الفصل الخامس و الثلاثين | مخاوف

104 13 8
                                    

يلهث من بعد حديثه على الهاتف و عصبيته التي زادت قبل دقائق ... يشعر بأنه فقد السيطرة اليوم .

يمشي جيئا و ذهابا في مكتبه المطل على المدينة التي زينت بإنارات كثيره في هذا المساء .

تأخر الوقت لكنه لم يبرح شركته ... ثار غضبه .. فجرئها عليها ... حين إكتشف هروب زوجته و ابنته بشكل مفاجئ ... لم يتوقع حدوث ذلك ظنا من أنهم يخافون منه و من فعل اي شيء لأنه سيجرهم جرا عائدين لكن زين و إيما  تغلبوا عليه هذه المرة .

و من جهة أخرى يصله خبر هروب روز و جون من زوجها أيضا و كأنها لم تتعلم من المرة الاولى .

اسقط الارفف التي كانت مزينة بالنباتات الخضراء على الارض ليتسخ المكان و تتبعثر التربة كذلك .

حينها فتح الباب ليخطوا هاري منه شامخا ببروده العجيب ... حيث نظر للفوضة و لم يقل شيء و أغلق الباب خلفه ليدخل اكثر .

" هذا غير متوقع "

هذا ما قاله ببروده ذاك و اضاف

" بيتر يفقد صوابه "

استدار بيتر اليه ولا تزال علامات الغضب واضحة و قال متجاهلا تعليق هاري

" روجر قال انك لا تخطئ ... أصحيح هذا الكلام ؟"

كتف هاري ذراعيه و قال يختصر الوقت

" ماذا هناك؟!"

" أريدك إحضار إيما في أقرب فرصة .. عذبها ... اقطع اطرافها ان لزم الامر ... حتى تتحدث و تخبرني الى اين اخذت ڤليدا و ساشا و روز ... هي حتما تحت حماية زين التامة "

ضيق هاري عينيه قليلا و قال

" هذه لعبة اطفال ... أصلح مشاكلك العائلية بنفسك لا بالتعذيب "

و استدار ليرحل فأوقفه بيتر قائلا

" اذا كانت لعبة للاطفال كما تظن فسيكون سهل جدا عليك ... هيا هاري .. ستفعل بها ما تريد فقط اجعلها تنطق"

حدق به هاري كاتم غيضه و حافظ على تعابيره البارده ثم التفت راحلا من هناك و بالطبع معلنا موافقته .

عاد لشقته بعدها ... لم تكن ليلة عادية تلك الليلة ... مع نزول الامطار الغزيرة حيث حذرت الارصاد الجوية من هطول الامطار الغزيرة المصاحبة للرعد و البرق و على الجميع الحذر .

و لحبه لهذه الاجواء يستقر على مقعده مقابل الشرفة في شقته تاركا باب الشرفة مفتوح ... يفكر مليا في حياته و في خططه بينما ينغمس في هذه الاجواء الماطرة.

لا يزعجه ذلك أبدا ولا يشتته .

و يقلب بين أنامله صوره كان متمسك بها منذ دقائق طويلة ... يبدو حائرا و في أعماق أفكاره ..يفكر مليا و يغير الكثير من الافكار كذلك .

أنزل عينيه الخضراء على الصوره يتأملها مرة أخرى لتنير الصوره بفعل الضوء الخارجي و تبان إيما عليه .

عين قلبي تراقبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن