الفصل التاسع.. "إخفاء"
"اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين"
"إيصاء الأمُور المُغلقة في سبيل الراحةٍ أمرًا لابد مِنهُ، لكن للأبوابِ ثغور يمكن الإندساس فيما بَينها"
كانتْ الكلماتَ كالصاعقةِ علىٰ "نوح" لكنْهُ صمتْ؛ ليتحدث"أواد":-
-أيوة حادثة عربية قبل مـا أشوف النور حتىٰ، كُنت واقف علىٰ باب والدي وسمعت كلامه علىٰ إنتقام، معرفش غير إن اسمهم علىٰ ما أظن"سلمى، آيان" بس كُنت واقف مش عارف أعمل إيه، كان عقلي شايف صدمة إن ابن مجرم، أبلغ من غير دليل ولا أسكت..
تنهد منكسرًا ليُكمل:-
-دورت علىٰ حاجة متعلقة بالحادثة ربطت إن بابا كمالك لشركة المقاولات يبقى هو سبب بِإتفاق مع ناس، لما رجعت لتاريخ المشئوم ده لقيت فعلًا إن فكرة إنتقام، وجمعت تسجيلات، صدقني يا "نوح" أنا كُنت عاوز أقولك بقالي كتير، بس هو أبويا حتىٰ لو تبلغ عليا عشان ضميري يرتاح ياريت!
عينيه لا تُبشر بِالخيرِ، لقد ساءت الأمور حِينما ذكر أحد أفراد عائلتهُ، لا يعرف بِما يتحدث، أيريد مَن أمامه التضحية مِن أجل أبيه الظالم أم ماذا؟!
وإن كان هو السبب فلِما يضحي "أواد"، كم جريمة فعلها هذا الرجل؟!
طِباع" أواد"مختلفة كُل الإختلاف عن أبيه الغادر بالأرواح، لم يعلم سوىٰ الغضب مِن عينيه، أما التي بِجواره تبكِ دون صوتٍ مع نظرات أواد المنحسرة.قد يظنْ البعض أن الأمور السهلة دائمةِ التوقع، لكن للحياةِ رأيًا آخر، أربع حروفٍ تمثل حياتنا قبل ان نرىٰ الضوء ولا التنفس، لكنْ التوقف مِن أبشع ما يكون حِينما يكون الأهل سببًا في الأخطاء الناشبة دون الإهتمام.
تجمدتْ "مليكة" بجوار أخيها؛ لتردف مهدئة إياهما:-
-وأنتَ عاوز يتقبض عليكَ قبل ما تعرف كام حد ضحىٰ ووالدك هو السبب، أو ليه!!
تعرف إللي قولت إسمهم دول يبقوا عيلتي إللي راحت وابنهم دلوقتي مجروح!
أنتَ ممكن تخفي السر ده ولا كأنه موجود.-أنا مش هخفي حاجة، وعندي استعداد ألعب في الصوت وأزور التاريخ قصاد إني أرتاح، أنا راحتي فـي الحق ورد المظلوم، جدتي مِن صدمتها راحت، وأمي ساكتة عشاني.
كانت النبرة خالية مِن المبالاة، الدموع ملئت مقلتيهِ، الصوت ينبح بالغدرِ وكأن السهام تخترق جسدهُ دون رحمةٍ، لأول مرةً تصمتْ "مليكة" ظنت أنهُ فتىٰ متعجرف، ليكون ضحية للموت والصدمة، كادت أن تتكلم لولا يد أخيها بالصمتِ، قام "نوح" مِن مكانهِ ليمكث بجوارهِ رابطًا علىٰ يديه:-
-أنا مكسور عليك وعلىٰ إللي هتعمله، بس أنتَ مش هتعمل حاجة وهتسكت خالص، جوايا نار إن الحق لازم يجي، بس قضاء ربنا نافذ، مهما كان أبوك هيتحاسب إمتىٰ وفين في إيد ربنا، سيب الأمور لترتيبها، أنتَ المفروض تبقىٰ فخور إنك راجل يعتمد عليه وعارف الحق في سنك، السر هيتكشف بس ملهوش لزوم في وقتها، ولا كأنك قولت حاجة.. فاهمين.
أنت تقرأ
رياح غادرة "الجزء التاني من إيليف"
General Fiction"آهٍ مِن الأوجاعِ التي تظهر أمامي بَين جفوني وقلبي، الإتيان الذي توقعتهُ بَينكم صار سرابًا"