"ما الذي يحدث لي؟ لمَ كلُ شيءٍ فارغٌ الآن؟"
'تعني داخلها'"لم توقف الوقت واختفى كل شيءٍ داخله؟ لمَ شعرتُ بذلك الأمان مع أنهُ الخطر نفسه؟"
'تعني حضن جين'
أمسكت كوب الشاي بإحكام رغم حرارته الشديدة لكنها لم تشعر بها فوراً
كانت تحدقُ بنافذة المطبخ الصغيرة التي تُظهر ضوء البدر المُنير بعينينٍ تكادُ تفقد بريقها
تنهدت مراراً بينما تدورُ أحداثُ اليومين الماضيين في ذاكرتها الكبيرة التي لا تنسى أي تفصيلٍ كان
لا تزالُ تتذكرُ صوتهُ المُخيف ومناداتهّ لصغيره بإسمه الكامل
ولا تزالُ تتذكرُ عناقهُ لها دون أي حواجز
لم تتخطى أيّاً مما حدث خلال هذين اليومين
أدركت أخيراً احتراق كفها بكوب الشاي لتلقيه أرضاً كردٍ فعلٍ تلقائي للألم الذي خلفه
كُسر الكوب وتناثرت أجزاءهُ على أرضية المطبخ
نظرت إيلي نحو كفها المُحمر إثر الحرارة التي تعرض لها
جثت تبكي وتدفن رأسها بين ركبتيها المكشوفة لأنها ترتدي منشفة الحمام
أرادت قضاء ليلةٍ هادئة والإعتناء ببشرتها بعد أن أهملتها ، تناولُ بعض السُكر ومتابعة فيلمٍ لوقتٍ متأخرٍ من الليل
لكن التفكير ارهقها ، شعرت بالعجز إذ أنها لم تفعل شيئاً مطلقاً ، ولكن لمَ يبدو وكأنها الوحيدةُ التي تريدُ إعادة كل شيءٍ كما كان؟
بكت كثيراً وعندما تبكي فإنها تفقدُ الرغبة بكل شيء
"جين"
نطقت إسمهُ بخفوتٍ مُثقل قبل أن تغمض عينيها وتسقط على الأرض فاقدةً للوعي●●●
{في صباح اليوم التالي}
"حسناً سأدخل"
وضع جين يدهُ على مقبض الباب متردداً للمرة المئة
تنهد مجدداً ليفكر بصعوبة الأمر
هل ستتقبله؟ أو بعد كل ما فعلته سآتي بكل وقاحةٍ لأخبرها أنني أريدُ أن أخبر العالم من أنتِ؟
ألا أضغط عليها بهذا؟
ألستُ أنانياً للغاية؟
تردد كثيراً لكنهُ فكر أيضاً
إن لم أفعل هذا هل سأندمُ لاحقاً؟
هل أتيتُ بهم معي لأتراجع الآن؟
"بل أنا أنا أنا سأدخل"
تقدم كوكي من الباب مُسرعاً لكنهُ شعر بقدميه ترتفعان عن الأرض
"كُن هادئاً كوكي! انظر إلى شقيقتك وصديقك"
أخبرهُ تايهيونغ بينما يحملهُ بين يديه
"ذلك الأحمقُ ليس صديقي هييييي"
أخرج كوكي لسانهُ للصغير جيهيونغ الذي كان مُبتسماً منذ وصولهم
'كُن مهذباً هذه المرة ولا تفتعل المشاكل'
تذكر كلام أبيه له لذا لم يهتم لمَ يقولهُ كوكي
بينما ميمي الصغيرة كانت تقفز متحمسةً وضحكتها البريئة تصدحُ في الحي
'سنذهبُ لنأخذُ ماما'
هذا ما أخبرهم به تايهيونغ وجعلهم سعيدين هكذا
فتح جين الباب بعد تردده الذي طال
فوجئ الجميعُ بسكون المنزل
بالطبع لن يكون صاخباً ولكن هدوءهُ هذا لا يُبشر بالخير
مرت دقائق ولم تظهر إيلي كذلك وهذا ما دبَّ الخوف والقلق في نفس جين
اختفت ابتسامة الصغار تدريجياً عندما لاحظوا قلق والدهم الواضح فهو يركضُ في كل أرجاء المنزل بجنون
وقف تايهيونغ مع التوأم يضعُ يديهِ حولهما كي لا يتحركا بعيداً عن ناظريه
وقفت غوف كذلك خلف إبنها رغم أنها أرادت البحث كذلك لكن زوجها أمسك كتفيها وهز رأسهُ بنفي الفكرة
بحث جين طويلاً في الغرف لكنهُ لم يجدها في أي مكان ، لم يبحث في المطبخ بعد لكنهُ نفى احتمال أن تكون في المطبخ
هي لن تأكل أي شيءٍ وهي حزينة!
لكنهُ سمع مواء قطةٍ صادرٍ من هناك فإتجه فوراً نحو الصوت
-دخلت يوم تركوا الباب مفتوح-
وجد محبوبته طريحة الأرض فاقدةً للوعي
صاح بكل ما يحملهُ صوتهُ من قوة
"لااااا"
أنت تقرأ
لُغْزْ|| kim seokjin
Randomمتى أصبحنا قريبين يا محبوبتي؟ هل عندما نظرتي لقلبي عن قرب؟ أم عندما لمستي روحي برّقة؟ أم عندما أفقدتني عقلي بجرأة؟ متى أصبحنا أقرب يا محبوبتي؟! أجيبيني... ♔ كيم سوكجين ♔ ♔ بارك إيلي ♔