الفصل الثالث "إختفاء"
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
"بعض الحديث سببًا في الإستسلام، وقد يكون الهروب هو الحل للبعض، والبعض الآخر هو الفراق!!"
لم يعي شيء سوىٰ أنها حطمت قلبه بذلك العبث الذي أردفت وما إن رأىٰ "آدم" صمته، وكيف لـ"مسك" أن تصير هكذا محطمة الأشياء، مسببة للجراح، ذهب "معتصم" لـ "نزار" ووجهه يمتزج بالقهر والدموع، أحيانًا قد تودي المتاعب للكثير، وقد صار يستوعب الأشياء بالصبر واليقين بأن الله سيجبره، لكن الإنفعال يسيطر علينا في آنٍ وظروف خارج الإرادة.
ولسوء الحظ كان "محمد" يجلس برفقة صديقه يتحدثون بجدية، ليدخل بحزنٍ ولا يرىٰ سوىٰ شيء واحد هو الإنفجار، تحدث بصوتٍ عالٍ:-
-أنتَ أخذتني ليه ولا علمتني ليه، كنت ممكن متعملش عِشرة لبابا ولا يبقى عندي حد، كُنت مت معاهم ولا أسمع الكلام إللي يرجعني لوره..
لم يكمل ما يريد حتىٰ أمسكه "آدم" بعد أن لحق به:-
-كأن أنا إللي قولت الكلام، عشان خاطري خلاص..
معتصم ببكاء:-
-الكلام يوجع واستحملت كتير، ولا بنت حضرتك إللي مش سامعة غير كلام صحابها.. مشيلة" مريم" هم ومش بنقول، ذنبي إيه أسمع أنا لا ليا أب ولا أم!!،
بنتك قهرتني وأنا معملتش حاجة، أنا يتيم فهمين يتيم!!فرّ من أمامهم تحت نظراتٍ منهما، ليردف "نزار"
بحدة:--آدم!!
شعر برجفة تسري جسده؛ خوفا من نبرة الصوت، لقد عهد على نفسهِ عدم التحدث في الأمر، لكن بغلطة تغيرت الأحوال، تمنى أن تنشق الأرض قبل أن يكون محتجزًا وقد يزيد المشكلة.. مشكلات، أخذ نفسًا وبداخله لا يشاهد غير الأشياء المُقبلة، "نزار" ومدى تعلقه بهم جميعًا، لا يُحب أن يرفع صوتهُ حتىٰ يتطرأ ذلك الأمر عليه.. والآخر وكيف لإبنته أن تقعل هذا..؟!
تنهد بحزنٍ ليتحدث بِتوضيح:-
-أنا مكنتش حابب أتكلم بس فعلًا يا عمو بنتك زودتها معانا، مريم كانت بتشيل هم حضرتك وطنط نور عشان متزعلوش لغاية ما شاركة حزنها مع زوجها، حضرتك مش حابب تحس بالذنب أو بالتقصير، أنا قبل ما أكون ابن العيلة دي.. عارف كل واحد فينا إيه اللي مغيرة، زعقت فينا أو في الجامعة.. وآخرها النهاردة، "مسك" حالها اتبدل، وحضرتك برده يا عمو نزار مكنش يقصد طريقة الكلام دي، أنا آسف بالنيابة عن "معتصم"..
هو بيحاول يفوق جت وخلته فاشل من وجهه نظره، أنا فاهم إن حضرتك بتحبونا كلكم بس إوعدوني إن محدش يجي جنب " مسك" غير "مريم"، الموضوع لإسف بقى صعب عليا بذات!!تركهما وغادر لطريقه يود لو أن يتحدث لتلك التي أحبها بالخفاء، لا يعلم سوىٰ أن رفيق دربه سيرحل عما قريب، تفرق بالماضي" يامن" والآن "معتصم" حزنًا على ما وصل به.
أنت تقرأ
رياح غادرة "الجزء التاني من إيليف"
General Fiction"آهٍ مِن الأوجاعِ التي تظهر أمامي بَين جفوني وقلبي، الإتيان الذي توقعتهُ بَينكم صار سرابًا"