مشهد"نورهان&أحمد"

10 1 0
                                    


مشهد"نورهان&أحمد"

إتخذ"أحمد"مسلك طريقهِ وتكوين بيتًا بعد أن ألح علىٰ خالهِ كي يأخذهُ؛ للحديث مع"نورهان"، رجع"يوسف"بِذاكرتهِ لما حدث مع "لارا"، عادتْ الحكاية مِن جديد؛ لكن إتخذ" يوسف"تِلك المرة "لارا" التي بِإمكانها إقناعها، وبِالفعل ذهبتْ إليها بصحبهِ "نور" التي قصتْ عليها كُل شيء، لم تجد الغيب فيه، هو لم يحدث فتاة قط مثل أبيه.. وافقتْ بِالنهاية.

تعجب"نزار"مِن طريقه "أحمد"، لكن" إيليف "كانتْ تعلم نظرات ابنها الفاضحة، هو مِن يتخذ الطريق الطويل لا الملتف، حاول التقرب منها لكنهُ فشل، راعىٰ ظروفها التي تؤلمها؛ ليعقد قرانهم بسعادةٍ أضائها أخواته وأبناء العائلة، لم يمر أيامًا؛ لتبتعد" نورهان"عن الجميع، تألم قلبها وهى تمثل السعادة.. كانتْ تقضي وقتها في زيارة الملجأ وترتيب ملابسها.

"أينْ القلبُ المُتيم بِصَاحبِي؟!
فكيف لِلسبيلِ الروح التي عشقت فأبتْ، تعلقت فبعُدت، أخطأت فأصابت بندبة الغربة!".

"لو مكني القدر مِن إختياراتي الممتلئة بِكوارثِ الماضي لكُنت غلقتُ نفسي وجسدي بين جدارِ الغرفة التي رفضتني مِن جلوسي بها، ما أعلمهُ هو أنني بِمثابةِ مكيال الخطأ يتزايد يومًا عن يومِ، والكفة الأخرىٰ الصحيح ينحدر مني، لا أعلم لما الشعور الخيالي دائمًا
متغلغلًا، أعلم أنني صائبة لكن عقلي الباطل يرفض ذلك.

بَدأتُ الحياة بأبشعِ الصدمات لكنني كُنت أعلم أنهُ الواقع لا محالةِ من الوقوف لإكمال الحياة، حلمتُ بأشياءٍ بسيطة؛ لأتنساها مرةً بعد مرةٍ!
النسيان حينما يندس فيما بيينا في غياب وفقدان الأم والأب نتمناهُ كُل يوم، كُل ساعة؛ لكي نمحو البكاء المرير، الفراش الذي تحمل الدموع المنسكبة بغزارةٍ، يلجمني الصمتْ حتىٰ صرتُ متحملة المشاعر، أبغض أحاديثًا تذكرني بوجعي، الوجع لا ينسىٰ.

حين أحببتُ تعاملت بحدةٍ لم أكن أعلم ما سببها، الفتاة منا لا تحب الذة السهلة والهشة بسهولة لأجل إنجذاب الرجل الكاذب والمخادع، الخِداع ساهلُ علىٰ القلوب الطيبة، كم أبغض الكذب، تحمل زوجي الكثير مِن الرفض الكثير كوني واحدةً بين فوالق الحياةِ، الخِصال السيئة حينما تكون بالشخصِ الذي أمامك نبعُد كُـل البعض، أكره الأشياء التي تكمن خلفها الكثير مِن التلوي كالثعبان الملدغ للبشر، ثمة أشخاصٍ علىٰ هيئة سندٍ وقوةٍ، لكنهم يأتوا مع الوقت؛ كي يكونوا قوتك الخفية".

رفعتْ عيناها لأعلىٰ تناجي ربها علىٰ رجوعها للحياةٍ مع "أحمد"، لكن الوقت لم يحن بعد، لا تُحب مقابلته بعد عقد قرانهم ولا قول الأشياء، ولذلك إبتعد عنها في الآوانة الأخيرة، قطع تفكيرها طرقات" فيروز" حينما دلفتْ بصحبةٍ"مسك"؛ لتضع هدية عيد مولدها أمام عينها، رمقتهما بشكٍ.. لتردف"فيروز":-

-"أحمد"ميعرفش عيد ميلادك بلاش شك، واتقي الله يلا إفتحي صارفين ومكلفين والله، من شغلي كمان عشان تبطلي أعذار.

