهوض، فتحت الباب للطارق والذي كان أحد المضيفين قد أتى لها بالطعام والذي كان كثيرا كالعادة من أجل جونكوك.

ناولها عيدان الطعام الخشبية ووضع طبقها أمامها ليشرع هو بتناول الطعام في صمت، لقد كان يخطط ويفكر كيف سيصل لبؤرة اللعنة التي لا يعرف موقعها، هل عليه تسلق جميع جبال برمودا ليعرف أي جبل يحمل البؤرة؟!

الأيام التي قضاها في الباخرة كان يبحث في عقله عن تعويذة لاكتشاف موقع البؤرة بأسرع وقت، ومع أنه يحفظ كتاب اللعنة عن ظهر قلب إلا أنه قرأه مرة أخرى خلال الأيام الماضية ليبحث مجدداً عن وسيلة لمعرفة موقع البؤرة بالتحديد، لكن دائما ما كانت معلومات الكتاب محدودة، ناقصة وكأن هناك تكملة للكتاب الذي يملكه.

"في الليل سنترك السفينة ونكمل طريقنا لبرمودا بقارب"

قال بعدما ترك ما بيده ينظر باتجاه جيسو التي تقلب الطعام في الطبق بتقزز بادٍ على وجهها لتبادله الحديث دون أن تغير شيئاً من وضعها.

"ومن أين سنأتي بالقارب؟"

"الباخرة تمتلك عدة قوارب سنأخذ واحداً.."

تركت عيدان الطعام لتنظر في عينيه بينما تضرب الطاولة بضعف.

"هذه سرقة..."

"وماذا أفعل لأصل برمودا...!"

زفرت جيسو بحنق لتتركت الطاولة وتتجه للنوم مجددا، الوضع بينهما في أزمة منذ أنها تمقت ما يحدث لها بسببه، وبقاؤهما في غرفة واحدة لأسبوع كامل كان لا يخفف من غضبها شيئا، وجونكوك كان يتحمل الوضع المأساوي بينهما.

عندما أظلمت السماء كان جونكوك يتسلل على سطح الباخرة يحمل جيسو على ظهره والتي ظلت تتقيأ طوال اليوم وأصبح جسدها ضعيفاً أكثر.

اختبأ خلف أحد الجدران عندما سمع صوت شخص ما وقد كانت خطواته تقترب شيئاً فشيئا وهذا جعل من قلب جيسو يخفق بخوف.

سُلط ضوء مصباح يدوي على جونكوك وجيسو

نظر لهما صاحب المصباح بصمت أو يجب أن نقول نظر لجيسو فقط، فهو لا يرى جونكوك على أى حال، وكل ما رآه كان فتاة شعرها أسود ينسدل على وجهها ليغطى نصفه وقد بدت شاحبة بشكل مخيف ولها نظرة ثاقبة والأسوأ.. أن الفتاة المرعبة تحوم في الهواء.