الفصل السادس"بداية الحقائق".
اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
بعض الأمور تكون صراعًا كاذبًا يحيط بنا، إما أن يكون مثيرًا للشفقة.. شعورًا مِن هول التخيلات التي تمر بنا، لكن للحياة ذمامٍ يجب الربط بينها وبين الواقع، حقائق أحيانًا نبغضها، وأحيانًا أخرىٰ تكون على بالنا فقط الحديث يكون متذبذًا كاضطراب القلب!
صُدمت مِن رؤية أخيها، وكيف لعينيه أن يصمت طيلة السنوات الماضية؛ هروبًا من الحقيقة المُرة التي مع كُل مرة تنكشف كارثة أكبر مِن قبلها، ابتعدت الصغيرة عن الحديث، وما لبثت الدخول لغرفتها؛ لترسل لمخبأ أسرارها ما تشعر به، وضعت "ميار" بعض من الشراب الساخن فمع غضون الشتاء، والأتربة التي تلج للصدر تخاف على أخيها.. لا هو ليس ذلك الشاب المرح، بل غمرته رياح الإرهاق خصيصًا أنهُ تحمل مُنذ الصغر،
ومع وجود ابنته الوحيدة يخشىٰ عليها تقلبات الحياة، تحدث بوجعٍ شبَّ بصوته:--حاسس إن أذنبت في حق زوجتي وبنتي، كُنت خايف إن تتأثر بطابع الحزن إللي كان حولينا، معرفتش إن هى شايلة كتير، أنا من الشغل للبيت دون إهتمام بيهم.
ربط "أدهم" على كتفه:-
-أنتَ مش غلطان يا "يامن"، كونك أنك مش مهتم غلط بسيط يتعدل عن يا تعلىٰ بتفكيرك ليهم، أو تدخل من ثغراتهم المُفضلة، وما مِن صعبٍ مر وهيمر، عنادك مينفعش حاليًا، بنتك عاقلة وهتفهم.. وكلامك بيقول عاوز نتجمع من تاني، سبها عليا وكلها شهر.. يخلصوا مشاغلهم ونقعد شوا لو ربنا أراد، تعرف لسه في بالي أنك شخص كئيب.. إضحك يا غالي تعبنا من الحزن إللي غلبتنا معاك فيه.
إندست" رؤى" بينهم:
-بمناسبة حضراتكم والحِزن وكده، أنا عيلة واسمعوا مني، وصدقًا مسمعتش شيء غير في الآخر كده..
هو تعرفوا إن فيه اتنين بيحبوا بعض بس بيتعاملوا كأطفال، يعني ابنك يا أمي قلبه بيعمل خفقان عالي اكرمنا بيه بقىٰ، من الآخر بنتك وأخويا يا تجمعهم بما يرضي الله، يا هقول لطنط"إيليف" وتتصرف.. ها بقى!لكذها والدها وهي ترىٰ ابتسامتهم علىٰ وجههم، لقد رأوا ما يكفيهم مِن أوجاعٍ علىٰ قلوبهم، لا يستحقوا ذلك، فتاةٌ لا تدلف لقلبها أي حزنٍ، ولكونها ورثت مِن والدتها الكثير فتتعامل مع أي شيء ببسمةٍ حتىٰ تذهب أي عقبة أمامها، تُحب أخيها أكثر مِن نفسها، توشك أن تكون هي الأخيرة بكل شيء، لا تعترف بمسمىٰ الحُب هذا!
فقط تُمثل تلك الأشياء حتىٰ ترىٰ الجميع سُعداء، وفي جامعتها تتميز بالمبهجة التي في أي شيء تندس بينهم وتضحك الجميع.. إن كانت هي كذلك، فما الشيء الذي يجعلها تبكِ إلا أيامها المُعتادة.بعد مرورِ أيامٍ علىٰ الجميع.. تغير الشباب جميعهم إلا الأفضل مع وجود عائلتهم وتدخل البعض؛ لإزالة ذلك الحاجز.. وجد "أحمد" نفسهُ ذاهبًا لزوج خالتهُ التي ما إن يراها ينفتح عقلهُ لعقلها، ولا يعشق سوىٰ الجلوس معها، تغير شكلهُ مع أناقته المُعتادة كما أنهُ صار عاقلًا لا يسمح لنفسه أن يكون ذا تصرف فاشلًا..
أنت تقرأ
رياح غادرة "الجزء التاني من إيليف"
Ficção Geral"آهٍ مِن الأوجاعِ التي تظهر أمامي بَين جفوني وقلبي، الإتيان الذي توقعتهُ بَينكم صار سرابًا"