إستسلمتْ لهما ومَا إن فتحتها رأتْ جميع ما تحبه به، شكرتهم ومِن ثُم جلبت لهم القهوة.. أردفتْ"مسك"
بتردد:-

-"نورهان " الراجل ليه قدرة لو قلتْ بتروح، يعني"أحمد" لا يعرف يكلم بنات ولا بيحب التعامل معاهم، لما تيجي تخطفي قلبهُ تعملي كده، أنا بنت خالتهُ آه، لكن فعلًا هو بقي عصبي، بلاش تخليه يتغير وهو كان عاقل، أحمد ومعتصم دماغ واحدة أسمعي مني.

أكملت"فيروز":-

-بعدين أنتِ مراته، فيه واحدة يا ناس تسيب جوزها ده رفضتي الفرح، وهو قال الفلوس نعمل بيها عمره، تيجي تبوظي الدنيا، اتلححي يا نورهان؛ ليطير!

-طيب خلاص هاجي معاكم!

غمزتْ "مسك" لـ"فيروز"ومِن ثُم إرتدت ملابسها علىٰ عجاله؛ لتجد"معتصم"جالسًا بالسيارة وعلىٰ وجه علامات النوم، إستقل الفتيات السيارة.. وعلىٰ الطريق كان "آدم" بِإنتظارهم جلس بجوارِ"معتصم"، فقط أمر "نزار" بتجمعهم ليومٍ علىٰ الأقل، جذب "معتصم" "آدم" بعد إلحاح شديدٍ ليمكث معهُ بالشقة كما فعلتْ"مسك"، أما عن "نورهان" فقد صعدت لتطرق المنزل بهدوءٍ، إحتضنتها إيليف ببشاشةٍ ومِن ثُم عاتبتها علىٰ حزنها الدائم، أخبرتها بتأخير "أحمد" بالعملِ، ولجتْ "إيليف" للداخل فقد قاربتْ الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ولم يأتي، غفلتْ "نورهان" علىٰ الأريكة غير مدركةٍ بمَن حولها، دخل وهو يلقي السلام بداخلهِ.. يشعر بِالغيظ مِن رئيس عملهِ، لا يرتاح إلا بِإستهلاك القدرة كاملة، وجدها كالملاك مستلقة.. حمحم ولم تفق.. وضع المُنبه
علىٰ رأسها بصوتٍ منخفض؛ لتقوم مسرعةً متنهدة بذكر الله.

أردف وهو مبتعدًا عنها:-

-ادخلي نامي جوه أنا طالع أوضتي.

-بس أنا كُنت عاوزة أكلمك، واستنيت لما تيجي.. أنا نمت غصبن عني والله.

جلس بجوارها وهو يهز رأسهُ.. لتردف مِن جديد:-

-أنا عارفة إن غلطتْ فجأة، بس مكنتش أقصد أزعلك مني، يعني خوفت أكون شفقة عليك..

تطلع إليها بعضب؛ لتُصحح خطأها:-

-بس أنتَ مش كده يعني، شخص مهذب وجميل وكده..

"أحمد" بنفاذ صبر:-

-هاتي من الآخر وبلاش لف ودوران..!

تطلعتْ لهُ بعيونٍ دامعة خشيةً مِنه، أمسك كفها مهدئًا إياه متمتًا بِجدية:-

-يا غالية بطلي نكد بالله، أنا صحتي علىٰ أدي، أنا عارف إنك مكنتيش حابة فكرة الزواج ومعتمدة علىٰ نفسك، بس مش هنفضل في الماضي، كُل يوم شخص بيموت بيحيا طفل لسه ميعرفش حاجة، وانا مقدر موقفك، بعدين أنا بحبك فمش هزعل منك، يلا قومي نامي.. هطلع أوضتي أرتاح، بِالمناسبة شنطة سفرك تحضيرها عشان نسافر أحقق طلبك بِمناسبة عيد ميلادك، متسأليش عرفتْ منين.. أنا شوفت العيال عاملين هدية، ولمحت اسمك..!

إبتسمتْ عليه ومِن ثُم قبل جبينها صاعدًا لأعلى تاركها تصلي قيام الليل إلىٰ أن غفلتْ في ثباتٍ عميق، يمكن للرجل معرفة شريكة الحياة إن كان صادقًا، يعلم مدىٰ
ضعفها فلا يأتي عليها، وقوتها يعززها لا يقل مِن شأنها، فحزنِ المرأة جارح لكرامتها.

#يتبع

رياح غادرة "الجزء التاني من إيليف" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن